الأربعاء 1 مايو 2024

أحمد كريمة لـ«الهلال اليوم»: عرض «جثامين» الفراعنة حرام شرعًا

أخبار26-1-2021 | 22:54

عرض جثامين الفراعنة تجارة بالبشر ومحرم دينيًا ودستوريًا

زواج التجربة يسئ إلى مصر وأطالب نقيب المحامين بالتدخل

جماعة الإخوان لم تمت إكلينيكيًا والحل الأمني لا يجدي

تجديد الخطاب الديني بعيدًا عن الثوابت والأزهر لن يغير في الدين

الإسلام ينادي بدولة "مدنية" تحترم فيها الشرائع

توقفوا عن اللعب بالدين في السياسة.. لا وجود للخلافة والإخوان كذبوا

بعد فتوى بطلان حج "محلب" اتصل بي ورفضت أطلب منه تعيين أولادي

 

قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الأزهر الشريف قوى ناعمة لمصر في شتى أنحاء العالم لا يقل في أهميته عن الأهرامات، مستنكرا الهجوم الذي يتعرض له عبر وسائل الإعلام، في ظل حرصه على التمسك بثوابت الدين.

 

وأضاف كريمة في حواره لـ"الهلال اليوم" أن تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى مجهود كبير، وأموال من أجل إنشاء قنوات فضائية، تصل للناس في كافة المحافظات، لتنشر الإسلام الصحيح، في ظل توجه الدولة لمحاربة الإرهاب.

 

ونفى أن تكون جماعة الإخوان انتهت فكريا، مشيرًا إلى أن الفكر لا يمكن أن يواجه إلا بالفكر، وهو ما يحتاج إلى سنوات عديدة، خاصة أن الساحة تُركت للجماعة منذ عقود وبالتحديد منذ السبعينات، ما جعل مواجهتها أمرا يحتاج إلى منهج وألية، حيث لا يمكن مواجهتها أمنيًا فقط.

 

وأعرب عن رفضه للدعوات والفتاوى التي تخرج من آن لآخر، وتخرج عن الثوابت، مثل ما يُسمى بزواج التجربة، أو رفض الاعتراف بالطلاق الشفوي، مشددًا على ضرورة التمسك بمسلمات الدين، في ظل المحاولات المستمرة لتبنّي أفكارًا بعيدة عن المجتمع المصري.  

 

نبدأ بفتوى تحريم استخراج جثامين الفراعنة وعرضها في فاترينات.. لماذا أطلقت هذه الفتوى؟

دفن جثامين الموتى سواء من أزمنة سابقة أو حاضرة هو ضمن فقه الجنائز، الذي يعتبر مكونا رئيسا من مكونات التشريع الإسلامي، وسند ذلك في كتاب الله عز وجل الذي قال في الآية 70 من سورة الإسراء: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا".

 

والله سبحانه وتعالى قال في سورة عبس في الآية 21 :" ثم أماته فأقبره"، أي جعل له مكانا يواري جثمانه، وليس كالحيوانات يلقى على قارعة الطرق، أو تشم منه الروائح الكريهة، أو تنتهك حرماته، كما قال الله في سورة المرسلات: "ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا"، أي أن على ظهر أرضها يعيش الأحياء، وفي باطنها يكون مثوى الناس بعد موتهم، والنبي (ص) أمر بمواراة أجساد الناس، حتى غير المسلمين، كما حدث في غزوة بدر، بعدما فر المنهزمون من كفار قريش.

 

وعلى ذلك أجساد المصريين القدماء، إذا كان استخراجها للبحث العلمي فنحن لسنا ضد ذلك، ولكن بضوابط، فالبحث العلمي يتحدث عن التحنيط والحقبة الزمنية التي عاش فيها الجثمان، ولا أعلم من أين جاءت كلمة مومياء، فنحن عرب لا نعرف سوى الجسد، أو الجثة أو الجثمان، ثم يعاد ذلك إلى القبر مرة ثانية، فذلك أشبه بإنسان مات بسبب حادث أو قتل، وشك في موته ولكنه دفن، فجاء الطبي الشرعي والنيابة، وتم إخراج هذا الجسد أو الجثمان، وتم التشريح ومعرفة سبب الوفاة أو الموت ثم تعاد الجثة مرة ثانية.

 

وأنا أقول لعلماء الآثار، إذا كان ذلك للبحث العلمي فمرحبا، والإسلام يرحب العلم، لأن أجساد الناس ليست مباحة، أنت عرفت سر التحنيط، والحقبة الزمنية، أعد الجثمان إلى قبره، حيث أن قبر الإنسان هو مسكنه بعد موته، فهي غيرة على أجساد المصريين القدماء بأن يتم وضعهم في فاترينات، ويكونوا "فرجة للعالم"، فلا بأس بعرض التماثيل، والمقتنيات، فيمكن أن يعرضوا ما يريدون إلا الجثامين.


ثم هناك عتب محبين كان هناك حضارة في الصين قديما، وكذلك في الهند، والحضارة الأشورية في العراق، والفينيقية في الشام، وفي أمريكا الجنوبية، وعلى حد علمي، لم أر دولة في العالم تستخرج أجساد الأجداد وتعرضها وتأخذ مقابل مالي، فهذا أمر معيب.

 

لكن البعض يعتبر هذا الأمر جزءا من الدخل القومي المصري؟

من يستعف يعفه الله، فهناك كسب طيب وأخر خبيث، ونحن لدينا قناة السويس، مع مشرق كل شمس تأتي بآلاف رسوم المرور، بجانب الزراعة والصناعة والتجارة، وهل ضاقت بنا حتى نعرض الجثامين التي تعتبر تجارة بالبشر، ومحرمة دستوريا، بل في المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها مصر.

 

لكن علماء الآثار وعلى رأسهم الدكتور زاهي حواس انتقدوا هذه الفتوى، وقالوا مَن يطلق هذه الفتاوى يبحث عن الشهرة.. ما ردك؟

نحن لا نجاري الناس في إساءتهم؛ لأننا أهل علم، فأنا أحترم مفخرة مصر والعالم الدكتور حواس وأوقره كما أوقر علماء الآثار؛ لكن عتاب محبين، أنا أستاذ جامعي وهو يردد "كريمة كريمة"، فهذا لا يجوز، كما اتهمني بإنني قلت فتوى غير شرعية، كيف وأنا أستاذ شريعة إسلامية بجامعة الأزهر؟!، كيف وأنا عضو الهيئة الاستشارية العليا بمشيخة الأزهر؟!، ألا يكف هذا يا علماء الآثار، ولو قالها أحد لا يرتدي عمامة غير أزهرية، ما استطعتم أن تقولوا هذه الألفاظ، لكن لن أجاريكم وأسيء إليكم.

 

كان هناك دعوات لتجديد الخطاب الديني، ودخل الأزهر في صدامات تعرض بعدها لهجوم عبر وسائل الإعلام.. كيف ترى هذا الأمر؟

الأزهر ينقصه أموالًا لتجديد الخطاب الديني، وقناة فضائية، والمنطقة تشهد أحداثا معينة وسقف الحرية يسمح لجر الناس إلى قضايا فرعية، ومن يهاجم الأزهر أقول لهم، ماذا قدمتم؟، هل تحدثتم عن العدالة الاجتماعية ومن يعيشون تحت خط الفقر، والمعاشات المتدنية!، أرجو من الإعلاميين أن يتحدثوا عن فقه الواقع، وأن يتركوا البرج العالي، ويذهبوا إلى الريف، والصعيد، ويتعرفوا على المشاكل الحقيقية للمواطنين.


من يريد تجديد الخطاب الديني لابد أن يكون هناك ألية واضحة وإمكانيات، بعيدا عن الثوابت والمسلمات والقطعيات، والمعلوم من الدين، إنما أن نغير في الإسلام، لاستنساخ إسلام أوروبي، أو أمريكي، أهذا تجديد للخطاب الديني؟.

 

الأزهر قوى ناعمة لمصر لا يقل قيمته عن الأهرامات، فهو محفوظ قيمته في إفريقيا وأسيا، وعندما ذهب شيخ الأزهر إلى باكستان خرج رئيس الجمهورية وقتها ليستقبله؛ على الرغم من أنه مخالف للبروتوكول، وقال لهم إن العالم به عشرات الملوك والرؤساء لكن ليس به إلا شيخ أزهر واحد، لكننا في مصر "ملطشة"، وما المطلوب من الأزهر أن يغير الإسلام فهذا لن يحدث، ولن نبدد في هذا الدين، ولن نتنازل عن هذا الدين لأننا أمناء عليه، ومن يتهموننا بأننا أوصياء على الدين، فنحن لا ندعي إننا نغفر ذنوب أو ندخل الجنة أو ننقذ أحد من النار.

 

قلت قبل ذلك إن التيار السلفي اخترق الأزهر، لماذا؟

نعم في فترة من الفترات، وبعد حقبة السبعينيات، ومع الفضائيات اخترق الدولة كلها، حتى إنه أصبح الآن في مجلس النواب، والأزهر جزء من المجتمع، ولابد أن يكون فيه تأثر وتأثير، وبه شخصيات إخوانية وسلفية، صحيح أنهم قلة؛ لكنهم متواجدين، أليس هناك الآن رموز أزهرية في محاكمات أحداث جماعة الإخوان.

 

فالأمر يحتاج إلى وقفة حاسمة، وهنا أخطاب لجنة الأحزاب وأقول: "من الذي سمح لحزب الحرية والعدالة أن يتقدم لانتخابات الرئاسة؟".

 

ما حدود الاجتهاد الفقهي لعلماء الدين خاصة أن الآونة الأخيرة شهدت قضايا فقهية كثيرة وصاحبها جدلا؟

هناك فرق بين الاجتهاد بضوابطه، وبين التجديف في الدين، فعندما يأتي أحد المنسوبين إلى العلم، وله برنامج تلفزيوني معروف في القناة الأولى الحكومية ويطالب أعضاء مجلس النواب بإعادة النظر في أنصبة المواريث، التي تعتبر أحكام قطعية، وقال عنها الله في سورة النساء "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين"، فهي أحكام مستقرة، كما يهاجم في برنامجه ثوابت ويحلل النبيذ، ويبحث عن أقوال شاذة وخلط في الأوراق، أقول له: "أين أنت من شبهات الإخوان والمتسلفة؟! أين هو من الدواعش؟! أين هو من الملاحدة، فلم يجد إلا الفتاوى الشاذة ويقدمها على أنها اجتهاد.

 

وما رأيك في الطلاق الشفوي وزواج التجربة، ومطالبات بسن قوانين لهما سواء عن طريق عقود زواج محددة بشروط أو أن يكون الاعتراف بالطلاق الموثق؟

الأزهر أنهى الحديث عن الأمر، وقال إن الطلاق الشفوي يقع ويصح وينفذ؛ لأن هذا هو الأصل في العقود، لكن حينما تثار المسألة الآن، فهل هي معاندة للأزهر! أليس الأزهر بنص الدستور هو المسؤول وحده عن الشؤون الدينية، فهل عند الإخوة المسيحيين، إذا اتخذ المجمع المقدس قرارا، يأتي أحد الرتب الكنسية ويشذ عنه، فهذا أمر مستحيل، وكذلك في اليهودية إذا اتخذت الحاخامية قرارا، هل يأتي من هم أقل رتبة ويخرج عن ذلك!، لكن الأمور عندنا في مصر أصبحت سمك لبن تمر هندي.

 

أما عن عقد المشارطة من أحد المحامين بما يسمى زواج التجربة، فأنا أقول إن مصر دولة مؤسسات، فلا يمكن لأي شخص أن يصدر شيئا إلا بعد الجهة التشريعية لمجلس النواب، وكذلك الجهة التنفيذية، فكيف يمكن لوثيقة من وزارة العدل يكتب فيها هذا بالمخالفة للأزهر الشريف، فكيف يمكن القول بزواج التجربة ويكون محدد المدة، وإن الزوج لا يملك الطلاق، من الذي قال إن الزوج لا يملك حق الطلاق!، كيف تأتي مادة تغل يد الزوج عن تطليق زوجته، فهذا مخالف للشريعة، ويقولون عند الاختلاف يذهبون إلى المحامي الفلاني، وهل عند الخلاف يذهب الناس إليه أم إلى المحكمة المختصة، أما باقي الشروط فهي موجودة بالفعل من حسن المعاشرة، وهنا أناشد نقيب المحامين، أين أنت والنقابة من هذه التصرفات المسيئة لمصر، وأن هناك زواج تجربة.

 

اختلف في السنوات الأخيرة مظهر رجال الدين، ووجدنا حرص بعضهم على الظهور بشكل عصري.. كيف ترى هذا الأمر؟

هذا انحدار في الذوق العام، لأن هناك تجريف للشخصية المصرية من سبعينيات القرن الماضي، وعند حدوث ما سمي بالانفتاح ليس الاقتصادي، بل الفوضوي، فسد الذوق المصري، على كل الأصعدة، حتى في الغناء، أين الأغاني الراقية لمحمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، وفريد الأطرش، لكن الآن نرى إسفاف وابتذال وفساد للذوق العام.

 

هل تعتقد إنه يجب على الدولة أن تتدخل في الثقافة والفن بكافة أشكالها وتدعمها؟

بلا شك، فدور وزارة الثقافة هو بناء الوعي، ألم يتطلعوا على كتاب الدكتور طه حسين مستقبل الثقافة في مصر، أين المشروع الثقافي لمصر!، فنحن نتحدث طوال الوقت عن الإرهاب والتطرف، أين العلاج؟! فقد جمعت 62 شبهة لجماعة الإخوان والمتسلفة والدواعش والإلحاد ومنكري السنة النبوية، وطرقت باب الدولة بشتى المستويات، لأقول العلاج، الفكر يجابه بفكر، حيث قال الله في سورة سبأ: "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين".


هناك أناس مغيبون، ومغرر بهم بدعوى أن هناك خلافة سياسية، وتطبيق للشريعة، والحقيقة ليس هناك أي خلافة، والإخوان كذبوا في هذا الأمر، وكان هناك في مجلس الشعب مشروع تقنين الشريعة الإسلامية للدكتور صوفي أبو طالب، ولم ينظروا إلى هذا المشروع، وكذلك قضية تحرير فلسطين، فكان معهم حركة حماس، فقطعوا العلاقات مع سوريا في استاد القاهرة، ولم يقطعوها مع الكيان الصهيوني المحتل، فلا يوجد دولة دينية في الإسلام، فالإسلام ينادي بدولة مدنية تعظم فيها الشعائر ويحترم فيها حقوق أهل الكتاب، وتحترم آدمية الإنسان ولو كان ملحدًا، فهذا موجود بوثيقة المدينة ضمن بها حرية الاعتقاد والانتقال والتملك قبل الأمم المتحدة وأمريكا.

 

فبعد حقبة الخليج، وظهور البترول، سافر من سافر بسبب العوز والفقر، رجعوا من هناك محملين بفكر غريب على ثقافة الأزهر، وعلى الشخصية المصرية، فنحن نرى أزياء من أفغانستان والعبايات والجلباب القصير واللحية الكثة، والعبوس والتجهم.

 

وفي عهد الرئيس الأسبق مبارك كان هناك 12 قناة سلفية دخلت النجوع والقرى، وبث بها الفكر السلفي، الذي يعتبر أساس الإخوان، والخروج على الحاكم، بينما لا يوجد قناة للأزهر، وقلت وقتها بضرورة إجراء دراسات ومناظرات لم يستجب أحد، بما فيهم وزارة الثقافة، وخاطبت مجلس الوزراء، لم يسأل أحد، وبالتالي هل نحن جادون في محاربة الإرهاب فكريا؟!


وسأقول لمن يطلقون على أنفسهم مثقفون، من ساهم في نجاح محمد مرسي في الانتخابات، هل الأعداد الضئيلة من بضعة آلاف! أليس هم من قالوا إن مرسي هو الأفضل، ولم ينتبهوا إنهم لا ينتخبون شخصا، بل جماعة لم تخرج من مصر إلا بالدم، والدليل دم شهداء الجيش والشرطة في سيناء، وعشرات الكنائس التي أحرقت، وكذلك العلماء، وأنا واحد منهم أحرقت سيارتي في عام 2014 وتحرر بذلك محضر، ولم أعوض من الدولة بجنيه واحد.

 

بالحديث عن جماعة الإخوان، وأنت رجل دين هل يمكن القول إنها انتهت فكريا؟

لا، الإخوان تنظيم يحتاج إلى علاج طويل الأمد، فالعلاج الأمني لا يجدي سواء مع السلفية أو الإخوان أو الشيعة أو الدواعش، فيمكن القضاء على النبات من الأعلى، لكن الجذر في الأرض، لأن الفكر لا يعالج إلا بالفكر، هؤلاء يجندون الناس، ويبررون لهم التصرفات.

 

وهناك زعم بأن جماعة الإخوان ماتت إكلينيكيا، وهذا ليس صحيحا، فلهم قدم راسخة في بريطانيا، وتغلغل في فرنسا، وتواجد في أمريكا، وهناك بنوك ومؤسسات مالية وسياسية في أمريكا تحتاج إلى مجهود جبار، فهم الآن في مرحلة ركود، مثل مرحلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبصراحة عندما تتلاعب السياسة بالدين، كلاهما يخسر.

 

ففي عام 1949 ألم يجلس عبد الناصر ورفاقه مع مرشد الإخوان الهضيبي، واعترفوا به، واختلفوا فقط على المناصب، ولو لم يختلفوا لكان الإخوان تخطوا الأحداث، وكانت مصر ذهبت إلى ما لا يعمله الله عز وجل، فكان اختلافهم مصلحة لمصر، لأنها بلد بها أولياء وقديسين.

 

وكذلك بعدها ألم يعطهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات قبلة الحياة، ألم يعطي الحق في إدخال الشؤون الدينية في الجامعات مع الطلاب والمعسكرات، ألم يسمح للإخوان بالعمل السياسي، واعترف بهذا الخطأ، ولكن بعدما أخرج المارد من القمقم.

 

أما الرئيس الأسبق مبارك، ألم يسمح رجاله بدخول 88 نائبا إخوانيا إلى مجلس النواب، والآن من الذي أدخل السلفية وحزب النور إلى مجلس النواب، على الرغم من أن المادة الدستورية تنص على حظر إنشاء أحزاب سياسية على مرجعية دينية، فلا يجوز اللعب بالدين وإشعال النيران، وتقولوا "الحقنا يا أزهر"، توقفوا عن اللعب بالدين في السياسة لأنها ستحرق الكل.

 

ألا تعتقد أن الآراء التي تقولها يمكن أن تكون وراء استبعادك من قائمة الـ50 للإفتاء؟

نحن لا نسعى إلى مناصب ومطالب أهل الدنيا، والله لن أقف على باب أحد لأتسول منصبا، ولن أهين هذه العمامة، وسأذكر أمرًا، عندما جاء لرئيس الوزراء الأسبق إبراهيم محلب، ومعه وزير الداخلية محمد إبراهيم، فتوى ليعودا ليلة عيد النحر من مناسك الحج، حتى يؤديا الصلاة مع السيد الرئيس، قلت في الإعلام إن حجهم باطل، على الرغم من الإنابة في رمي الجمرات، قلت لهم لم تؤديا طواف الإفاضة لأنه ركن.

 

وصدر بعدها بيانا، وقيل إنه سيتم إحالتي للتحقيق، وقبل أن أذهب لهذا التحقيق، فوجئت باتصال من مكتب رئيس الوزراء، ليقول لي محلب هاتفيا: "قيل إنني سأتسبب في إحالتك للتحقيق، وأنا لو قابلتك لقبلت جبينك، فهم أفتوني بالرجوع وأن حجي صحيح، وسألني: ماذا أفعل؟ قلت له: أعد الحج، فأخبرني لن يؤذيني أحد وطلب مني أن أرسل له كتب، وأحضرت معها أوراق أولادي، لعله يجد لهم عملا مناسبا، لكن نفسي اللوامة قالت لي: أتبيع دينك والفتوى ليعين أولادك!، ووصلت إلى المبنى، وقيل لي رئيس الوزراء ينتظرك، وأقسم بالله سلمت حقيبة الكتب لطاقم حراسته ولم أصعد؛ حتى لا أهين هذه العمامة وأتاجر بإسلامي، وعلى الرغم من أن بناتي لا يعملن حتى الآن، ولا يزال ابني معلم ابتدائي.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa