السبت 23 نوفمبر 2024

مصطفى درويش.. عاشق الفن ترك القضاء وتخصص في السينما

  • 3-5-2017 | 18:48

طباعة

كتبت : أسماء زقزوق

في وسط حزن شديد خيم علي الوسط الفني والصحفي رحل عن عالمنا صباح اليوم الكاتب الصحفي والناقد الفني الكبير مصطفي درويش عن عمر ناهز التسعة وثمانون عاماً، إثر تعرضه لهبوط حاد بالدورة الدموية، تاركاً خلفه ميراثاً كبير للوسط الفني بفنانيه ومؤلفيه ونجومه، حيث عُرف عنه مواقفه الحاسمة وقيادته النبيلة وحبه وشغفه للفن.

تخرج "درويش" في كلية الحقوق وتقلد المناصب الوظيفية حتى أصبح مستشاراً في مجلس الدولة ثم نائباً لرئيس مجلس الدولة وعلي الرغم لتفوقه في عمله الحكومي إلا أن حبه للفن لم يفارقه ورغبته في استكمال الطريق في المهنة التي يهواها.

شهدت فترة الستينات توليه منصب رئيس الرقابة الفنية لمدة عامين، بعد ذلك قام بتأسيس نادي السينما، عمل أيضاً كناقد وكاتب في عددا من المجلات والجرائد منها "السينما والناس، الوفد، الهلال، النجوم"، إضافة إلى أنه أصبح عضو في جمعية الفيلم، وجمعية كتاب ونقاد السينما، واتحاد الكتاب.

اشتهر "درويش" بمواقف لا يستطيع أحداً تجاهلها في الوسط الفني من أبرزها إصراره علي عرض فيلمين ممنوعان من الرقابة وهما فيلمي "بلو أب، الانفجار"، حتى أنه تعرض للمحاكمة بسبب تخطيه وكسره للقيود الرقابية وقتها وعرض الفيلمين، حيث أن البعض وقتها أنه قام بثورة وفجرها وحده لاحتواء الفيلمين علي مشاهد جريئة رفضها الجمهور لأن تلك المشاهد لا تتناسب مع العادات والتقاليد.

خاض "درويش" عدداً من الصراعات الذاتية في مواجهة البعض من أجل الدفاع عن حرية الفن والسينما، ومنذ توليه رئاسة نادي السينما، حيث عرض أهم الأفلام العالمية وقتها رغبة منه في إثراء الجماهير بكم كبير من المعرفة الفنية وملاحقة السينما العالمية، حيث كان من أوائل من أدخلوا السينما. الأوروبية لمصر، مما دفع الحكومة وقتها لملاحقته باستمرار ،فتخلي عن رئاسة نادي السينما.

تأثر في نقده بالنقاد الفرنسيين حيث قال" تأثرت بالفرنسيين لأنهم الأكثر اهتماما بالنقد السينمائي، وهم أهل ابتكار لنظريات جديدة في السينما والنقد السينمائي، و لدى كتب مهمة في مكتبتي لهنرى بازان وفرانسوا تروفو، وقرأت كثيرا لنقاد أمريكيين ومن الكتب التي أعجبتني كتاب "لجون هوارد لوسون" عن معركة الفيلم بين الحركة التقدمية والرجعية".

هكذا عاش "درويش" حياته التي كان عنوانه العشق للفن والسينما، والتي قضاها دون أن يتزوج، فكان حبه للفن بمثابة العشق الأول والأخير.

    الاكثر قراءة