بقلم – مدحت بشاى
لاشك أن فكرة التواصل المستمر بين مؤسسة الرئاسة ومعها رموز السلطة والعمل التنفيذى مع شباب مصر عبر لقاءات دورية شهرية أراها خطوة هامة، تمثل بداية توجه موضوعى وحل يُيسر ويُسرع بعملية الاقتراب من هموم وتطلعات شبابنا صناع الغد والسواعد الفتية القادرة على تحقيق متطلبات التغيير.. تلك المتطلبات التى رفعوا شعاراتها عبر فعاليات ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، وكان ماكان من خفافيش الظلام لضرب حلمهم الطيب البرىء الطموح، فثاروا من جديد فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ لإعادة الروح لبنيان دولة تم اختطاف إرادة شعبها وحلم شبابها على مدى سنة هى الأسوأ فى تاريخنا الحديث..
لقد عانى شبابنا عبر الحقب الماضية من عدم الثقة فى الأحزاب وخيبات الكثير من السياسيين، والصورة السلبية التى يحملها الشباب عن درجة التزام الكثير من المسئولين السياسيين بالتوجهات الوطنية الصادقة، وعن فساد بعض النخبة وبشكل خاص فى القطاعات المعنية برعايتهم والتواصل معهم..
من هنا كانت أهمية فكرة إقامة جسور التواصل مع شبابنا عبر تلك السلسلة من اللقاءات المفتوحة، فهى تُلبى بالضرورة احتياجات جوهرية فى نقل المعلومات الصحيحة من رأس الهرم السياسى إلى القاعدة الشبابية، والتعرف على مايشغل اهتمامهم..
و بنهاية الأسبوع الماضى تم اختتام فعاليات المؤتمر الوطنى الثالث لشباب مصر فى الإسماعيلية، وكان من بين توصياته: إعلان عام ٢٠١٨ عامًا لذوى الإعاقة، وإطلاق مبادرة لتجميل الميادين، وتقنين أوضاع المشروعات الشبابية المتنقلة التى تواجه صعوبة فى الحصول على التراخيص، وتشكيل مجموعات للرقابة الداخلية فى مؤسسات الدولة المختلفة، ودراسة تطوير المجلس الأعلى للاستثمار وتحويله إلى المجلس الأعلى للاستثمار والتصدير..
حول هذا اللقاء طالعنا الخبر التالى: قال موقع «فوكاتيف» الأمريكى إن المصريين طرحوا أسئلة صعبة على الرئيس عبد الفتاح السيسى، ربما لم يكن يتوقعها عبر صفحة «اسأل الرئيس» التى تم تدشينها للتواصل مع الشباب، وأورد الموقع تدوينة مكتوبة بالعربية يقول صاحبها: «الناس مش لاقية تاكل ليه.. المريض مش لاقى يتعالج ليه.. الشباب مش عارف يتجوز ليه.. الشعب مش لاقى أمان ليه؟».، ولفت الموقع فى تقرير له، إلى أن الشباب المصريين حصلوا على فرصة هذا الأسبوع لطرح أسئلتهم الخاصة على السيسى بدون قيود ضمن مبادرة مؤتمر الشباب، مشيرًا إلى أن الإقبال وصل إلى آلاف التعليقات ولم يتراجعوا.
ولكن، ما لم يقله ذلك الموقع الأمريكى أن كل أحاديث وتعليقات السيد الرئيس كانت شديدة الصراحة والوضوح وبشفافية رائعة حول معاناتنا على أرض الواقع برؤية مصرية خالصة..
• • •
لاشك أن التجربة باتت مفيدة ومثمرة، وينبغى السير فى اتجاه تنميتها وتطويرها عبر توجهاتها التالية:
• مجالسة الشباب فى مناخ صحى متجدد ضرورة..
• وجود رئيس الجمهورية شخصيًا إضافة هامة وبشكل خاص عندما يكون الحوار بين ممثل الجهاز التنفيذى ومتخذ القرار ويستمع الرئيس لنقاط الاتفاق والاختلاف..
• عقد دورات اللقاءات فى محافظات وأقاليم مختلفة شكل فرصة رائعة لسماع قضايا ذات طبيعة تتعلق ببيئات مختلفة ومشاكل أكثر تنوعًا، وعليه هى فرصة أيضًا لتحقيق تواصل مع شباب تنوعت طموحاتهم ومشاكلهم..
• إذاعة جلسات تلك اللقاءات على الهواء كان ضرورة لدعم فكرة الشفافية والثقة فى جدية مُنظميه فى محاولتهم توفير المزيد من فرص مشاركة الرأى العام وألا يُقتصر الحوار على الحضور فى مواقع اللقاءات..
• الجمع بين صاحب القضية ومتخذ القرار يعجل بطرح الحلول والاقتناع بمصداقية مايستحق منها للتصدى والتشابك الإيجابى معها..
• لاشك أن من أهم التبعات السلبية لزمن الحكم المباركى قد تجسد فى عدم سعى الدولة والنظام لدعم وجود كوادر سياسية واجتماعية قادرة على القيادة وتولى المناصب القيادية، وعليه فإن عقد مثل تلك الفعاليات الوطنية والسياسية من شأنها المساهمة فى إعداد شباب يمتلك ناصية الوعى والإدراك لكل أبعاد الواقع..
• من لقاء إلى لقاء يليه والاستمرار بمصداقية فى الأداء تلاحظ تطوير الأداء والاستفادة بمواجهة السلبيات لتجاوزها..
• • •
يتبقى لكاتب تلك السطور أن يضع تحت نظر من يرعون تلك الفعاليات الوطنية المهمة الأمور التالية من باب المشاركة فى التفعيل والتطوير..
• لابد من السعى من جانب كل الأطراف وبشكل خاص من جانب متخذ القرار لطرح مشاريع كبرى (ولا أقصد هنا مشاريع تتعلق بالبناء المادى والحجر) تتعلق بحلم تحقيق طفرة هائلة فى مجال التعليم أو الثقافة والتنوير الحضارى بمواجهات وحلول مصرية تقفز بنا ــ على بساط الريح إن أمكن ــ بما يفوق ما خسرناه عبر كل الأزمنة التى عشناها فى حالة تراجع..
• نأمل أن ينضم بشكل ملحوظ شباب المعارضة إلى جانب شباب الحضور من جماعات البرنامج الرئاسى..
• نأمل عقد لقاء يتم تخصيصه لمناقشة قرار تشكيل المجلس القومى لمكافحة الإرهاب من كل زواياه وأبعاده وما نأمله من أدوار ننتظر أن يقوم بها..
• أن يتم تخصيص مقاعد لشباب الباحثين يتم ترشيحهم من قبل إدارات مراكز البحوث العلمية الفاعلة (البحوث الاجتماعية والدراسات الاستراتيجية والاقتصادية الخ)..
وإلى لقاءات ومؤتمرات قادمة يستحقها شبابنا..