تسبب النائب رياض عبد الستار في حالة من الجدل خلال الساعات الماضية، وذلك بعد تصريحاته الأخيرة حول دور الفن في المجتمع، ووصفه للفنانين بالفسادين، وأنه يشوه صورة المجتمع، ويفسد قيمه، كما أضاف أنه يشجع الأعمال التي توجه رسالة أو تنشر قيم أخلاقية صحيحة على حد تعبيره في المجتمع.

ورصدت "الهلال اليوم" آراء بعض الفنانين، والمخرجين، والنقاد، حول حصر دور الفن في  إصلاح المجتمع، وتوجيهه.

فصرحت الفنانة إلهام شاهين بأن الفن دوره طرح المشكلة، أو القضية، وبعد ذلك الجمهور هو من يفكر، ويحدد ويضع لنفسه المعايير، ويكره التصرفات الخاطئة، وأكدت على أن هذه التصريحات التي تخص النائب لتدل على أنه ليس متفرج جيد، فهناك بعض الأعمال بالفعل التي لم تترك آثر، ولكن هناك العديد من الأفلام التي استطاعت أن تعلو بإسم مصر، وشاركت بالعديد من المهرجانات الدولية، وحصلت على جوائز.

وتابعت إلهام شاهين أن من بين الأفلام التي حصدت على العديد  من الجوائز مثل فيلم "يوم للستات"، والذي حصد 21 جائزة، وأيضًا فيلم "خلطة فوزية" حصل على 17جائزة، وهناك أحد الأفلام التي حصدت ما يزيد عن  50جائزة، وهو من إنتاج الدولة، وغيرهم الكثير.

وأكدت إلهام على أن النائب رياض عبد الستار غير متابع للوسط الفني، وأشارت إلى أنه لا يصح أنه لا يصح أن يتحدث على المهنة بشكل عام لأن كل مهنة بها أشياء صحيحة، وغيرها خاطئة على حد وصفها.

وانتقدت الفنانة إلهام شاهين هذا التصرف الذي فعله النائب، وأكدت على أنه يعد في مكانة وموقع مسؤولية، ولا يفترض أن يصرح بمثل هذه التصريحات دون وعي، وتابعت أن تحضر الدول يقاس بالفن والثقافة الخاصين بها، ولعل من بينهم أمريكا التي فرضت نفسها على العالم، وسيطرت عليه بالسينما، والفن لديها، فمن المستحيل أن ترى أي دولة في العالم لم تعرض أفلام أمريكية.

وأنهت حديثها أن في بعض الأحيان هناك بعض الأدوار التي تتسم بالشر، والأخطاء تحمل رسالة أهم من التي تحملها الأدوار المثالية، وطلبت إلهام شاهين أن نترك الفن للنقاد والمتخصين للحديث عنه.

أما المخرج علي بدر خان فشن هجومًا عنيفًا على النائب رياض عبد الستار، وأكد على أنه لا يصح أن يقتصر الفن على التوجيه أو تصحيح سلوكيات المجتمع، مشيرًا إلى أنه يجب ترك هذه المسألة للمتخصصين، وأضاف: "إذا كان دور الفن أن يوجه أو يصحح فما دور التعليم في المجتمع؟!".

وأشار علي بدر خان إلى أن الفن يحمل معاني إنسانية جميلة، ويسمو بالفرد، والمجتمع، وفي بعض الأحيان يهدف للترفيه، ولكنه بعيد كامل البعد عن هدف التعليم، أو تعديل السلوكيات، واستنكر ما يصرح به البعض بتأثير الفن على السلوكيات، وقال: "يعني الإعلانات اللي في التليفزيون مبتأثرش على السلوكيات، والإعلانات باللغة الأجنبية ليس لها تأثير".

ورفض علي بدر خان إلقاء اللوم على الفن، والفنانين في المجتمع بتأثيرهم على سلوكيات المجتمع.

ومن جانبه الناقد محمد الزلباني طرح على النائب سؤال يستفسر به عن وجهة نظره في الرسالة التي يتوجب على الفن تقديمها؟، أو تعريف الفن الهادف، واعتبر أن هذا يعد دعوة لفن مجرد من كل شئ، وإذا كان يقصد أن مسلسل "الاختيار"، أو "الممر" أعمال موجهة فهو خاطئ، وإضاف إلى أنه إذا كان يروج لفن موجه فهو بمثابة توجيه إهانة لمصر.

وأضاف محمد الزلباني قائلًا: "أما إذا كان يرى أن البلد تمر بأزمة فكرية.. فمن الأولى محاربتها من موقع كنائب في المجلس لمحاربة هذه الأفكار وليس الفن"، وإذا كان هناك بعض السلوكيات الخاطئة في المجتمع فدور الفن يقتصر على تسليط الضوء عليها، وليس تقديم حلول لها، وأكد على أن لابد أن تأتي الحلول من المسؤولين.

وأكد على أن الدليل على تصريحاته أن مصر في الستينات، وبالأخص في فترة حكم عبد الناصر كان الفن يسلط الضوء على العيوب، والمميزات، وطلب من النائب ترك هذا الأمر، وعدم التطرق الدائم له لأن تسليط الضوء الدائم على الأشياء المفسدة على حسب تصريحات النائب فأنه بذلك يعد كنوع من الترويج لها.

وأشار إلى أن نجاح مسلسل "الاختيار"، وفيلم "الممر" ليس للدولة علاقة به، ولكن الجمهور هو من تسبب في نجاحه، فالدولة لم تجبر أحد على متابعته، أو مشاهدته، والفن سيفرز دون تدخل أحد الجيد من الردئ، والجمهور أيضًا هو من يحدد ذلك.

وأنهى حديثه أن الجمهور هو المتحكم الرئيسي في نجاح الأعمال الفنية، واستعان في ذلك بفيلم "دعاء الكروان" مشيرًا إلى أن الجمهور هو الذي أكد أنه من أعظم الأفلام المصرية، لتسليطه للضوء على مشكلة هامة في المجتمع، ودور المرأة به، وتابع أن الفن لا يحاسب ولا يقيم سواء دينيًا أو أخلاقيًا.