كشفت التحقيقات الأمريكية حول وقائع اقتحام مؤيدي الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لمبنى الكونجرس الأمريكي عن دلائل أنشطة تجسسية تمت تحت ستار وغطاء هذا الاقتحام غير المسبوق في تاريخ الولايات المتحدة.
وقالت دورية "انتلجنس نيوز" الأمريكية المتخصصة في شئون الاستخبارات ومكافحة التجسس إن محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي بعد تحليلهم لفيديوهات كاميرات المراقبة داخل مكاتب الكونجرس رصدوا قيام أشخاص بعينهم من بين المقتحمين بالاستيلاء على أجهزة معينة في مكاتب نواب كونجرس من أعضاء لجان الدفاع والخدمات المسلحة والاستخبارات الوطنية، وذلك في خضم ارتباك الموقف الذي صاحب عملية اقتحام الكونجرس في السادس من يناير الجاري.
كما كشفت تحقيقات كاميرات المراقبة الداخلية التي عكف خبراء مكتب التحقيقات الفيدرالي على تحليلها بدقة عن قيام مندسين -بعضهم من الأجانب المقيمين في الولايات المتحدة- باستهداف حواسيب سطح مكتب في بعض غرف لجان الكونجرس الحساسة كغرف لجان الموازنة والتخطيط والخدمة المدنية والأمن الداخلي والشئون الخارجية والعلوم والتكنولوجيا، حيث قاموا بنقل محتوى تلك الحواسيب على هاردات تخزين كان بحوزتهم، أو قيامهم بنزع وسرقة وحدات تخزين المعلومات "الهاردات" الخاصة بتلك الأجهزة أو بالاستيلاء على الحواسيب المحمولة التي تركها أصحابها من أعضاء الكونجرس وفروا هاربين.
وقال خبير أمن المعلومات الامريكي دافيد جويتس إن الاندساس وسط حشود الجماهير الهائجة التي اقتحمت الكونجرس في السادس من يناير الجاري كان خير غطاء لعملاء الاستخبارات المعادية للولايات المتحدة للنفاذ إلى عمق معمل صناعة القرار الاستراتيجي للولايات المتحدة في لجان الكونجرس الحساسة.
وأكد خبير أمن المعلومات الأمريكي أن الفوضى التي صاحبت اقتحام مقر الكونجرس الأمريكي كانت فرصة ذهبية حقيقية سرعان ما استغلتها الاستخبارات المعادية للولايات المتحدة للنفاذ إلى لجان الكونجرس ومعرفة ما كان يدور في عمق عقول أعضائها.
ولا يستبعد خبراء أمن المعلومات في الولايات المتحدة أن تكون أجهزة الاستخبارات المعادية قد دفعت خلال هياج مقتحمي الكونجرس بخبراء متخصصين في زرع كبسولات التنصت أو فك شفرات التأمين الخاصة بحواسيب الكونجرس المركزية وهو ما يتطلب عملية واسعة النطاق لتطهير مقر الكونجرس ومكاتب لجانه ومراكز معلوماته من أية كبسولات تنصت قد تم زرعها.
ويطالب خبراء أمن المعلومات من الإدارة الأمريكية القادمة اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتأمين المعلومات المشفرة وتغيير أكواد الأمان لخزائن الأسرار الأمريكية، بنفس القدر الذي يحتم تعزيز إجراءات الأمن والحراسة الخارجية لمقر الكونجرس ومكاتبه الملحقة والتي من أهمها مكتبة الكونجرس الأمريكي التي تعد ثروة قومية أمريكية باعتبارها أكبر مركز للمعلومات في العالم وتحوي خزائنها ملايين الكتب والدراسات المهمة.