الإثنين 3 يونيو 2024

فى حوار خاص لـ «المصور» .. يقول للإرهابيين «رسالتكم لن تصل للمصريين أبداً» : البابا تواضروس الثانى: زيارة بابا الفاتيكان شهادة لمصر ولشعبها

3-5-2017 | 13:48

حوار: بسام القصاص

«زيارة بابا الفاتيكان شهادة لمصر ولشعبها»، و»إنجازات الرئيس تحققت على أرض الواقع وهى نقلة نوعية فى الكم والكيف، و»السيسى رجل وطنى من طراز فريد».. عبارات شدد عليها البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مضيفا فى حــــوار له مع «المصور» أن زيـــارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للكنيسة فى بداية السنة تهنئة للعام كله.. وهذه الزيارات تُغير فى الفكر والنظرة إلى المصريين.

«تواضروس» وجه رسالة للمصريين قال فيها: لن ينال منا أى غادر أثيم.. بينما قال فى رسالته للإرهابيين: «روحوا بلد تانية فرسالتكم لن تصل للمصريين أبدًا»، مؤكدًا أنه مُنذ ١٦٠ عامًا لم يكن هناك تشريع قانونى لبناء الكنائس على أرض مصر، ومُجرد وجود قانون يُعتبر إنجازًا.

نافيًا وجود عراقيل فى مشروع العائلة المقدسة. وكشف بابا الإسكنرية عن تفاصيل مرضه، بقوله: «أعُانى من آلام شديدة فى الظهر، وهى تؤثر علىّ بشدة وأحاول أن أتعامل معها واضطررت لأسافر للنمسا.. وأتمنى أن تخف آلامى».. تفاصل كثيرة، وموضوعات تهم المصريين فى السطور التالية، فإلى الحوار:

حدثنا عن إحساسك بعد الحادثين الإرهابيين الغاشمين واستهدافك بشكل شخصى؟

أقول للمصريين جميعا لا تخافوا نحن بلد قوى بتماسك شعبه، ولن ينال منا أى غادر أثيم.. وأقول للإرهابيين الآثمين «روحوا بلد تانية فرسالتكم لن تصل للمصريين أبدًا».. أما بالنسبة للمصابين فإن الدولة قامت بواجبها تجاه رعايتهم صحيا على أكمل وجه.. وبالنسبة لى فيد الله ترعانى.

الجيش له دور جليل فى القضاء على الإرهاب الذى كان يختفى فى «جبل الحلال».. ماذا تقول عن ذلك؟

الحقيقة أن جيش مصر جزء من شعب مصر، لأنه جيش وطنى همه السلام المصرى، وعلى هذا الأساس القوات المسلحة تقوم بدورها فى حماية البلاد وحماية العباد وتخليص البلد من هذا الداء الخطير داء الإرهاب، وهذا بالشجاعة والخبرة الطويلة يستطيعون أن يقضوا على أى بؤرة للإرهاب سواء فى «جبل الحلال» أو أى مكان آخر.

وهل أنت راض عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين؟

نحن فى مصر نجتاز سنوات فيها بعض المتاعب الاقتصادية وتؤثر على الشارع المصري، لكن المواطن المصرى متفهم تمامًا لهذه الإجراءات التى اتخذتها الحكومة وأهمها إجراء تعويم الجنيه المصرى.. وأعتقد أن العلاج الحاسم للمشكلات الاقتصادية كان مُمكنا اتخاذه منذ سنين، لكن المواطن تفهم ذلك رغم أنه يُعانى من موجة من ارتفاع الأسعار.. وأثق أنه فى وقت محدود للغاية والأحوال، سوف تتحسن ومصر ستصبح ظروفها أفضل بكثير.

زرت مؤخرا الكويت.. حدثنا عن مشاعرك وأنت تزور أول بلد عربى بنى كنيسة مصرىة قبطية؟

كنت أشتاق كثيرًا للكويت، وهذه الزيارة كنت أحلم بها، فالكويت احتضنت أول كنيسة قبطية خارج مصر، ولهذا حرصت أثناء زيارتى أن أصطحب معى فى الوفد الأنبا باخوميوس الذى كان أول شماس يخدم خارج مصر، وهو حاليًا مطران عمره يتجاوز الـ ٨٠ عامًا وبرغم أن ظروفه الصحية غير مواتية، لكنه ذهب معي.

وهل كان للكنيسة القبطية فى الكويت احتياجات معينة؟

لا، ليس لهم أى احتياجات أو يعانون من أى مشكلة، فالأقباط فى الكويت يجدون كل ما يحتاجونه قبل أن يطلبوه.. فالكويت بلد مضياف وكريم محب للجميع وعلاقة الآباء الكهنة وعلى رأسهم أبونا بيجول مع السلطات الكويتية والشعب الكويتى فوق الممتازة.. كما أنا أبونا بيجول رجل دبلوماسى وهادئ بطبعه وهو خير سفير لكنيستنا فى الكويت، وهو يمتلك قاعدة عريضة من العلاقات المتشبعة هناك على كل المستويات ولعب دورًا مهما فى الكنيسة هناك.

وماذا تمثل لكم زيارة بابا الفاتيكان لمصر؟

سبق لى أن زرت الفاتيكان فى مايو ٢٠١٤ للقاء البابا فرنسيس، وذلك فى أول زيارة خارجية له بعد تجليسه بشهور قليلة. فزيارة بابا الفاتيكان هى ثانى زيارة له لمصر، فكانت الزيارة الأولى عام ٢٠٠٠ قام بها البابا جون بول، وهذه الزيارة رد على الزيارة التى قمت بها فى مايو ٢٠١٣.. وهناك دعوة وجهت لقداسة بابا روما من الرئيس عبد الفتاح السيسى ومنى باعتبارى رئيسًا للكنيسة وهو لبى هذه الدعوة وتعتبر زيارته لمصر مهمة، لأن مصر من أهم البلاد التى يمكن أن يزورها، وكانت فرصة أن يتعرف على الكنيسة القبطية وأن يزور الكنيسة البطرسية.. فزيارة بابا روما تأتى ردًا على كل هذه الدعوات لزيارة مصر، وزيارته شهادة لمصر وشهادة لشعب مصر.

وكيف ترى الزيارة التاريخية للرئيس السيسى للولايات المتحدة الأمريكية ومقابلته للرئيس الأمريكى ترامب؟

العلاقات الطيبة بين الدول تنعكس وتأتى بثمار طيبة للشعوب، لكن العلاقات مع الولايات المتحدة كانت غير طيبة خلال العقد الماضى.. وكانت رؤية إدارة الولايات المتحدة لمصر، خاصة بعد ثورة يناير ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٣ رؤية غير صائبة، أما ما نراه اليوم فهو تصحيح لوضع خاطئ، فما بين الرئيسين السيسى وترمب تفاهم مشترك ونوع من التوافق الطيب بينهما، وهذا ينعكس على سلام واستقرار منطقة الشرق الأوسط، فبلا شك أمريكا لها دور فاعل فى العالم كله باعتبارها من أكبر دول العالم.

وماذا عن دور واشنطن لـ»الأماكن المُلتهبة» مثل ليبيا والعراق وسوريا؟

أعتقد أن هذه الأمور سوف تتغير، لأن رؤية الولايات المتحدة الآن رؤية متغيرة.. وأرى أن هناك انعكاسات طيبة للقضية الفلسطينية، وهناك رؤية لحل متوازن يضمن الحقوق لأطراف القضية، وكذلك المنطقة بأكملها أظن أن الأوضاع ستتحسن بها قريبًا.

وهل هناك مُعضلة واجهت الكنيسة فى قانون بناء الكنائس الجديد؟

لا، لكن أود أن أقول إنه لم تكن هناك من الأساس قوانين تحكم بناء الكنائس فى مصر ومجرد وجود قانون هذا يعتبر إنجازًا، فمنذ ١٦٠ عامًا لم يكن هناك تشريع قانونى لبناء الكنائس على أرض مصر، وكانت المشكلة فى وجود قانون ووجود إطار زمنى للبناء.. أما منذ فترة قريبة قبل إصدار القانون كان التحرك محليًا يستلزم قرارا من الرئيس، أما حاليًا فأصبح من خلال المحافظ فقط.

بالنسبة للقانون..وهل هو مُرتبط بتعداد الأقباط؟

لا يوجد بالقانون نص بهذا الشكل.

وكيف ترى نجاح «بيت العائلة» المصرية فى المُهمة الموكلة إليه؟

«بيت العائلة» كيان مشترك ما بين الكنيسة والأزهر الشريف عمره يتراوح ما بين ٥ أو ٦ سنوات، وهو لم يزل فى بدايات التكوين، لكن يكفى أنه يمد جسور التعاون والتفاهم ما بين المؤسستين اللتين تعتبران من أهم المؤسسات الدينية فى مصر، وطبعًا له دور فعال فى بعض القضايا وأعتقد أن المستقبل لهذه الفكرة الطيبة.

بالنسبة للأحوال الشخصية.. إلى أى مدى يؤثر الطلاق المدنى على الزواج الكنسي؟

بطبيعة الحال الكنيسة الأرثوذكسية لا تخالف الوصية الموجودة فى الكتاب المقدس والتى تنص على أنه لا طلاق إلا لعلة الزنا.. والزنا له ثلاثة أشكال الزنا الفعلى والحكمى والروحي، والزنا الفعلى هو الخطية بارتكاب الفعل نفسه، أما الحكمى فهو الشواهد والقرائن التى تثيت وتظهر أن هناك خطية بالفعل، أما الروحى فمعناه البعد عن الدين وبطبيعة الحال طالما لا يوجد زنا فلا طلاق بأى حال من الأحوال، كما أن الخلافات المادية والعاطفية لا تعد سببًا للانفصال وأن الطلاق المدنى لا يؤثر أو يلغى الزواج الكنسي.

وماذا عمن يلتف حول الطلاق الكنسى؟

- هل تقصد أنه يريد الطلاق وليس هناك أى أسباب تدعو لذلك، فاتجه إلى الطلاق المدنى، ففى مثل هذه الحالات الكنيسة لا تعطيه أى تصريح زواج، لأن الطلاق لم يحدث من الأساس لأنه لا انفصال فى الزواج الكنسي، إلا لعلة الزنا.

بالنسبة لمشروع العائلة المقدسة.. ما العراقيل التى تواجهه؟

لا توجد عراقيل، المشروع تدرسه بالتفصيل وزارتا السياحة مع الآثار، وحددا ١٨ نقطة أو بمعنى أصح ١٨ محطة للزيارة، ويجهزان حاليًا ٦ محطات كمرحلة أولى، ومن ضمن الأفكار المطروحة أن يكون جزء من الرحلة بريا،ً وجزء آخر فى نهر النيل.

وكم سنة سيأخذه المشروع؟

لن يأخذ الكثير من الوقت، فالأمر بسيط.

المصريون يريدون الاطمئنان على صحتك بعد زيارتك الأخيرة للعلاج.. ماذا تقول لهم؟

أنا أعُانى من بعض أتعاب شديدة وآلام شديدة فى الظهر، وهى تؤثر على بشدة وأحاول أن أتعامل معها، لكن من شدة الآلام اضطررت أن أسافر إلى النمسا فى المستشفى التى يوجد فيه ملفى الصحى، وأخذت بعض العلاجات وبعض الحقن وأتمنى أن أشفى وآلامى تخف.

وكيف ترى قداستكم الوضع فى مصر اليوم فى ظل الأحداث المتلاحقة؟

لقد مر ما يقارب من ثلاث سنوات على تسلم الرئيس السيسى منصبه كرئيس لمصر، ولكن الإنجازات التى تحققت على أرض الواقع خلال هذه الفترة تُعد نقلة نوعية فى الكم والكيف فى الإنتاج الحقيقى لما تقدمه الدولة وليس أرقاما وهمية أو إشعارات، فإن ما تحقق اليوم لم نحلم به من قبل، أصبح هناك شبكة طرق عظيمة ومشاريع استصلاح أراض ومشاريع الإسكان الاجتماعي.. ورغم كل المحاولات الشريرة لإشاعة الإحباط فى مصر، إلا أن هناك انتصارا واجتيازا للأزمات التى تمر بها مصر بسبب التغيير فى النمط المصرى والنقلة النوعية فى العمل الفعلى والقيادة الحكيمة المحبة لكل المصريين والتعامل معهم بمنظور واحد ومسافة واحدة، وهذا يدل على أن الرئيس السيسى رجل وطنى من طراز فريد من نوعه.. ونعتبر زيارته للكنيسة فى بداية السنة تهنئة للسنة كلها، وهذه الزيارات تعد تغييرا فى الفكر والنظرة إلى المصريين، فبحكم القانون لهم رئيس واحد وهو رئيس لكل المصريين وهو ما ينفى شبهات التميز والمعاملة بمعيارين، وفى نفس الوقت هو دلالة على أننا نسير فى اتجاه بناء الدولة الحديثة.