تعهد رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا اليوم الإثنين بإخضاع جائحة فيروس كورونا /كوفيد-19/ ووضعها تحت السيطرة في اليابان "في أقرب وقت ممكن" ومواصلة الاستعدادات لاستضافة أولمبياد طوكيو والأولمبياد الخاص هذا الصيف.
وفي خطاب سياسي بمناسبة بدء الدورة البرلمانية العادية لهذا العام، تعهد سوجا أيضا بتعزيز التكنولوجيا الخضراء والرقمنة كمحركين للنمو الاقتصادي مع وضع أجندته للسياسة الخارجية.
ونقلت وكالة أنباء (كيودو) اليابانية عن تصريح سوجا، قوله إن الحكومة تتخذ "إجراءات فعالة" لاحتواء انتشار عدوى فيروس كورونا في ظل حالة الطوارئ التي تغطي 11 مقاطعة بما في ذلك العاصمة طوكيو، وأطالب الشعب بالتعاون مع طلبات البقاء في المنزل وإغلاق المطاعم والحانات في وقت مبكر، وأنه سيقف في الخطوط الأمامية لهذه المعركة (ضد الفيروس).. وبمساعدة الشعب، يمكن التغلب على هذا الوضع الصعب".
وأكد رئيس الوزراء الياباني أن الحكومة تستعد للتطعيم ضد فيروس كورونا حتى يتمكنوا من إطلاق حملة التطعيم بحلول أواخر فبراير المقبل مع اتباع الإجراءات المحلية لتأكيد سلامتها وفعاليتها.
وأضاف الزعيم البالغ من العمر 72 عاما أنه سوف "يكون قدوة" ويأخذ اللقاح بنفسه لتبديد أي شكوك بين شعبه، حيث إن الحكومة اليابانية تكثف دعمها للمستشفيات التي تعالج مرضى كوفيد -19، بما في ذلك من خلال الإعانات لزيادة قدرتها ونشر فرق طبية من قوات الدفاع الذاتي إذا لزم الأمر، مضيفاً أنه المهم هو أن يتلقى كل شخص يحتاج إلى رعاية طبية، العلاج الذي يحتاجه.
وخلال الجلسة البرلمانية التي تستمر 150 يومًا حتى 16 يونيو المقبل، تأمل حكومة اليابان في تمرير تشريع يجعل من الممكن معاقبة الأفراد والشركات التي ترفض الامتثال لإجراءات مكافحة فيروس كورونا، وتشمل العقوبات غرامة أقصاها مليون ين (أي ما يعادل 9600 دولار) أو عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى عام واحد للأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس لكنهم رفضوا دخول المستشفى، وغرامة قصوى قدرها 500 ألف ين للشركات التي لا تمتثل لطلبات الحكومة بخفض ساعات العمل أو الإغلاق مؤقتًا.
وبالانتقال إلى دورة الأولمبياد، صرح رئيس الوزراء الياباني بأن انعقاد أولمبياد طوكيو وأولمبياد الخاص المقرر انطلاقها يوليو المقبل بعد تأجيل غير مسبوق العام الماضي، سيكون بمثابة "دليل على هزيمة الإنسانية لفيروس كورونا" وكذلك فرصة لعرض تعافي اليابان من الأزمة النووية التي تسبب فيها زلزال 2011 وأسفر عن انفجار المفاعل النووي في منطقة فوكوشيما.
ورغم تأكيدات سوجا، لا يزال الشعب الياباني متشككا في إمكانية استمرار الألعاب خلال الوباء، وأظهر استطلاع أجرته وكالة أنباء كيودو هذا الشهر أن حوالي 80 بالمائة من اليابانيين يؤيدون إعادة جدولة الألعاب الأولمبية مرة أخرى أو إلغائها.
وتعهد سوجا بالوفاء "بمسؤوليته السياسية" لإبقاء الشركات واقفة على قدميها وحماية الوظائف.
وجدد رئيس الوزراء الياباني تركيزه على تعزيز الابتكار في التقنيات الخضراء مثل الطاقة الشمسية، قائلا إن الحكومة ستحث القطاع الخاص على الاستثمار محليًا ودوليا من خلال آليات السوق المالية، ووعد بالكشف عن هدف جديد "طموح" لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حتى عام 2030 قبل مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في نوفمبر.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، قال سوجا إن اليابان تقدر التعددية وستسعى للعمل مع أعضاء آخرين في المجتمع الدولي أثناء ضلوعها بدور قيادي في إنشاء نظام عالمي بعد فيروس كورونا.
وفي غضون ذلك، قال إن تحالف اليابان مع الولايات المتحدة لا يزال أساسًا ليس فقط لسياستها الدبلوماسية والأمنية الخاصة، ولكن أيضًا لتحقيق السلام والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وما وراءها، معربًا عن أمله في أن يتمكن من لقاء الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في أقرب وقت ممكن.
وبالحديث عن العلاقات مع كوريا الجنوبية، أشار سوجا إلى أن العلاقات الثنائية في "وضع صعب للغاية"، ما يعكس التوترات الأخيرة بشأن حكم محكمة سول بشأن "نساء المتعة" الكوريات.
أما فيما يتعلق بالصين، قال رئيس الوزراء الياباني إن بلاده ستعمل على حل "مختلف القضايا" مع بكين، بما في ذلك على الأرجح النزاع الإقليمي حول جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي وكذلك السعي لتحقيق تقدم في المفاوضات مع روسيا لتسوية قضية الجزر التي تسيطر عليها موسكو قبالة هوكايدو وتوقيع معاهدة سلام مع البلاد.
وجدد سوجا التأكيد على استعداده للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون "بدون شروط مسبقة" على أمل حل قضية اختطاف كوريا الشمالية لمواطنين يابانيين في السبعينيات والثمانينيات.