الأحد 16 يونيو 2024

الرئيس والشيخ

أخرى14-1-2021 | 20:57

أصوات السماء الندية لها مكانة خاصة في قلوب المصريين فمنذ تأسست المدرسة المصرية المتفردة في قراءة القرآن، ورجاله يحظون باحترام وتبجيل من كل المصريين بل والعالم الإسلامى، ودائما ما يكون للدولة المصرية مواقف كريمة معهم، من حيث التكريم والإشادة، وآخر تلك المواقف ما قام به الرئيس السيسي بتكفله بعلاج الشيخ سيد سعيد، أحد أعلام دولة التلاوة المصرية، على نفقته الخاصة دون طلب من أحد، ليُعبّر الرئيس الإنسان بلفتة إنسانية وشهامة مصرية عن مكانة وعلو شأن حفظة القرآن الكريم، وإدراكه لدورهم العظيم كأحد مصادر قوة مصر الناعمة في العالم الإسلامي.


لكن.. تُرى كيف عَلِم الرئيس بمرضه، وكيف تواصل معه؟.. ربما نكشف السر في حديث الشيخ سيد نفسه.



قال الشيخ سيد سعيد "معرفش الرئيس السيسي عرف إني تعبان ازاي، ومدير مكتبه كلمني وقال أي حاجة محتاجها سيتم توفيرها".. الشيخ سيد لم يستطع تحمل ارتفاع مصاريف العلاج، لكنه وجد يد الرئيس عبد الفتاح السيسي الحانية بجواره داعما له فى وقت مرضه، وتم نقله لمعهد ناصر بتكليف شخصي من الرئيس، وبدأ علاجه على الوجه الأمثل.



حقيقةً، كثيرًا ما يتدخل الرئيس بنفسه لتوفير العلاج لبعض الحالات التي تعلن عن مرضها أو تطلب ذلك، وهو ما لم يحدث في حالة الشيخ سيد الذى قال فقط إنه لم يقدم تسجيلات جديدة منذ مرضه، ولا يعرف الشيخ سيد الرئيس معرفة شخصية، وربما سمعه الرئيس قديمًا أو سمع له تسجيلات وأحب صوته النديّ، ولكن المؤكد أن الشيخ سيد يحب الرئيس السيسي؛ ففي حوار له منذ سنوات أعلن أن الرئيس السيسي أنقذ مصر من الظلام، هذه هى الجملة الوحيدة التي ذكرها الشيخ عن الرئيس، وربما نَسِي أنه قالها، ولكن النفوس الطيبة تحب بعضها وأهل القرآن يشعرون ببعضهم، إنها القلوب إذا صفت رأت، ومحبة الرئيس لأهل القرآن واضحة وجلية فلا تمرّ مناسبة دون أن يذكرهم بالخير، ويقدم لهم الدعم المادي والمعنوي، وحرص الرئيس خلال الأعوام الماضية على تكريم حفظة القرآن الكريم ومنحهم جوائز مالية وشهادات تقدير سواء من مصر أو من العالم الإسلامي، وكشفت السيدة إنتصار السيسي حرم الرئيس، خلال حوارها الأخير في برنامج "صاحبة السعادة"، حِرص الرئيس على تحفيظ أبنائه وأطفال العائلة القرآن الكريم، ولذا كان يُحْضِر لهم شيخًا في المنزل، وقالت إنها تُحب سماع القرآن الكريم بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، والحصري، والطبلاوي.




حب الرئيس لأهل القرآن ليس خفيًا وكل مواقفه تدل على ذلك وخاصة موقفه الأخير من الشيخ سيد سعيد، والرئيس في ظل كل أعبائه لم ينس واحدًا من حملة كتاب الله، لطالما أمتعنا بصوته، وربما نَسِيه الناس لكن الرئيس الإنسان لم ينساه، ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أذكر جزء من كلمة الرئيس في احتفالية تكريم حفظة القرآن الكريم، حيث قال: "أود أن أرحب بضيوف مصر الأعزاء، مُهنئًا أبنائنا حفظة كتاب الله بهذه النعمة التي منّ الله بها عليهم، مؤكدًا أن تمامها يتطلب منّا جميعًا حُسن الفَهم لمعاني القرآن الكريم ومقاصده السامية والتحلّي بأخلاقه الكريمة، ونبذ كل عوامل الفرقة والتعصب الأعمى المقيت، إعلاءً لكلمة الله (عز وجل)، وإنفاذًا لتعاليم دينه السمحة التي نستقيها من كتابه الكريم وسُنة نبيّه (صلى الله عليه وسلم)، الذي تَرْجَم هذه القيم النبيلة إلى سلوك وأفعال، فكان بحق خلقه القرآن، فما أحوجنا اليوم لتطبيق هذه القيم العظيمة وتحويلها إلى واقع وسلوك عملي اقتداءً برسولنا الكريم  صلى الله عليه وسلم".