الجمعة 24 مايو 2024

لوحة في سطور| «الصرخة».. مشهد حقيقى فى حياة الفنان إدفارت مونك

فن28-1-2021 | 13:27

لا يقتصر التعبير عن المشاعر النفسية بالكلمات والعبارات الحزينة فقط، بل يمكن رسمها بالألوان لتظهر لنا لوحة حية تمس كل من يراها و يشعر بها،  وتمكن من ذلك الفنان النرويجي "إدفارت مونك" في لوحته الشهيرة المسماه بالصرخة في عام 1893، والتي تجسد القلق النفسي والدراما السوداء، و تعد من أشهر اللوحات العالمية بعد لوحة الموناليزا.

تظهر تفاصيل اللوحة في عدة عناصر رئيسية كلا منهم يرمز إلى معنى يقصده "مونك"، حيث نشاهد باللوحة خلفية نهر وسماء ملونة بالأحمر وشخص في مقدمة الجسر تبدو على ملامحه الذعر والقلق، وعلى مسافة منه يظهر شخصان يسيران على الجسر، كما يظهر البحر بلون قاتم ليصل المعنى المقصود للمشاهد.

يروي " مونك" في مذكراته أن اللوحة مستوحاه من مشهد حقيقي عايشه بالفعل، فحينما كان يسير مع صديقيه وقت الغروب، شعربضيق و كآبة، فبدت له السماء ملونة بلون الدم، فشعر بإرهاق شديد وجلس على سياج بجانب الطريق بينما أكمل الصديقان سيرهما، و أخذ ينظر للسحب التي تشبه الكرات الملتهبة و هي تضفي على البحر لون قاتم يميل إلى السواد، فانتابه الذعر و الخوف، حتى دوت صرخة تتردد في الطبيعة من حوله.

عبّرت لوحة الصرخة عن القلق النفسي و الكآبة التي يعشيها الشخص، وما يدور في نفسه من صراعات و تقلبات نفسية، حيث اعتمد "مونك" على الألوان القاتمة اللوحة للتعبير عن التشاؤم وهو ما يظهر في لون السماء والبح، كما أن المسافة بين العنصر الرئيسي في المقدمة و الشخصيات التي تظهر في الخلف يدل على الغربة التي يشعر بها الانسان عندما يصيبه الاكتئاب، وتبين أن ما يعايشه الانسان في حزنه يتعلق به فقط.كما يدل وضع اليد على الرأس على الارهاق والرغبة في الهروب من صوت القلق الذي يحاوطه.

فسرت "الصرخة" بتفسيرات متعددة جميعها تدور حول النظرة السودوية والمشاعر السلبية التي يعيشها الشخص، وحتى الآن تحتفظ اللوحة بشهرتها، حيث يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتجسد الواقع الحزين الذي يمر به الأشخاص في حالة الاكتئاب.