قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إلا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُون " صدق الله العظيم.
أرسى سيدنا يوسف عليه السلام لملك مصر موازنة تخطيطية توافرت لها الأصول العلمية والعملية، وتوازن بين (الإيرادات) والنفقات الاستهلاكية بهدف مواجهة المخاطر المحتملة، فقال لهم: "تزرعون سبع سنبلات خضر فما حصدتموه فاتركوه في سنابله" ليعطيهم أجمل صورة للتخطيط الاستراتيجي الذي من شأنه حفظ الإيرادات، بعيدًا عن المؤثرات الخارجية، وليتم استخدام ذلك في سنوات القحط بغرض تخطي فترة الكساد في ضوء الظروف المتاحة، وقد وضع يوسف - عليه السلام- نظامًا استمر تطبيقه خمسة عشر عامًا.
خطة سيدنا يوسف عليه السلام توافر لها مبدأ المشاركة، باشتراك المستويات الإدارية في المسئولية لتحقيق الخطة في مراحل إعدادها وتنفيذها، إذ الخطاب هنا بصبغة الجماعة فقال: (تَزْرَعُونَ)، و(حَصَدْتُمْ)، و(فَذَرُوهُ)، و(تُحْصِنُونَ) أي لجميع الناس والمسئولين، وهذه إشارة إلى ضرورة اشتراك جميع القطاعات الإدارية والتنفيذية والشعبية في إعداد الموازنة التخطيطية.
إن رسالة سيدنا يوسف عليه السلام قد توافر لها مبدأ توفير الحوافز، ومبدأ الواقعية في الأهداف، وتناسبها مع الإمكانيات، لتكون طريقا يهتدى إليه من فكر وتدبر، وأخلص وصدق وواجه وانتصر.
خطة استراتيجية سار على خطاها الرئيس عبدالفتاح السيسي في مختلف القطاعات منذ بداية توليه إدارة شئون البلاد منذ أكثر من سبع سنوات، فبعد أن استطاع أن يحقق آمال الأمة في المجال الزراعى بزراعة مليون ونصف المليون فدان وانتهاء المرحلة الأولى لمبادرة حياة كريمة للقرى الأكثر احتياجا لنقلها إلى قرى مدنية حصرية من معدومة الحياة إلى حياة كريمة.
تم إطلاق المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "مبادرة حياة كريمة" لتقدم خدماتها فى عدد 50 مركزاً على مستوى الجمهورية بإجمالى ١٥٠٠ قرية من القرى الأكثر احتياجاً.
وتم اختيار هذه القري طبقاً للمعايير الموضوعة من قبل وزارة التنمية المحلية، وتتبع هذه المرحلة على سبيل المثال مركز إسنا بعدد 9 وحدات محلية قروية هي: "الشغب، الدير، الحلة، الكيمان، اصفون، النجوع، توماس، النمسا، كومير"، وتشمل 27 قرية وتوابعهم، وذلك فى إطار خطة التنمية المستدامة التى تستهدف الريف المصري، ورفع قدرات البنية الأساسية لتلك القرى والعزب والنجوع من كافة القطاعات الخدمية، والمعيشية، والاجتماعية لتغيير واقع الحياة لمواطنى تلك القرى إلى الأفضل وعلى نحو شامل بعد إهمال هذه القرى على مر السنين منذ الرئيس جمال عبدالناصر لم تجد من يحنو عليها.
وتم مؤخراً عقد اجتماعات تم خلالها مناقشة كافة الخدمات وإعداد كافة المتطلبات للقرى المستهدفة من بنية أساسية وخدمات عامة، مثل إنشاء محطات صرف صحى ومدارس وإسكان وكهرباء ومياه الشرب والغاز الطبيعى ومراكز شباب ورصف طرق وإسعاف وخدمات بيطرية والمجازر وإدارة المخلفات والرى والخدمات الزراعية.
كما تم إعداد البيانات المطلوبة بالتنسيق مع جميع الجهات المشاركة بوضع خطة تنمية متكاملة للقرى المستهدفة وتقييم الوضع الراهن، ودراسة الاحتياجات المطلوبة فى إطار التكليف الصادر من رئيس الجمهورية مع مراعاة الالتزام بالإجراءات والخطوات التنفيذية لوضع الخطة، وكذلك بالبرامج الزمنية الموضوعة، وكافة الجهات في حالة انعقاد دائم حتي تننفيذ جميع الخدمات طبقاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يتابع بنفسه بشكل يومى ما تم بشأن "حياة كريمة" لهذه القري المستهدفة.
حلم يراه المواطنون في هذه القرى يتحقق على أرض الواقع بعد أن كان هذا الحلم مكبلاً في عرينه ذليل، فلقد عرف المواطن أين الأماني وإن كان طريقها طويلاً ولو كان هذا الحلم عنيداً فلقد أصبح العمر طويلاً بعد أن رأى تحقيق حلمه المستحيل، فما زال في الصبح ضوء وفي الليل يضحك بدر جميل.