أكدت وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد أن مصر من الدول التي شاركت في الأبحاث الإكلينيكية بمرحلتها الثالثة لتطوير لقاحات فيروس كورونا المستجد، وأنها شرفت بمشاركتها ضمن مجموعة من المواطنين في تلك التجارب خلال إجرائها، منوهة بأن مصر أول دولة تبدأ حملة التطعيم بلقاحات وأول دولة تحصل عليه في قارة أفريقيا.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزيرة الصحة عقب مشاركتها، اليوم، في فعاليات تلقي أولى جرعات لقاح فيروس كورونا للأطقم الطبية من داخل مستشفى (أبو خليفة) للعزل بمحافظة الإسماعيلية، واطلعت على آلية تسجيل بيانات متلقي اللقاح، ورافق زايد، أول طبيب وأول ممرض مصري يحصلان على جرعة اللقاح، واستمعت إلى شرح لآلية تلقي اللقاح بدايةً من تسجيل البيانات ومواعيد الجرعات الثانية وطريقة التواصل مع متلقي اللقاح، كما شهدت مرحلة ما قبل التطعيم من قياس الضغط والاطمئنان على الحالة الصحية للمتلقي.
وأكدت وزيرة الصحة فخرها بكافة العاملين بمستشفى (أبو خليفة) بالإسماعيلية، والذي كان ثاني المستشفيات التي تستقبل حالات مصابي فيروس كورونا بعد مستشفى النجيلة بمحافظة مطروح، موضحة أنه تم تسجيل لقاح "سينوفارم" الصيني في مصر من قبل هيئة الدواء المصرية، وحصل على موافقة الطوارئ المصرية قبل إتاحته، ويجري تسجيل ثلاثة لقاحات أخرى، بالإضافة إلى استكمال استقبال شحنات لقاح "سينوفارم".
وشددت على أن حماية الأطقم الطبية من أولويات الدولة المصرية، حيث أنه تماشيا مع كافة دول العالم سيتم إتاحة اللقاح بالمجان لكافة الأطباء بداية من المعالجين لمصابي فيروس كورونا وحتى كافة الأطباء تباعا، وذلك من الع املين بمستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية ومستشفيات القوات المسلحة والشرطة، ثم يليهم كبار السن من أصحاب الأمراض المزمنة والأمراض المناعية.
ونوهت بأن لقاح "سينوفارم" أثبت فاعلية في التجارب الإكلينيكية تصل إلى 89% في إنتاج أجسام مضادة، و99% حماية من الإصابة، و100% حماية من ظهور الأعراض العنيفة والحرجة، مشيرة إلى أن تلك اللقاحات تمت تجربتها على مواطنين فوق سن 18 عاما، وأنه في حال إقرارها للأطفال والسيدات الحوامل سيتم إتاحتها.
ووجهت زايد الشكر لكافة الفرق الطبية العاملة بمستشفيات العزل، قائلة "بأيديكم أعطيتم الثقة للمواطنين والعالم كله عن المنظومة الصحية في مصر لجهودكم في مواجهة الفيروس، ومصر تحترم وتثق في دور الأطقم الطبية"، معربة عن فخرها بالعمل معهم خلال مواجهة تلك الجائحة، كما أعربت عن تقديرها لتضحيات الأطقم الطبية ممن فقدوا أرواحهم في مواجهة ذلك الوباء العالمي.
ودعت المواطنين لعدم التراخي في الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، واستمرار الالتزام بارتداء الكمامات، وذلك للحفاظ على مكتسبات مصر وجهودها في مواجهة الفيروس.
وأضافت أن قرار البدء في التلقيح اعتمد على ضمان استئناف توريد مزيد من الدفعات للقاحات، وأن جميع الأطقم الطبية سوف تتلقى اللقاحات من خلال المستشفيات العاملين بها، على أن تكون الأولوية للأطقم الطبية بمستشفيات (العزل، والصدر، والحميات)، ثم الأطقم الطبية من العاملين بمختلف المستشفيات تباعا، مبينة أنه تم حصر جميع الأطقم الطبية بكافة المستشفيات لتلقي اللقاحات تباعا بالمجان وفقا لتوجيهات القيادة السياسية.
وتابعت أن المواطنين يتم تسجيلهم على الموقع الإلكتروني أو من خلال أقرب مستشفى لهم، وسيتلقون اللقاح من خلال 27 مركزا على مستوى الجمهورية، تم تجهيزها على أعلى مستوى ورفع كفاءتها بالتعاون مع الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة.
وأشارت إلى الربط المميكن بين المنظومة الإلكترونية لتلقي اللقاحات وبرنامج "تكافل وكرامة"، للوقوف على الظروف الاجتماعية والقدرة المالية للمواطنين لتلقيهم اللقاح بالمجان ضمن الفئات الأكثر احتياجا، وكذلك ربط المنظومة بنفقة الدولة والتأمين الصحي لتحديد أولوية التطعيم من المواطنين أصحاب الأمراض المزمنة، لافتة إلى أنه سيتم الإعلان خلال الأيام القليلة المقبلة عن فتح عملية التسجيل على الموقع الإلكتروني.
كما لفتت زايد إلى أن صندوق (تحيا مصر) هو الذراع التمويلية لتوفير اللقاحات بشكل عادل للفئات الأكثر احتياجا ضمن برامج الحماية الاجتماعية، كما أنه لا يوجد حد مالي لتوفير اللقاحات وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وشددت على أنه لا يتم تسجيل أي لقاحات في مصر إلا بعد التأكد من فاعليتها ومنحها موافقة استخدام طوارئ، وذلك من خلال هيئة الدواء المصرية ووزارة الصحة واللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، كما يتم إجراء أربعة أنواع من التحاليل للقاحات التي يتم الحصول عليها بهيئة الدواء للتأكد من أنها آمنة.
وأعلنت أنه سيتم البدء في إرسال اللقاحات اليوم لجميع مستشفيات العزل والحميات والصدر بكافة أنحاء الجمهورية، منوهة بان وزارة الصحة والسكان تمتلك سلسلة تبريد تسمح بتخزين 140 مليون جرعة من اللقاحات.
كما نوهت بأن مصر تتعاون مع شركات عالمية صينية وإنجليزية وروسية للحصول على اللقاحات، فضلا عن التعاون لتوفير اللقاحات من خلال مبادرة "كوفاكس"، حيث استقبلت مصر خطابات رسمية من رئيس التحالف الدولي للأمصال واللقاحات (GAVI) يفيد بأن أغلبية الأطقم الطبية ستتلقى جرعات لقاح كورونا خلال الربع الأول من العام الجاري.
ومن جهته، قال الدكتور عبد المنعم سليم متدرب عناية مركزة بالزمالة المصرية وأول طبيب مصري يتلقى الجرعة الأولى من اللقاح "تم إخطاري منذ 10 أيام لتلقي اللقاح وفقًا لرغبتي، وتم التنسيق وتحديد موعد حصولي على اللقاح"، داعيا زملاءه من الأطباء لتلقي اللقاح، مؤكداً أن اللقاح آمن وله دور كبير في حماية الأطقم الطبية من انتقال عدوى كورونا.
وأشار إلى أن الدولة قدمت فرصة عظيمة للأطقم الطبية لحمايتهم في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم أجمع، موضحاً أن أغلب الزملاء في المستشفى وافقوا على تلقي اللقاح.
وبدوره، قال أحمد زايد أخصائي تمريض بمستشفى عزل (أبو خليفة) بالإسماعيلية وأول ممرض يحصل على اللقاح "لم أتخوف من تلقي اللقاح، حيث أنه مثبت ومعتمد من هيئة الدواء المصرية"، موضحاً أن حالته الصحية جيدة ولم تختلف قبل وبعد تلقيه للقاح، مشجعاً زملاءه على تلقي اللقاح لحماية أنفسهم.