تزخر السينما المصرية بالعديد من المواهب الفنية التي قدمت إرثًا كبيرًا للحياة السينمائية في مصر، ومع مرور الوقت ابتعدت عنهم الأضواء وأصبحوا في حالة وحدة حتى يتوفاهم الله في صمت تام بعيدًا عن الإعلام وصخبه، ومنهم من على قيد الحياة.

أثار عدد من الفنانين الكبار في الفترة الأخيرة جدلًا كبيرًا، وذلك بشكوتهم من أنهم أصبحوا "على الرف"، ووصفوا أنفسهم بأنهم أصبحوا منسيون تمامًا ولا يطلبهم أحدًا للعمل، حتى أن بعضهم وصل به الأمر على تأكيده أنه لن يرفض أي دور يعرض عليه حتى لو صغير، وذلك لأن الفن مصدر دخله الوحيد، وبعضهم أصبحوا في حالة وحدة حتى يتوفاهم الله في صمت تام.

- جورج سيدهم

بعد حريق مسرح "الهوسابير" أصيب الفنان القدير جورج سيدهم بأزمة قلبية، حزنًا على أمواله، حتى وصل به الأمر للسفر إلى لندن لإجراء تدخل جراحي استهدف تغيير أحد الشرايين، وكشفت زوجة "سيدهم" أنه يعاني من إهمال ولم يجد أي دعم، في وقتها، وبعدها خرج الفنان عن صمته معلنًا أن لا أحد يسأل عنه سوى عدد قليل من الأصدقاء الذين ما زالوا يتذكرونه حتى رحل بعد حالة نسيان تعرض لها من الإعلام.

- أمين الهنيدي

عقب سلسلة من العطاء الفني، اكتشف إصابته بسرطان المعدة، إلا أنه قرر الاستمرار في السينما في فترة الثمانينات، إلا أنه فور الانتهاء من تصوير آخر أفلامه “القطار”، توفي نتيجة سرطان المعدة، وبسبب وجود ديون على الفنان الراحل لم يتمكن أهله من استخراج تصاريح استلام جثمانه من المستشفى لدفنه لعدم امتلاكهم 2000 جنيه.

- يونس شلبي

روى الفنان يونس شلبي، قبل رحيله، عن معاناته من تجاهل الوسط الفني له في مرضه، "أجريت عملية زراعة شرايين في القلب مرتين في السعودية ومصر، والكثير من الفنانين تجاهلوني في مرضي، وزارني النقيب أشرف زكي، والقليل منهم يتصل بي هاتفيًا"، كاشفًا أن أسرته اضطرت لبيع ممتلكاتها في مسقط رأسه لعلاجه، وشدد "شلبي" على أن الفنان سعيد صالح وحسن مصطفى وغيرهم من الفنانين لم يتخلوا عنه في محنته، لافتًا أنه لم يحزن أو يغضب عندما لا يزوره أحد في محنته لأن الحياة مشاغل وفق قوله.

- المنتصر بالله

عاني الفنان المنتصر بالله، من جلطات عدة جعلته يفقد ثروته ويعيش على مساعدات بعض أقاربه، تجاهله زملاء مشواره الفني، وكتب رسالة لجمهوره قالتها زوجته على لسانه "افتكروني وافتكروا ضحكتي.. أنا عمرى ما نسيتكم"، لافتًة إلى أن أحدًا من المنتجين لم يفكر في أن يعرض عليه دورًا صغيرًا يستطيع من خلاله سداد ديونه والإنفاق على بناته، بعد أن تراكمت عليه الديون وباع كل ما يملك.

- يوسف فوزي

شكى الفنان المعتزل يوسف فوزي، من إهمال الوسط الفني، لافتًا إلى أن الفنان أشرف زكي، نقيب الممثلين، لا يتواصل معه منذ فترة طويلة، وتحديدًا منذ إعلان اعتزاله قبل عدة سنوات، وقال: "لا أحد يسأل عني، ليس هناك تواصلًا مع النقابة، في السنوات الأخيرة، منذ ابتعادي عن الساحة تقريبًا، خاصة أنني لست في حاجة للمساعدة: "عمري ما طلبت حاجة من النقابة خالص".

- محمد شرف

عاني الفنان محمد شرف، قبل وفاته بسبب تدهور حالته الصحية، وطلب يد العون من الجميع، حتى يتمكن من جمع أموال تساعده في إجراء عملية دقيقة في القلب، ولكن لم يساعده أحد في البداية.

- يوسف شعبان

قال الفنان يوسف شعبان أن غيابه عن الفن يعود لعدم عرض الأعمال عليه، مؤكدا أنه لا تعرض عليه اي أعمال سواء ذات مستوى جيد أو حتى دون المستوى، لافتا إلى أنه لم يعد أحد يرشحه للمشاركة في أي أعمال فنية، مؤكدًا أن التجاهل يطاله هو وأبناء جيله، من ممثلين وكتاب ومخرجين، معتبرا أن ذلك يعد تهميش لقوة مصر الناعمة.

- عبد الرحمن أبو زهرة

أثار الفنان عبدالرحمن أبوزهرة، تعاطف الجمهور بجملة مؤثرة عبر فيها عن معاناته من قلة الأعمال المعروضة عليه، حيث قال: "اعتبروني وجه جديد.. وجربوني".

وأضاف: "أتعرض لإهمال كبير من المخرجين الشباب، معرفش ليه بيجبونى ضيف شرف، وأنا من النوع اللي لو ممثلتش أموت، مش معنى إننا كبرنا في السن أن أعمالنا ماحدش هيشوفها من الأجيال التانية بدليل استمرار نجاح كثير من الأعمال القديمة لنا".

- رشوان توفيق

شدد الفنان الكبير رشوان توفيق، على أهمية عدم ترك الفنانين الكبار في منازلهم دون تقديم لهم أدوار تليق بهم وبقيمتهم الفنية، أن السينمات العالمية لا تتجاهل فنانيها الكبار بل تصدرهم كأبطال للأفلام رغم كبر سنهم، حيث تقدم لهم موضوعات تتناسب مع أعمارهم.

- حسن يوسف

عبر الفنان حسن يوسف، عن غضبه الشديد من المنتجين والمخرجين، لتجاهلهم للفنانين الكبار، والذين لهم قيمة كبيرة، بعكس باقي الدول، التي تقدر الفنانين الكبار حتى لو كانت أعمارهم تجاوزت الـ 90 عامًا.

- عادل الفار

عبر الفنان عادل الفار، عن حزنه خلال حلوله ضيفا ببرنامج "القاهرة اليوم"، الذى يقدمه الفنان إدوارد، وهو آخر من يعاني من التجاهل.

وكشف "الفار" عن حزنه بسبب عدم سؤال أصدقائه عنه، قائلا: "الأول كان الكل بيسأل دلوقتى محدش بيسأل عليا"، صحابى من الوسط خالد عجاج ومصطفى قمر وهشام عباس، دلوقتى محدش بيسأل عليا، خالد عجاج بتصل بيه مبيردش فبزعل جدا، وأتصل بيه تاني يرد ويقولي واحشني طيب لو أنا واحشك يا عم رد عليا، حسيت إن الوسط ده غدار لأن قبل كدا كان كله بيسأل عليا، وكله عايزينى، لما كبرت الدنيا مبقتش حلوة، وبقولهم لازم يبقى ود وحب وتواصل ونسأل على بعض ونشوف لو حد عنده مشكلة نحالهاله".