الخميس 21 نوفمبر 2024

كنوزنا

منذ 63 عامًا.. ليلى مراد تكشف كواليس أول لقاء مع أم كلثوم

  • 29-1-2021 | 23:49

طباعة

دأبت مجلة الكواكب قديما على نشر مذكرات نجوم الفن وكانت منهم الفنانة المطربة ليلى مراد، واليوم يمر 63 عاما على نشر الحلقة الثالثة من مذكراتها، حيث نشرت في عدد 29 يناير 1957، وفي تلك الحلقة تفاصيل وأسرار هامة عن أول أغنية لها من ألحان الشيخ زكريا أحمد وأول فيلم سينمائي شاركت فيه علاوة على اللقاء الأول لها مع أم كلثوم .. التفاصيل الشيقة في السطور التالية.

 

المطربة النائمة

بدأت ليلى مرات تتلقى الفن على يدي المطرب الكبير داود حسني، وهو الذي علمها التواشيح القديمة، وبدأ والدها المطرب زكي مراد تعليمها الأدوار القديمة والحديثة، وتعلمت العزف على العود على يد الأستاذ محمد صبيح عازف العود في تخت والدها، وحفظت ليلى الكثير من الأدوار وتمكنت من الغناء تماما، وجاء الوقت الذي يقدمها فيه والدها إلى الجمهور لتغني لأول مرة على مسرح رمسيس "مسرح الريحاني الآن"، وتولى المتعهد عمل دعاية مغرية تسببت في أقبال جماهير كثيرة ليستمعوا إلى الصوت الجديد.

 

كانت ليلى في ذلك الوقت صبية تقترب من الثانية عشرة عاما، فألبسوها حذاء بكعب عالي وجوربا طويلا برباط "أستيك" من أعلى، وكانت تلك الإضافات لتبدو أكبر من سنها حتى لا يظن الناس أنهم أتوا ليستمعوا إلى طفلة، ومن الطريف في الوصلة الثانية أن انقطع أستيك الجورب فرفعت فستانها أمام الجمهور لكي تربط الجورب، وضح الحاضرون بالضحك والتصفيق معا .. أما في الوصلة الثالثة، فقد بدأ النوم يداعب جفونهاـ وما أن انتهت الفرقة من عزف المقدمة الموسييقية حتى راحت ليلى في النوم، وسقطت من فوق المقعد على الأرض، وعاد الجمهور إلى الضحك والتصفيق وسمعت من يقول : "كفاية كده عليها .. دي مطربة كويسة".

 

الضحايا أول فيلم

بدأ المتعهدون يقبلون على ليلى مراد للغناء في الحفلات والمسارح، وحاولت الموازنة بين الندرسة وطريق الفن، لكنها تغيبت عن المدرسة طويلا، وأجبرها والدها على استذكار دروسها وقت فراغها، وجاء اليوم الذي أقبلت فيه السيدة بهيجة حافظ إلى مكتب زكي مراد الكائن في منزله، فقد رأت ليلى تغني في الحفلات وراقها مظهرها وقررت أن ترشحها للدور الثاني في فيلمها الجديد "الضحايا"، ووافق والدها على الفور فقد كان يتمنى أن يرى ليلى نجمة سينمائية، واتفق مع بهيجة حافظ على أن يقوم الشيخ زكريا أحمد بتلحين أغنياتها في الفيلم، وسعدت ليلى بذلك الإتفاق، فقد كانت من أشد المعجبين بزكريا أحمد وحفاظه على الأصالة في ألحانه الشرقية الأصيلة.

 

انتهى زكريا أحمد من وضع اللحن وتدربت عليه ليلى وتم دعوة السيدة بهيجة لتستمع إليه، ومن الوهلة الأولى اعترضت بأسلوب جاف وعصبية واضحة على اللحن، فدافعت ليلى عن لحن أستاذها لكن بهيجة أصرت على رفضها وطلبت تغيير اللحن، وغضبت ليلى ووالدها وأعلنت أنها لن تمثل الدور إلا إذا قبلت بهيجة لحن الشيخ زكريا كما هو، وهنا قررت بهيجة البحث عن وجه آخر يقوم بالدور مكان ليلى، وبعد ذلك جرت مفاوضات بين زكي مراد وبهيجة حافظ التي وافقت على أن تؤدي ليلى اللحن كما هو، وستقوم بالغناء في حفل داخل الفيلم، وكان الحن بعنوان "بكره السفر".

 

أول لقاء مع كوكب الشرق

امتدت شهرة ليلى مراد إلى الوجهين القبلي والبحري، وتسابق المتعهدون للإتفاق معها على إقامة حفلات في غواصم المحافظات ومراكزها، وهناك نالت إعجاب الجمهور، وتتذكر ليلى أن الهدايا الريفية كانت تنهال عليها في الفندق الذي تقيم فيه هي ووالدها وفرقتها، وكانت صفائح من الجبن والسمن البلدي، وفي البداية رفض زكي مراد الهدايا لكن مرسلوها كانوا يحلفون عليخ بالطلاق أن يقبلها.

 

في نهاية 1933 وبداية 1934 أصبحت ليلى مطربة معروفة، وكانت الحكومة قد ألغت الإذاعات الأهلية، وأنشأت محطة الإذاعة المصرية، وتتذكر ليلى أول وقوف لها أمام ميكرفون الإذاعة وكان في أول يوليو 1934، وكان ذلك بعد افتتاح الإذاعة بشهر واحد، ووضع والدها الأدوار التي ستغنيها على مصطفى بك رضاـ أصر الأخير أن تبدأ ليلى بموشحا قديما وهو "يا غزالا زان عينيه الكحل" وفي الوصلة الثانية غنت مقطوعة من ألحان زكريا أحمد .

 

وتروي ليلى مراد لقاءها الأول بالسيدة أم كلثوم، حيث كانت ليلى في الأستوديو لتذيع إحدى وصلاتها، فرأت الموسيقار محمد القصبجي يدخل غرفة المهندسين التي يقصلها عن الاستوديو حاجز زجاجي، وكانت معه سيدة لم تتبينها ليلى جيدا، وسمعت أحد العازفون معها يقول : أم كلثوم .. أم كلثوم .. ثم جاء والدها وهمس في أذنها قائلا: خدي بالك .. وغني كويس .. أم كلثوم بتسمعك بنفسها، غير أن ذلك أثار الفزع والاضطراب في نفس ليلى، فقد كانت توشك على غناء قصيدة لأم كلثوم وهي "أراك عصي الدمع"، فهاهي أشهر مطربة في مصر تجلس لتسمع ليلى مراد، التي زاد ارتباكها لولا أن همس لها أحد العازفون بعدة كلمات أعانتها على الثبات ، وراحت تدعو الله أن يمنحها القوة وأن تغني دون خوف وفزع.

 

انتهت ليلى من الغناء خرجت ليلى من الاستوديو لتجد أمامها والدها ومعه الشيخ محمد رفعت الذي حياها بحرارة وقال لها: يابنتي فكرتيني بالمغنيين العظام بتوع زمان .. انتي مطربة عظيمة .. وسمعت ليلى صوتها نسائيا يقول: دي حاجة عظيمة خالص .. برافو .. برافو .. والتفتت ليلي لتجد أمامها السيدة أم كلثوم التي مدت يدها لتحيتها لتهنيها، ثم جلست كوكب الشرق وجذبت ليلى لتجلس بجوارها وقالت لها : انتي صغيرة .. لكن برافو عليكي .. ولم تنس ليلى مراد ذلك اللقاء الذي انصتت فيه إلى نصائح كوكب الشرق لتحافظ بها على صحتها وصوتها، مع نصائح أخرى كان لها عظيم الأثر في حياة ليلى مراد.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة