احتدمت المواجهات الدائرة ليلا بين المتظاهرين اللبنانيين في مدينة طرابلس (شمالي لبنان) مع الشرطة وقوات مكافحة الشغب، على خلفية الاحتجاجات المستمرة في المدينة وإصرار المتجمهرين على اقتحام أحد المباني الحكومية الرئيسية في المدينة ورشقه بالحجارة وقنابل المولوتوف.
وقامت حشود من المتظاهرين بمحاصرة سراي طرابلس الحكومي وحاولوا اقتحامه بالقوة، ورشقه بالحجارة وقنابل المولوتوف والمفرقعات النارية، كما أضرموا النيران بسيارات كانت تصطف في الساحة الخلفية لسراي طرابلس، الأمر الذي واجهته القوى الأمنية المكلفة بحماية المقر الحكومي في المدينة بإطلاق وابل كثيف من القنابل المسيلة للدموع فضلا عن إطلاق الرصاص من البنادق الآلية في الهواء لإبعاد المتظاهرين وحملهم على التفرق.
وشهدت الشوارع الرئيسية بمدينة طرابلس حالة من الكر والفر والمطاردات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين، بعدما اتسع نطاق الاحتجاجات وقيام المتجمهرين برشق القوى الأمنية بالحجارة وقنابل المولوتوف، الأمر الذي قوبل بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
وأصدر جهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة اللبنانية) بيانا دعا فيه المتظاهرين في مدينة طرابلس إلى التوقف عن محاولاتهم لاقتحام سراي طرابلس الحكومي والانسحاب الفوري من محيطه، محذرا إياهم من أن القوى الأمنية المكلفة بحماية المبنى ستضطر إلى الدفاع عن مراكزها بكل الوسائل المشروعة.
وأكدت قوى الأمن الداخلي أن المتجمهرين قد تمادوا في أعمال الشغب وخرق الباب الرئيسي للسراي في طرابلس ومحاولة الدخول من أكثر من جهة، ورمي المولوتوف على العناصر الأمنية إلى جانب إضرام النيران في عدد من السيارات.
وأشارت إلى أن هناك حالة من الإصرار لدى المتجمهرين على اقتحام السراي، وقيامهم برشق القوى الأمنية بقنابل المولوتوف والمفرقعات النارية، على نحو أدى إلى تعرض عدد منهم إلى الإصابة، مشددة على أنها ستتعامل بكل شدة وحزم وباستخدام جميع الوسائل المتاحة وفقا للقانون.
من ناحية أخرى، استقدم جهاز قوى الأمن الداخلي تعزيزات كبيرة من قوات مكافحة الشغب المزودة بالدروع وبنادق إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، والتي اندفعت صوب المتظاهرين تحت غطاء من الإطلاق المكثف للغاز المسيل للدموع، ونجحت في إبعادهم ومطاردتهم وكذلك إخلاء ساحة النور (ساحة عبد الحميد كرامي) من المتظاهرين لبعض الوقت.
من جانبه، أعلن الصليب الأحمر اللبناني أن المواجهات المستمرة أدت إلى سقوط 6 جرحى تم نقلهم إلى المستشفيات على الفور، إلى جانب إسعاف 46 مصابا آخرين في الأماكن التي أصيبوا بها على الأرض.