بقلـم: غالى محمد
«الإرهابية» تقول:
مش عاوزين السيسى..
الشعب يقول:
«عاوزين السيسى»
الأصلح..
هاشتاج «اخوانى» ظهر فى الأيام الماضية بكلمات (مش عاوزين السيسى)، نوع من (الإرهاب الإلكترونى) الذى تحترفه الجماعة الإرهابية المحظورة، ليس جديداً عليها ولا مفاجئاً.. ومتى كان الإخوان الإرهابيون يريدون السيسى؟ هذ ضد منطق الأمور، كيف يحب الإخوان بطلاً من أبطال قواتنا المسلحة، خلّص البلاد والعباد من حكمهم اللعين؟ كيف يحب الإرهابيون أو يريدون «حاكماً حقيقياً» يسعى بكل الطرقإلى بعث النهضة فى وطن يبدو كجزيرة فى بحر هادر بالفتن والدم الذى أراقه الإخوان وأتباعهم الإرهابيون الدواعش فى سوريا وليبيا والعراق واليمن؟ لكن الهاشتاج الإرهابى المذكور يفتح الباب أمام محبى هذا البلد الحقيقيين.. فنقول أن الهاشتاج الحقيقى هو: عاوزين السيسى.. والأسباب كثيرة، والمشهد التاريخى الذى جاء بالسيسى رئيساً لا يزال ممتداً، والتحديات قائمة، ووسط كل هذا يبدو عبدالفتاح السيسى الأصلح لرئاسة مصر ٢٠١٨.. نقولها بصراحة ولدينا أسبابنا..!
كان الرئيس السيسى فى حواره مع الشباب فى «الإسماعيلية» قبل أيام واضحاً وصريحاً كعادته، حين طالب المصريين بأن يختاروا «الأصلح»، محترماً حقهم الدستورى فى هذا الاختيار، غير متمسك بالسلطة للحظة واحدة سوى فى حالة وجود رضا شعبى حقيقى عن اختياره.. غير متمسك بأن يكون فوق رأس الدولة، لم يسلب السيسى الشعب حقه، وترك القرار للشعب ليقول ما يقول ويختار من يختار.. هذه هى الديمقراطية الحقيقية، القرار للشعب وحده.. ونعتقد أن الشعب سيعطى صوته للسيسى مرة أخرى فى ٢٠١٨.. ولهذا أسبابه.
فى التاريخ.. لحظات بعينها، يتركز فيها الضوء على شخصية بعينها، تبدو هى الوحيدة المؤهلة لكى تصبح فى طلعة الصفوف.. لن نبعد كثيراً، نتكلم - مثلا - عن مصر.. فنقول ان «محمد على» باشا كان أقوى شخصية فى عصره على أرض مصر، قادرة على صنع النهضة الحديثة.. التى تأسست عليها مصر كلها حتى الآن.. ونقول ان الزعيم «جمال عبدالناصر» كان الشخصية التاريخية الوحيدة فى الخمسينيات والستينيات المؤهلة لقيادة نهضة مصرية واسعة متعددة المستويات، وصُنع استقلال مصر الحقيقى وصياغة دورها فى العالم العربى وفى سائر الدنيا..!
التاريخ مراحل.. نادراً مايدفع التاريخ بشخصيات قادرة على دفع عجلته إلى الأمام، ولهذا ظروف أفاض فلاسفة التاريخ فى ذكرها لسنا هنا فى مقامها، عبدالفتاح السيسى علامة رئيسية فى تاريخنا المعاصر، ستتوقف أمامه أقلام المؤرخين فى المستقبل - طويلا - بالرصد والتحليل..!
رجل ينقذ وطناً.. هذا هو السيسى، لا يعنيه من أمر الرئاسة أو القيادة شيئ.. قالها للمصريين فى (الإسماعيلية) الأسبوع الماضى، وعالجها بأكثر من عبارة.. بعضها سياسى بحت حين قال للناس ان عليهم أن يختاروا رئئيسهم العام القادم، وانه إذا لمس أن الناس لايريدونه فى الحكم فإنه لن يستمر فيه لحظة واحدة! هذا هو الرجل الذى أنقذ مصر من حرب أهلية كانت تقف على حافتها تماماً فى ٣ يوليو ٢٠١٣، وقف ووراءه القوات المسلحة ومؤسسات الدولة المصرية ليقول ان مصر لن تصبح دولة عنصرية فاشية ولا يمكن أن تكون مجرد ولاية للخليفة العثمانى الجديد «أردوغان»، ومع انقاذ السيسى لمصر فى ٢٠١٣، تغيرت خرائط المؤامرات التى كانت تقضى بتفكيك العالم العربى، فأخذت القوات المسلحة السورية تحقق النصر تلو النصر على داعش والإرهابيين فى سوريا الحبيبة، وفشلت خطة تقسيم ليبيا وظهر «حفتر» القوى الذى يحقق الانتصارات المتعاقبة، ويحقق العراق الشقيق انتصارات كل يوم ضد داعش محرراً أرضه من غزوها التتارى.. لم يكن كل هذا ممكناً لولا (٣يوليو ٢٠١٣).. فحين كان السيسى ينتصر فى ذلك المساء لإرادة ٣٠ مليون متظاهر مصرى خرجوا ليقولوا (يسقط يسقط حكم المرشد)، كان فى الحقيقة يضرب المشروع الاستعمارى فى الشرق الأوسط كله، كان يوقف دوران عجلة شيطانية لتفتيت سوريا والعراق وليبيا واليمن.. كان يقضى على وهم قيام خلافة أردوغان فى المنطقة.. كان يغلق (بالضبة والمفتاح)، مرحلة تاريخية كاملة فى سبيلها إلى الابتداء.. فاتحاً بذلك مرحلة تاريخية مغايرة لأمانى تركيا وإسرائيل - التى كانت صاحبة المصلحة الأولى فى تفتيت العالم العربى بالطبع - وأمنيات دويلة قطر.. صمد الرجل، صمد السيسى وصمد المصريون معه، فمنذ ٣يوليو ٢٠١٣ صار السيسى رمزاً كبيراً لهذا الانتصار المصرى - والعربى بعد ذلك - على الإرهاب الإخوانى والداعشى، وكل نصر يتحقق ضد الإرهاب فى سوريا والعراق وليبيا لم يكن ليتم لولا أن عبدالفتاح السيسى أوقف دوران العجلة الجهنمية الإخوانية فى مصر ٢٠١٣، وانتصر لثورة ٣٠يونيو المجيدة.
نحن - إذن - أمام رجل له دور تاريخى مصرى وعربى، بعد ذلك صار هذا الدور عالمياً، فالعالم كله اليوم، صار يقر بأفكار السيسى وتحذيراته للغرب من التحالف مع الإرهابيين، بعد أن اكتوت أوروبا وأمريكا بنيران الإرهاب.. سيكتب المؤرخون أن زعيماً مصرياً اسمه (عبدالفتاح السيسى) كان من فتح الباب أمام العالم كله ليحارب الإرهاب..!
ونحن - بعد انتخاب السيسى رئيساً لمصر قبل ثلاث سنوات - أمام رئيس وطنى يخوض حرباً يومية لا تنقطع ضد الإرهاب فى سيناء وعلى حدودنا الغربية التى لم يتردد لحظة فى ضرب الدواعش بالطيران المصرى الباسل قبل عامين، حين استشهد ٢١ مسيحياً مصرياً مذبوحين على أيدى الدواعش! ويحارب الإرهاب فى كل بقعة يطل منها الإرهاب بوجهه الشيطانى فى أرض مصر النبيلة، لولا إصرار السيسى وحكمته وبصيرته لا لانتكست مصر نكسة كبيرة فى حربها ضد الإرهاب، الله - وحده - يعلم المصير الذى كنا سنصل إليه إن كان رجل آخر فى رئاسة البلاد فى السنوات الثلاثة الماضة، وتحديداً فى ملف الإرهاب!
ولم يلبث السيسى - رئيساً - أن صنع مالم يصنعه رئيس قبله.. حين طلب من المصريين التبرع والاكتتاب لحفر قناة السويس الجديدة، ظن الناس جميعاً أن المصريين سوف يقضون شهوراً أو على الأقل أسابيع لجمع المبلغ، لكنهم فى ٨ أيام فقط جمعوا ٦٤ مليار جنيه كانت تكفى لشق القناة.. هكذا، حقق المصريون مع السيسى فكرة (كسر الحواجز)، وفى مقدمتها (تحويشة العمر) التى كانوا - قبل السيسى - يضنون بها على أى حاكم.. لكنهم ائتمنوا عليها ووثقوا به فصنعوا معه ملحمة قناة السويس الجدية، والمشروعات العظيمة المتتالية المرتبطة بهذه القناة!
لقد غير السيسى خارطة الحياة فى مصر بلا مبالغة.. فإلى جانب مشروع قناة السويس الجديدة العظيم ومايرتبط به من المشروعات، هناك أحدث وأطول شبكة طرق سريعة (٧ آلاف كيلومترات)، وهو المشروع الذى لم يأخذ حقه اعلامياً بعد.. وهناك «الأسمرات» بمراحلها المختلفة، أول مشروعات القضاء على العشوائيات فعلياً، ومشروع (المليون ونصف المليون فدان) الذى يشكل فكرة عظيمة للخروج من الوادى الضيق واستيعاب الزيادات السكانية والاكتفاء الذاتى من كثير من الأغذية التى نستوردها، وهو المشروع الذى - وان بدا أنه يتباطأ وأن ثمة ارتباكاً فى جدوله الزمنى - إلا انه يمثل ركيزة مهمة اقتصادياً واجتماعياً لمصر المستقبل، إلى جانب المشروع العملاق «العاصمة الإدارية الجديدة» الذى يمثل نقلة حضارية غير مسبوقة فى الخارطة المصرية.
وتتوالى مشروعات تغيير البنية الأساسية لحياة المصريين لأجيال قادمة فى عصر السيسى أو على وجه التحديد السنوات الثلاث التى قضيناها من عصره.. من المشروع العظيم فى (جبل الجلالة) إلى تسكين المليون أسرة مصرية إلى المزارع السمكية التى ينتظر أن تصنع تغيراً حقيقياً فى حياة المصريين، إلى صوامع القمح التى ستحدث تغييراً ملموساً فى حياتنا.
كما تتوالى انتصارات جيشنا العظيم على الإرهاب فى سيناء، وآخرها المعارك العظمى فى «جبل الحلال» الذى طهرته قواتنا المسلحة من الإرهاب.. ولا ننسى المعارك اليومية التى تخوضها الشرطة الباسلة ضد أوكار الإرهاب فى وادى النيل.
خارجياً.. استردت مصر دورها المفقود، ذلك الدور الذى فقدته منذ مايقرب من ٤٠ عاماً، خرجت مصر من (الشرنقة الأمريكية) التى وضعت فيها فى منتصف السبعينيات، وقامت بتنويع مصادر السلاح من أوربا وروسيا، وعادت علاقتها إلى التوازن الذى كانت عليه فى الماضى البعيد، عادت العلاقات أيضاً بين مصر والدول الأخرى إلى منطق (الندية)، بعد أن كانت تحت منطق (التبعية) لما يقرب من ٤٠ عاماً..!
احتفظ السيسى بمصر كجزيرة سلام واستقرار وأمان فى بحر من الفوضى، ولا أدل على هذا الاستقرار والسلام والأمان من الزيارة التاريخية العظيمة لبابا الفاتيكان فرنسيس إلى مصر قبل أيام.. لقد مفضحت هذه الزيارة كل من يدعى أن مصر دولة غير مستقرة يتهددها الإرهاب، ورسخت صورتها كدولة آمنة مطمئنة.
ولم يكتف السيسى بكل هذا.. بل أخذ موقفاً تاريخياً بدعوته إلى «تجديد الخطاب الدينى» بصراحة ووضوح، وهى الدعوة التى لم يتبناها رئيس مصرى ولا عربى من قبله، ولا يزال السيسى حريصاً على هذه الدعوة الدعوة داعماً لها، وسيبقى داعماً لها.
وإلى كل هذا، هناك السيسى الإنسان .. الذى تسيل دموعه كلما شاهد أو التقى ابن أو ابنة أحد شهدائنا الأبرار فى معركتنا التاريخية ضد الإرهاب .. لقد صار السيسى أباً لكل هؤلاء وأخاً باراً لزوجات الشهداء وابناً لأمهاتهم، ليس بالكلام ولكن بالفعل .. صار منهم وصاروا منهم وصاروا منه، وهو الرجل الذى قصى حياته مقاتلاً يعرف جيداً معنى التضحية ويؤمن كل الإيمان بالإستشهاد فى سبيل الوطن
السيسى الأصلح رئيساً لمصر فى ٢٠١٨، نقولها بعد كل ما سبق .. هذه أسبابنا لاختياره رئيساً فى العام القادم، لا يصح ولا يليق أن نتجاوزالحقائق التى صنعها السيسى على أرض مصر وجعلها فى صحيح واقعها اليومى المعا، ولا يصح ولا يليق أن نصدر الجوانب السلبية المحدودة فى الواجهة .. نعم هناك سلبيات، كأزمة ارتفاع الأسعار فى كل السلع والمنتجات وهى الأزمة التى جعلت الحياة اليومية للناس صعبة، وواكبها جنون الدولار الدى كان من الممكن تحاشيه، ولكن فى مواجهة هاتين الظاهرتين شديدتى الوضوح لا يمكن أن ننسى توجيهات الرئيس لتخفيف المعاناة عن المصريين صحيح، أن العبء على كاهل النا لايزال ثقيلاً.. لكن الضوء واضح فى نهاية النفق..!
الشعب لديه مطالبه، وهو لا يأتمن على هذه المطالب سوى السيسى، لأنه الرجل الذى يشعر ببسطاء مصر حقيقياً ويحاول طوال الوقت تحسين حياتهم، الشعب يطالب الرئيس فى فترة جديدة تبدأ فى ٢٠١٨ بالتصدى لمافيا التجار ممن يتلاعبون بأقوات العباد فى الأسواق، يطالبه بتوفير المزيد من السلع ووقف جنون الأسعار، يطالبه بالتوسع فى التصنيع المحلى قد الاستطاعة، وبالتوسع فى الزراعة كحل وحيد لعد استيراد غذائنا من الخارج، وهى فى مجمل مطالب اقتصادية - اجتماعية تفرضها الظروف الراهنة لمصر.
وليترشح أمام الرئيس من يشاء من المرشحين.. هذا حقهم الدستورى، ولينتخب المصريون من يشاءون، ولكننا نطالب الناخب هنا بأمرين: الأول، أن يضع نصب عينه خطورة أن يأتى بمن لايصلح، لاسيما إذا كان مرتبطاً بجماعة إرهابية محظورة، والثانى أن يضع نصب عينه آيضاً ما قام به عبدالفتاح السيسى لأجل أن تبقى مصر وتصمد وتقف على قدميها مجدداً.
ونحن إذ نكتب هذا.. نعلم أن الأغلبية ستذهب إلى السيسى، لا نستبق الأحداث قبلها بعام كامل، ولا نتنبأ بنتائج الصناديق، لكننا واثقون بأن المصريين لن يسمحوا بـ (غزوة صناديق) جديدة، ولن يعيدوا دفة المركب إلى اتجاه العودة إلى الماضى، وإذا كنا نبهنا إلى ضرورة عدم انتخاب المرتبطين بالجماعة المحظورة، فإننا كذلك ننبه إلى أن هذا ليس الخطر الوحيد.. فنحن نتمنى أيضاً ألا ينتخب المصريون من ارتبطوا بنظام المعزول (مبارك) ليردوا مصر - بهذا الانتخاب - إلى «دولة رجال الأعمال» والفساد، ذلك الفساد الذى تضرر بشدة من وجود السيسى فى رأس السلطة وحربه الضروس ضد الفساد مع كل طلعة شمس، ونتمنى أيضاً ألا ينتخب المصريون مغامراً هاوياً يذهب بالبلاد والعباد إلى نفق مسدود!
ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد، أن السيسى هو الأصلح فى الاستحقاق الرئاسى القادم فى ٢٠١٨!