استكمل الدكتور
أسامة الأزهري مسيرة الجمال في الشرع الشريف من خلال برنامجه "مصابيح الجمال"
على راديو 9090، مشيرًا إلى أن قضية الجمال أصل راسخ في الشريعة الإسلامية بفلسفتها
وروحها وقيمها وأخلاقها.
وقال الأزهري:
إن حديث اليوم عن طيب المطعم الذي يؤدي إلى حسن الخلق، مشيرًا إلى أن الطعام من
القضايا التي تؤثر على أخلاق إلانسان واعتداله النفسي والله عز وجل ذكر أن يكون
المأكًل طيبًا حلالًا على أن ننتقي منها
الأليق الأنسب الذي لا يؤدي إلى الإضرار بالإنسان على المدى البعيد، قال جل
جلاله:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا
وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} ..
وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.. وقال تعالى: { يسألونك
ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات}.
وأضاف أن الله
جعل العنوان الرئيسي للتعامل مع الطعام "أحل لكم الطيبات"، متحدثًا عن
الجمال ومعنى الأزكى طعامًا، والأزكى تعني: الأرقى.
وأشار إلى أن
كلمة الأزكى طعامًا ليس معناها: الأغلى أو أنه لا بد أن يكون الأكل من المطاعم
المشهورة، ل، نحن نفرق بين الفخامة وبين الأناقة، ممكن تأكل طبق فول ورغيف عيش،
لكن الأزكى هنا: أن يكون الطبق نظيفًا والمحتوى نظيفًا جميلًا صحيًا.
وأضاف: وليس
معنى الجمال في المبلس أن تشتري الأغلى، لكن معناها: الأنيق، الكلام للغني
والفقير، هناك فرق بين الفخامة في الملابس سواء شراء ماركات مشهورة؛ إذا كنت
مقتدرًا، لكن هنا نتحدث عن المقدور الذي يناسب الكل مهما كان سعر ما ترتديه أو كان
بسيطا، لكن يكونوا دائما متناسقين، فيها أناقة ونظافة وجمال كما أمرنا الشرع
الشريف.
ونوّه أن سنن
الجمال في المأكل لها أبعاد عميقة، تتلخص في نوعية الأكل ومكوناته التي لا تسبب
التخمة والكسل، وتوزيع الطعام على مدار اليوم، وإذابة الدهون، وكثرة شرب المياة،
والرياضة لإحراق السعيرات الحرارية.
وتابع: الجمال
يوجد مع الإنسان في كافة شئون الحياة، كن جميلا في كل تصرف أو رد فعل، ازاي متكسرش
إشارة المرور؛ لأن دا قبح ولا تستأثر بالطريق في الشارع إن الله جميل يحب الجمال
..لا تتسرع في قيادة السيارة وتترك كل الصفوف وتزاحم الطريق.. إن الله جميل يحب
الجمال.
وشدد الأزهري
على أننا لن نحارب فقط الإرهاب؛ لأن بعد الإرهاب
محاور وقضايا لا بد أن نشارك فيها البشرية الهموم، ويجب علينا أمةَ الاسلام
أن نقدم قبسًا من النور والحكمة النابع من الدين لكل مشاكل الحياة.
وأوضح أن مواجهة
الإرهاب واجب قومي لكن يتطلب إنجازًا؛ لأن هناك عشرات القضايا، تكون للإنسانية
شريكًا في الفكر والمأكل والمشرب والملبس وتفاصيل الحياة الأدق.
واختار الأزهري
في نهاية الحلقة من موسوعة « جمهرة أعلام الأزهر الشريف» شخصية الشيخ محمود فتح
الله حب الله، مشيرًا إلى أنه كان في زمنه مصباحًا من مصابيح الجمال بسبب تعليمه
ونشأته العلمية الصحيحة.
ووجه الشكر
لأسرته ولأقاربه في البحيرة، مؤكدًا أنه كان واجهة مصرية مشرفة، كان عميدًا لأصول
الدين في جامة الأزهر، وكان يشغل منصب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في
الأزهر، ولد في المحمودية في البحيرة يوم 16 أكتوبر 1903.
وقال: إن الشيخ
محمود حب الله سافر إلى عدد كبير من الدول؛ لنشر العلم والدين، وانتدب مديرًا لأول
مركز إسلامي في واشنطن، وانتدب مديرًا للأزهر ومثل الدولة المصرية في ليبريا، ولقب
برائد الدبلوماسية وسفير الإسلام في العالم.
ومن غرائب شأنه في المركز الإسلامي في
واشطن: أنه بلغ جهدًا كبيرًا للتعريف بالإسلام في الولايات المتحدة وأثر تأثيرًا
إيجابيًا كتبت عنه الواشنطن بوست مقالًا في عام 1969 قالت فيه: إن المجتمع الأمريكي استطاع عن طريق محاضراته أن
يعرف معاني أوسع عن الإسلام والمحبة والسلام ونجح في اكتساب الاحترام والثقة في
مختلف دول العالم.