انتشرت في العقود الماضية الكثير من الأمراض الوبائية في
كافة أنحاء العالم، وتسببت في القضاء على الملايين من البشر، مثل: «إيبولا والطاعون
والملاريا والحمى القلاعية وإنفلونزا الطيور والخنازير والمتلازمة التنفسية
الحادة، والمعروفة اختصارا بـ "سارس"، وفيروس نيباه»، وغيرها من الأمراض التي
انتهت بفيروس كورونا المستجد.
سبب انتشار الأمراض
وأضح بعض العلماء، أن سبب انتشار تلك الأمراض يرجع في
الأساس إلى بعض الحيوانات، مثل: «الفئران، والقطط، والخفافيش»، والتي تعرف بعض
العلماء مؤخرا على 16 نوعا من الفيروسات التي تحملها الخفافيش، والتي يمكن أن تنتقل
إلى الكائنات الأخرى، بالإضافة لفيروس كورونا الذي تم نقله إلى البشر.
طرق نقل الأمراض
ينقل الخفاش الأمراض للبشر من خلال عدة طرق؛ أولها العض مثلما حدث مع داء الكلب، أو بطريقة غير مباشرة عن طريق
نقلة إلى حيوانات أخرى وبدورها تنقله إلى الإنسان.
ويرجع سبب قدرة الخفاش
الهائلة على نقل الفيروسات إلى أنه الحيوان الثديي الوحيد القادر على الطيران، ما
يعطيه القدرة على التنقل بسهولة ولمسافات واسعة ناشرا المرض في حال إصابته به، خصوصا
عن طريق بقاياه التي ينشرها خلال تنقله.
مقاومة الأمراض
واستطاع الخفاش تطوير قوته المناعية، ما أعطاه القدرة
على التأقلم ومقاومة الأمراض التي يحملها على أجنحته، وبملامسته للأشجار التي تنتج
الثمار أو الحيوانات يتم بذلك نقل الفيروسات، وترتفع درجة حرارة الخفاش إلى 40 درجة
مئوية خلال الطيران، ما يعمل على قتل العديد من الكائنات الدقيقة، وما يتبقى منها
تكون شديدة الخطورة وقادرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة.
ألف نوع من الخفافيش
تطور الخفاش خلال ملايين السنين منذ 50 مليون سنة في العصر الأيوسيني، وهذا ما بينته الحفائر التي عثر عليها في أوروبا وشمال
أمريكا، ويوجد نحو ألف نوع من الخفافيش، وهي تعادل ربع عدد أنواع الثدييات،
وتتواجد الخفافيش في كل أنحاء العالم من المناطق الباردة إلى المناطق الحارة حتى
بالغابات الاستوائية المطيرة، لأنها تستطيع الطيران لمسافات طويلة.