الجمعة 1 نوفمبر 2024

ننشر الفصل السابع من رواية بورتوسعيد لـ«سامح الجباس»

فن23-1-2021 | 12:09

تنشر "الهلال اليوم"، الفصل السابع من رواية "بورتوسعيد" للكاتب الروائي الدكتور سامح الجباس، والصادرة عن دار "شرقيات" للنشر والتوزيع، وجاء الفصل بعنوان "شارع  الشهيد طيار رفعت البرى". 



شارع  الشهيد طيار رفعت البرى


".. وكان أحمد المدبر قد أراد هدم أبواب الفرما وكان من حجارة شرق حصن الفرما فخرج أهل الفرما ومنعوه من ذلك وقالوا إن هذه الأبواب ذُكرت فى كتاب الله ( اذ قال يعقوب لبنيه يابنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة ) فتركها.. "

( معجم البلدان – ياقوت الحموى )


اتجعزت أمس لما قال لى منصور " بيقولوا  جزيرة " الفرما " غرقت يا ولية."

ضربت على صدرى الذابل.

" أمال احنا حانموت فين؟ " 

يا الله ألا يكفينا مانراه فى الدنيا من حيرة حتى نحتار فى آخرتنا أيضاً ؟

 أكل كل يوم، حيرة. زواج نسرين، حيرة. ملابسها، حيرة. رزق اليوم كام؟ حيرة. جلوسى مع أم عمر آخرته، حيرة.تدبير مصروف البيت، حيرة. حصرة المية عند منصور بالليل، حيرة. وقوف نسرين في انتظار عودة عمر كل ليلة، حيرة. انتظار الميكروباص، حيرة. نزول السوق. حيرة. فرن العيش، حيرة. فلوس الجمعية، حيرة. هل سيشبك عمر بنتى نسرين؟ حيرة. هل يتزوجها فى شقتهم؟ حيرة، هل أضغط على منصور ليزوجهم معنا فى المطرح؟ حيرة.

 

وفاجأوا الناس برمى النار على بيوتهم 

تبخ الموت وتاكل أكل فى جتتهم 

ما بين ستات فى قلب النار بتتلهب 

و بين أطفال تشيب ان شفت ميتتهم 


و تجى الناس تهج وتنجى من الولعة 

تقوم مضروبة برصاصهم تروح واقعة 

و لجل النار تاكل من البلد أكتر 

و تفنى الخلق حاشوا المية م الترعة 


و فضلنا البلد تولع بما فيها 

و لا نسلمش مهما يصيب أهاليها 

و نفضل صخرة يفنى الخصم قدامها 

و بعد النصر نرجع تانى نبنيها       

(من أشعار الزجال البورسعيدي : حلمي الساعي)

هل آخذها وأسرح بها على المحلات الكبيرة؟ أتصنع أنني أريد الشراء بينما أنا في الواقع أعرض ابنتي للبيع؟ أنا أعرف أن نسرين جميلة، أجمل مني في شبابي كثيراً، تزوجت كبيرة بعد عُدنا من التهجير إلى بورسعيد، مات أخى الأكبر الذى كان يعولنى مسلولاً وعُدت وحدى إلى بورسعيد، النصيب جمعنى بمنصور، سنوات من عدم الخـِلفة حتى يئست.

" انزلى البحر والقمر بدر وارجعى لفرشة جوزك "

مرة.

البحر. أنا. البيت. السرير. منصور.

ست مرات.

أنا. البحر. السرير. منصور.

المرة السابعة.

أنا.. حااااامل..!

الحلو من شهرين.. ماجاش حتتنا 

هما كده الحلوين.. نسيوا محبتنا 

قاللى بعنيه السود.. حيغيب يومين ويعود.. يوم الخميس الجاى

وفات خميس واتنين.. فاتو في شوق وحنين.. ماعرفش فاتوا ازاى

فاتوا على نار.. وليل مابان له نهار     

(أغنية لمحمد قنديل من تأليف الشاعر البورسعيدى حامد البلاسي وتلحين  بليغ حمدي  - 1957) 


بعد شوق جاءت نسرين، حبة العين وصمام القلب، كم تمنيت أن أراها متزوجة فى شقة من شقق الأبراج الجديدة. أعرف أنها تحب عمر، أسمع لهاث قلبها عندما يزورنا، أفهم تغير صوتها، عندما نكون عندهم في البيت. توحمتّ وهى فى بطنى على الست مارسيل الخياطة القبطية التى كنت أذهب اليها في حى الافرنج لتخيط لى هدوم المولود، الوجه الأبيض والعينان الصافيتان.


كنت أحبها وأفوت عليها كلما خرجت حتى بعد أن توقفت عن الخياطة وضعف بصرها.

" الله.. بنتك زى القمر.. العدرا تحميها  " 

وضعت يدها على رأس نسرين ورأيت شفتيها تتمتمان بدعاء لا أفهمه ولكنى اطمأننت به.

" مفتاح ايه ده يا مارسيل ؟ "

" مفتاح المطرح عشان تُشقى علّيا كل كام يوم.. لو دخلتى يوم ولقيتينى رُحت عند ربنا ابقى اخطفى رِجلك للكنيسة وهما حايتصرّفوا " 


طول عمرى أخاف عليها أن يكون نصيبها في واد جايف يعيش على أموال تجارة أبيه، ولكن الحمد لله لم يدق قلبها الا لعمر، عمر ابن الغالية، تربى أمام عينى وأكل من صحننا. 

يحب البحر مثل منصور ولكنه مهندس. آآآه ياويلى.. مهندس عويل لا يعرف أن يخطف لقمة العيش من حنك السبع كما يفعل أقرانه. 

ساكن فى بيتنا فوق.. جدع غريب الدار

فى عينه جناين شوق..وفى بسمته أفكار

معرفش جالى منين

سألت عنه ليه   

(أغنية لحامد البلاسى)


صابون بيرس يدوم أكثر من سائر الأصناف لخلوه التام من الرطوبة، وهذه الرطوبة تُزال بواسطة عملية طويلة يجرونها على كل قطعة، قبل بيعها، وفضلاً عن ذلك فان صابون بيرس لا يُلقى بأدنى، شىء منه لأنه عندما تذوب القطعة وتصبح رقيقة صغيرة يُمكن، وضعها فى أحد تجويفىّ القطعة الجديدة بحيث القديم يُستعمل

عن آخره.

ثمن القطعة الآن  2 قرش صاغ

بيرس. خير مايُستعمل لصيانة البشرة 


اشتقت إلى أغاني السمسمية في الأفراح.

ع السمسمية اسمع يا سيدى

ألحان شجية من بورسعيد 

غنى يا حمام كمان وكمان 


ع السمسمية اسمع يا غالى

كلام منظم كله معانى 

غنى يا حمام كمان وكمان 


ألفين سلامة

ألفين تحية 

على عريسنا

و الصحبجية


غنى ياريس 

وحياة عيونك

غنى يا محسن 

وحياة عيونك

خلى الأحبة 

تسمع فنونك

غنى يا حمام 

كمان وكمان 

و الله ينصرنا على الأعادى 


متى تتوب علينا يارب؟ 

" ماما انا عاوزة أشوف جزيرة الفرما اللى بيحكوا عليها  "

" بت! تفى من بقك يا حبيبتى.. أوعى تجيبى سيرتها على لسانِك تانى " 

" ماما... عمر بيقول انه حايسافر بره " 

"............!! "