قال رئيس اتحاد الناشرين المصريين سعيد عبده، في حديث للنشرة الثقافية لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم -إن الثقافة ضلع رئيسي في معادلة بناء الإنسان التي أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدًا أن النشر من أهم أدوات القوة الناعمة للدولة.
وأكد رئيس اتحاد الناشرين المصريين - أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي أهمية كبيرة لإعادة بناء الإنسان المصري لاسيما فيما يتعلق بالصحة والتعليم والثقافة، معتبرا أن الكتاب المصري يعد سفيرا فوق العادة لمصر لدى كل الدول، لذا من المفترض أن يحظى بالكثير من الرعاية، خاصة وأنه جزء من روافد الثقافة للقارئ العربي بصفة عامة.
ودعا إلى اعتماد النشر كصناعة في الدولة، لافتا إلى سعيه لدى وزيرة الصناعة إلى أن يتم ذلك، وشدد على أن النشر يوجد به كثير من مقومات الصناعة وأنها (أي صناعة النشر) من الصناعات القديمة في مصر.
وأشار إلى وجود تحديات تواجه نشاط النشر لاسيما في ظل وباء كورونا المستشري في كافة دول العالم، موضحا أن أن من أهم المشكلات التي تعاني منها صناعة النشر هو ضعف قانون الملكية الفكرية الحالية في مواجهة حالات التزوير التي أصبحت في صراع وجود مع دور النشر.
وتحدث رئيس اتحاد الناشرين المصريين عن مشكلة الفضاء الإلكتروني الذي يتم بيع الكتب من خلاله ويصعب السيطرة عليه، منوها بالجهد الذي يحاول اتحاد الناشرين بذله من أجل حل مشكلة الملكية الفكرية في الوطن العربي.
ودعا إلى مكافحة "تزوير الكتب"، وتعديل النص التشريعي الخاص بهذا الموضوع، وإنشاء محاكم أو دوائر خاصة بقضايا النشر، والنظر إلى القضايا المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية باعتبارها مسألة أمن قومي.
وقال عبده :" انه يمكن الحد من هذه الجرائم إذا تم تغيير قوانين حماية حقوق الملكية الفكرية"، داعيا الدولة إلى تقديم الدعم لصناعة النشر ودعم الورق ومستلزمات الطباعة، كذلك دعم صناعة الكتاب من خلال شراء إصدارات دور النشر في المكتبات والمدارس والجامعات وقطاعات وزارتي الثقافة والشباب المختلفة.
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الناشرين في ظل جائحة "كورونا"، أكد رئيس اتحاد الناشرين المصريين أن أبرز هذه التحديات حاليا هو توقف حركة الشحن على المستوى الدولي ما أثر على معارض الكتب العربية التي توقفت تماما بفعل جائحة كورونا لان هذه المعارض كانت الكتب تشحن قبلها بفترة وأن 35 % من الناشرين توقفوا تماما في ظل الجائحة.
وأعرب عن أمله في أن تستجيب وزارة التضامن لما طلبه اتحاد الناشرين من توفير غطاء تأميني ومظلة من التأمينات للتأمين على الناشرين من أجل أن ينضوي الناشرون تحت مظلة تأمينية تسعى الدولة لبسطها على كل مواطنيها.
وذكر أن قضية "التزوير" أصبحت خطرا يهدد صناعة النشر بشكل كبير، مشددا على أهمية الملكية الفكرية في حماية الإبداع.وقال في هذا السياق إن المؤلف يقدم عملا إبداعيا ثم تكون هناك تكلفة مادية على الناشر ويفاجأ الاثنان (المؤلف والناشر) بتداول نصوص هذا العمل الإبداعي خارج الإطار القانوني.
وأوضح أن عدد المكتبات الموجودة في مصر لا يزيد عن 400 مكتبة وأن هذا العدد غير مناسب تماما لعدد سكان مصر، لافتا في هذا السياق إلى أنه قدم مقترحا بإنشاء شارع 30/6 للثقافة على غرار شارع 30/6 لمشروعات الشباب.
وذكر عبده أن من يمثل مهنة النشر في مصر هو اتحاد الناشرين، وأنه سعى إلى زيادة الناشرين المنضوين تحت مظلة الاتحاد وتم إدخال الجهات الرسمية وحتى الوزارات والأزهر والكنيسة وكل من ينشر كتابا أصبح تحت مظلة اتحاد الناشرين وهو أمر لم يكن مفعلا منذ 55 عاما.
وأكد أن مواقع القرصنة الإلكترونية والفضاءات المفتوحة وبال على الصناعات الإبداعية المصرية، والفكر العربي ، مشيرا إلى ان اتحاد الناشرين المصريين يتعاون مع مختلف الجهات لمكافحة مشكلة التزوير على جميع مستوياتها.