الجمعة 17 مايو 2024

أحمد منيب ووفاء الأبناء

أخرى18-1-2021 | 12:21

رغم أن مصر علي مدي تاريخها عامرة وذاخرة برموز الفن وفرسان الكلمة واللحن، وبها من المبدعين أسماء لا يمكن أن تسقط من ذاكرة التاريخ إلا أنها كثيرا ما تسقط من ذاكرة الإعلام، لولا أوفياء من ذويهم أو مريديهم يحرصون علي إيقاظ هذه الذاكرة وتنشيطها بطريقة أو بأخري، ولا عزاء لمن لم يجد في ذويه بعضا من الوفاء، في ظل ضعف ذاكرة الإعلام ونجومه الأجلاء.

 

فلنكن مع الأوفياء من أبناء المبدع أحمد منيب عبقري النغم النوبي الذي فرض اسمه وإبداعه علي موسيقانا منذ عشقنا نغمته وبصمته مع حنجرة الرائع محمد منير في الثمانينات ومع أغلب جيل التسعينات وحتي الآن، هؤلاء الأوفياء من أبناء الحاج أحمد منيب- كما يلقبه مريدوه- لفتوا انتباهي وانتباه الكثيرين بسعيهم الحثيث علي تخليد ذكري والدهم بكل ما أوتوا من أفكار، بداية من نشر أغانيه من خلال فرقتهم الغنائية(منيب باند) ثم فكرة تحويل (بيت منيب) في مدينة إسنا بمحافظة الأقصر إلي مركز للثقافة والفنون في ديسمبر الماضي، وهو ما دعمته الهيئة العامة لقصور الثقافة ورئيسها د. أحمد عواض.

 

أحمد منيب ذلك الموهوب بالفطرة كان واحدا من قلائل استطاعوا أن يمزجوا بين الموسيقي النوبية بروحها ونبضها المميز وبين الموسيقي الشرقية حتي أصبحت ألحانه عنونا لنجاحات الكثيرين بداية من محمد منير وحميد الشاعري ومحمد فؤاد وانتهاء بإيهاب توفيق وحسن عبد المجيد، بخلاف سبعة ألبومات قدمها هو بصوته هي(مشتاقين، ياعشرة، كان وكان، بلاد الدهب، راح أغني، قسمه ونصيب، حدوته مصرية) وقد شارك في نسج كلمات أغانيه شعراء كبار مثل عبد الرحيم منصور وفؤاد حداد ومجدي نجيب وأحمد فؤاد نجم وسيد حجاب وجمال بخيت وغيرهم.

 

ورغم أنه لم يدرس الموسيقي دراسة أكاديمية وكان تعلمه لها ذاتيا حيث علم نفسه بنفسه العزف علي آلة العود التي برع فيها بالإضافة لبراعته في الإيقاعات النوبية والضرب علي الدف، استطاع أن يكون له مدرسته الخاصة وطابعه الخاص وأصبحت موسيقاه محط أنظار كل المهتمين بالموسيقي، ومحط اهتمام موسيقات البيئة في العالم، حتي أستحق التكريم في أكثر من محفل وأكثر من دولة، وأستحق أن ينال وسام العلوم والفنون في عيد الفن عام 2014، أما أبناء منيب فقد استقوا كل الحب والاحترام علي وفائهم لذاك العظيم أبيهم وحرصهم علي أن يخلد ذكره وذكراه وأن يظل إبداعه بارزا أمام كل من ضعفت ذاكرته في وسائل الإعلام.