دارت مواجهات الأسبوع الماضي بين القوات الهندية والصينية عند حدود البلدين المتنازع عليها في جبال هملايا في اشتباك جديد حرص الجيش الهندي الإثنين على التقليل من شأنه.
ووقع الاشتباك الأسبوع الماضي عند ممر ناكو لا الجبلي في ولاية سيكيم (شمال شرق) كما أوضحت مصادر عسكرية هندية لوكالة فرانس برس.
وقال المسؤولون إن دورية صينية حاولت عبور الأراضي الهندية في الممر الذي يصل ولاية سيكيم بمنطقة التيبت الهندية، فتم ردها.
غير أن الجيش الهندي خفف من شأن الاشتباك فوصفه بأنه "مواجهة طفيفة".
كذكل أوضح في بيان مقتضب أن "القيادتين المحليتين قامتا بتسوية (المسألة) طبقا للبروتوكولات المتبعة".
وذكرت مصادر حكومية أن أربعة جنود من القوات الهندية أصيبوا بجروح، مشيرة إلى سقوط عدد من الضحايا في صفوف "جيش التحرير الشعبي" الصيني.
ووردت تفاصيل الاشتباك عشية "يوم الجمهورية الهندية"، العيد الوطني الذي يُحتفل به في نيودلهي بإقامة عرض عسكري يتضمن أحدث التجهيزات العسكرية.
وفي وقت جرت آخر محادثات لخفض التصعيد بين القيادتين العسكريتين يوم الأحد، يشير الحادث إلى التوتر المتزايد في العلاقات بين البلدين.
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أنه ليس لديها "أي معلومات" حول الاشتباك وأوضح المتحدث باسمها تشاو ليجيان أن الجنود الصينيين "يكرسون أنفسهم للحفاظ على السلام والهدوء في المنطقة الحدودية" داعيا "الهند للعمل في الاتجاه ذاته".
وقال أستاذ العلاقات الدولية في معهد كينغز كولدج في لندن هارش بانت ردا على أسئلة وكالة فرانس برس إن "هملايا ليست بنظر بكين سوى مسرح آخر ضمن مشهد أوسع نطاقا وما يريده (الصينيون) من خلال التحرك بهذه الطريقة مع الهند والتدابير حيال تايوان، أن يروا كيف سترد إدارة (الرئيس الأميركي الجديد جو) بايدن على هذه الجبهات المتعددة".
وشهدت حدود سيكيم في أيار/مايو اشتباكات جسدية ورشقا بالحجارة بين عسكريين من البلدين، أججت التوتر الحدودي بين البلدين الأكبر في العالم من حيث التعداد السكاني.
وفي حزيران/يونيو، قتل ما لا يقل عن 20 جنديا هنديا وعدد غير معروف من عناصر القوات الصينية في اشتباك مسلح في منطقة لاداخ على الحدود في الهملايا.
وكثيرا ما تقع مواجهات بين الدولتين بشأن حدودهما البالغة 3500 كيلومتر، والتي لم يتم ترسيمها بشكل صحيح.
وبموجب قاعدة متبعة منذ وقت طويل لتفادي نشوب مواجهة عسكرية فعلية، لا يستخدم أي من الجيشين أسلحة نارية على طول الحدود التي لم تشهد رسميا أي طلقة نارية منذ 1975.
وبعد الاشتباك الجسدي في 15 حزيران/يونيو، التقى قادة كبار من الجيشين واتفقوا على العمل من أجل خفض التوتر.
غير أن البلدين أرسلا إلى المنطقة تعزيزات من عشرات آلاف الجنود وأسلحة ثقيلة.
وآخر نزاع مفتوح بين البلدين كان حربا خاطفة وقعت العام 1962 وانتهت بهزيمة سريعة للجيش الهندي.
واقر وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكر الشهر الماضي بأن العلاقات مع الصين "تضررت كثيرا" جراء حوادث العام الماضي.
وبعد قليل على اشتباكات حزيران/يونيو، حظرت الهند حوالى خمسين تطبيقا صينيا للهواتف النقالة بينها تطبيق تيك توك الواسع الشبعية، في سوقها الضخمة. وفي تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر، حظرت 165 تطبيقا إضافيا.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، اصدرت قرارا جديدا بحظر 43 تطبيقا صينيا إضافيا بينها تطبيق "علي بابا"، عملاق التجارة الإلكترونية الصيني، معتبرة أنها تهدّد "سيادتها وسلامة أراضيها".