بقلم – فريدة الشوباشى
قام البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان بزيارة مصر، في ظرف تاريخي بامتياز..والرسالة الأولى تكمن في إصرار البابا على إتمام الزيارة رغم كم الافتراءات التي تكتظ بها وسائل الإعلام الغربية، والتي تبنت بصورة فجة وفاضحة
اتهامات جماعة” الإخوان المسلمون” وتابعيها، عن دكتاتورية الرئيس السيسي، “وجبروته الرهيب” حيث لا يستطيع مواطن فتح فمه بكلمة انتقاد، إضافة إلى الأرقام الخيالية، النابعة من خيالهم الكاره للوطن، عن عشرات الآلاف من المعتقلين لمعارضتهم النظام !! أيضا كرر الإعلام الغربي مرارا وتكرارا، مناحاته عن انعدام الأمن في المحروسة والتي أعلن مرشد الجماعة الأسبق، مهدي عاكف، أنها لا تهمه، بل أكثر من ذلك عندما قال :”طظ في مصر واللي في مصر،أنا ما يهمنيش واحد ماليزي يحكمني ما دام مسلما!!!”.جاءت زيارة البابا إذن لتخرس ألسنة الأعداء وعملائهم، حيث تمت الزيارة تحت سمع وبصر العالم أجمع.. وكشف قداسته عن معرفة وافية بمصر وتاريخها، كاشفا عن حب عميق لبلد، أكد بكلمات عربية، أنها أم الدنيا.. كان البابا يستهل كل لقاء بتحية، السلام عليكم.. وقسماته تنضح ببشر واضح. هو يتحدث بفخر عن مصر، مهد الحضارة وأيضا مهد الأديان.. قال البابا بأعلي صوت إن البلد الذي كان ملاذا للعائلة المقدسة، هو بلد يفتح حضنه ليس لأبنائه فحسب، بل لكل مطارد أو مظلوم أو باحث عن الدفء الإنساني.. وأعتقد أن الكثيرين منا يتذكر هجوم السلفيين على الصروح الحضارية المصرية، ونظرتهم الدونية لأحد مفاخرنا، عندما أعلن عبدالمنعم الشحات أن الحضارة المصرية حضارة عفنة!!.. وعندما أعلن أحدهم في برنامج تليفزيوني أنهم يعتزمون تفجير الأهرام لأنها أوثان!!.. بابا الفاتيكان تحدث كرجل مثقف عن مكانة مصر وتأثيرها في العالم بأسره وكيف اصطفاها الله عز وجل باختيارها دون بقاع العالم، ليكلم النبي موسى على جبل الطور بسيناء الغالية.. كما ذكر بأنها ذكرت في الكتاب المقدس عدة مرات وهو يقول: مبارك شعب مصر.. تنقل البابا بين فندق الماسة والأزهر الشريف والمعادي وستاد ناصر والكاتدرائية الأرثوذكسية، حيث أقام صلاة على ضحايا الإرهاب في الكنيسة المرقسية والإسكندرية وطنطا.. مشاركة البابا في اجتماعات الأزهر وإلقاء كلمة تمحورت حول قيمة المحبة وحرية الاعتقاد، مشددا على أن الله لا يحتاج الحماية من أحد لأنه هو الحامي، أثرت في كل من سمعه، وقد أنصت باهتمام شديد لكلمة فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.. توافقت كلمة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان على رفض كافة الديانات السماوية للعنف والقتل والتدمير وعلى أن هذه الممارسات غريبة عن القيم الدينية وتخدم أجندات تهدف إلى تدمير الأوطان.. المهم أن لقاءات البابا فرانسيس بالرئيس عبدالفتاح السيسي كانت تعبيرات وجهه خلالها أبلغ رد على افتراءات الأعداء على السيسي، ولا شك أن تعامل البابا مع الرئيس قد أخرس جميع الألسنة، التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية وبقية اللافتات البراقة الخادعة، حيث يصعب أن يتهم هؤلاء هذا الرمز الديني الرفيع، بالنفاق، أو حتى مجاملة رئيس مستبد، والمبهج أن البابا الذي ردد أكثر من مرة باللغة العربية: تحيا مصر..قد شكر جهود الجيش والشرطة وأشاد بحسن استقبال الشعب المصري له والحفاوة البالغة التي حظي بها.. زيارة بابا الفاتيكان، الذي رفض استخدام سيارة مصفحة خلال زيارته، واستخدم سيارة عادية بالفعل،إمعانا في الثقة بتحضٓر الشعب المصري، قد أيقظ الاهتمام بأهمية إلقاء الضوء مجددا على مسار العائلة المقدسة لمصر، وأعتقد أن اهتمام قداسة البابا هذا الاهتمام الكبير باختيار العائلة المقدسة لمصر ملاذا آمنا هربا من وحشية هيرود الأول ،يجب أن يكون إيذانا بعودة الاهتمام بتنشيط السياحة الدينية، وكما أوضح الكاتب الكبير عماد جاد خلال حواره مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامجها صالة التحرير، لو أن ١٪ من الكاثوليك في العالم قاموا بتلك الزيارة، فسيصل العدد إلى ١٥ مليونا.. وعلينا أن نبرز بكل السبل والوسائل عبارة البابا عندما قال: كيف أخاف في وطن احتمي فيه السيد المسيح وشعر فيه بالأمن والآمان.