ربما لم تشهد تقنية الڤار في أي بلد في العالم جدلاً مثلما يحدث في ملاعب كرة القدم المصرية.. ليس لأننا نرفضها.. فقد كان كل أطراف اللعبة يطالبون بتطبيقها.. حتى جاءت اللجنة الخماسية بقيادة عمرو الجنايني ونجحت في إدخال"الڤار" إلى ملاعبنا.. ولعل ذلك كان الإنجاز الأهم للجنايني ورفاقه الذين قادوا اتحاد الكرة على مدار عام وبضعة أشهر..إلا أن هناك أسباباً أخرى لهذا الجدل.
تقنية (VAR) لمن لا يعرف اختصار لثلاث كلمات انجليزية هي: Video Assistant Referee..أي حكم الفيديو المساعد..ومهمته مساعدة طاقم التحكيم في تحقيق العدالة وتفادي الأخطاء-قدر الإمكان-لكننا في مصر للأسف الشديد تسرعنا في استخدام تلك التقنية دون تدريب كافٍ للحكام على استخدامها..ولا نوفر الكاميرات الكافية في الملاعب لإظهار الحالات الجدلية بشكل واضح في المباريات.. حتى يتسنى لحكام تقنية الفيديو مساعدة حكم الساحة بالشكل المطلوب.
أضف إلى كل ما ذكرته.. أسباباً أخرى تثير الجدل بإستمرار حول قرارات الڤار..تتعلق بثقافة اللاعبين والمدربين وباقي عناصر اللعبة في مصر..فكل قرار تصحبه اعتراضات بلا حدود على الحكم..لاعب يشد فانلته..وآخر يجذب سماعته..وثالث يشتمه حتى يذهب للتأكد من صحة قراره من الفيديو..وعندما يذهب الحكم إلى الڤار يحاصره المدربون والإداريون من الفريقين للتأثير على قراره..أما الجماهير فلا ترضى عن قرارات الحكام والڤار في كل الأحوال.
هذا هو الفارق الكبير أو ربما الفوارق الهائلة بيننا وبين"الشطار".. هؤلاء الشطار هم الأوروبيون.. الذين ننبهر بنجاحاتهم ونحاول تقليدهم في أشياء كثيرة.. خصوصاً كرة القدم.. لكننا نفشل بسبب فوارق الثقافة والعقلية..فمن المستحيل مثلاً أن تشاهد لاعباً مهما كانت نجوميته أو مدرباً مهما علا شأنه يعترض مثلنا على حكم.. أو يقف"فوق راسه"وهو يتأكد من صحة قراره في الڤار.. وقبل أيام قليلة استمتعنا بمباراة توتنهام وليفربول في الدوري الإنجليزي .. وشاهدنا الحكم مارتن أتكينسون صاحب الخبرة الكبيرة يلغي بمساعدة الڤار هدفاً لنجم توتنهام "سون"..ثم هدف آخر لنجمنا الرائع محمد صلاح..دون أن يجرؤ أحد على الإعتراض أو محاصرة الحكم وهو يشاهد اللعبة بمساعدة الڤار.
الفارق بيننا وبينهم سنوات ضوئية طويلة
لأن عندنا الڤار.. وعندهم الشطار!