الجمعة 22 نوفمبر 2024

أخرى

المطاعنة وأخواتها على أجندة الرئيس السيسى

  • 30-1-2021 | 23:19
طباعة

تعد المطاعنة من البلاد ذات امتداد تاريخي عريق؛ إذ تمتد من العصر الفرعوني مرورا بالفتح الإسلامي وحتى العصر الحديث، ففي الفتح الإسلامي تم تأسيس مسجد عمرو بن العاص الذي يعتبر شاهدًا على نضال أبناء المطاعنة عبر التاريخ.. كما تم تشييد قصرين في عصر الملك فؤاد ملك مصر والسودان، بالإضافة إلى إنشاء الكلية الحربية التي خرّجت قادة.


وكانت وما تزال المطاعنة قبلة العلماء ومنارة العلم فقد أنجبت من رحمها الأوائل من الأدباء والمثقفين والأكاديميين، وعلماء الأزهر الشريف وكذلك السفراء والسياسين والقضاة حتى أنها لقبت ببلاد "الألف قاض"، ولم تبخل المطاعنة بتقديم الشهداء والأبطال للدفاع عن أرض الوطن، منها (طفنيس المطاعنة)، التي لقبت بطفنيس الخير منذ زمن بعيد وعرفت لكل قادم إليها أنها عش الصالحين، ذات امتداد تاريخي عريق، أسس بها الملك فاروق قصرا ملكيا وسط مئات الأفدنة، وحظيت بثقة الرئيس جمال عبد الناصر لتكون مركزا للبحوث الزراعية، وظلت على الدوام ذات تأثير علمي وثقافي واجتماعي، أنجبت العلماء ورموزا أثروا وخلدوا في التاريخ، انجبت العالم الجليل الشيخ الأمير الحفني مدير عام الدعوة، وتم ترشيحه  لوزارة الأوقاف، ولكنه رفض وأصدر الرئيس جمال عبدالناصر آنذاك قرارا جمهوريا بتعيبنه إمام مسجد عبدالرحيم الفتاوى بقنا لأول مرة عبر التاريخ، وأنجبت من مثل مصر في المحافل الدولية ووصل لأعلى درجة في قطاع الطيران المدني، وخرج منها العالم الفذ والأكاديمي البارز والكاتب والمثقف الذي رفض وزارة الثقافة من الرئيس أنور السادات ليستمر كاتبا، وصفها الكاتب الكبير أنيس منصور طفنيس أجمل من باريس  في جريدة الأخبار في القرن الماضي.


وأيضًا قرية (أصفون المطاعنة) واحدة من مراكز العلم البارزة في التاريخ، قال عنها ابن بطوطة: "دخلت هذه القرية فوجدت فيها الفقه بأحكامه واختلافات مذاهبه، والتفسير بأركانه، والأدب برواياته، والشعر بأوزانه، وأنساب العرب حتى إن الناس وطلاب العلم يأتون من المنيا وأسيوط يأخذون الفتاوى من علماء أصفون وتؤخذ بفتيتهم".


وختم ابن بطوطة حديثه عنها بقوله: "إنها مدينة ظاهرة وبالعلماء زاخرة"، بها من الأثار الإسلامبة والفرعونية خلدت في كافة الكتب عبر كل الأزمنة، وقد حظيت على الدوام بتأثير ثقافي وسياسي، فقد وقّع أهل أصفون عريضة أُرسلت لسعد زغلول يعلنون فيها دعمهم لمطالبه وتأييدهم لثورة 1919، وأنجبت أول وزير للخارجية لجمهورية مصر العربية وقائد للأسلحة بالجيش المصري، وحظيت بتمثيل شبه دائم في برلمانات مصر المتعاقبة.


ومن قرى المطاعنة أيضا الكيمان التي تعتبر خط الدفاع الأول الشمالي عبر التاريخ، فكانت لحجاج بيت الله حامية وتصدت للمماليك وبشجاعتهم فروا هاربين من هيبتهم، واحتضنت شيخ العرب همام في كربته، أنجبت العلماء والدعاة وشيوخ الازهر والقضاة والسياسيين فمثل من رحمها عمدة المطاعنة في أول مجلس نيابي في تاريخ مصر مجلس شورى النواب عهد الخديوى إسماعيل، وأنجبت عميد الأدب المقارن الدكتور الطاهر مكي، أحد القامات الأدبية العريقة في العالم العربي، الذين خدموا الأدب وفنونه، بمصنفات جليلة القدر، تعددت بين تاريخ الأدب والنقد والترجمة وتحقيق التراث، والكتابة في المجلات الأدبية، وحدث أن زارها سعد باشا زغلول عام 1924، بعد أن بادر الأهالي في بناء مدرسة لتكون مبرر لنزوله إليها.


هذه مقدمة كان لا بد منها للتعريف بالمطاعنة وليدرك من يطالع سطوري أننا لا نتحدث عن كيان مستحدث أو امتداد عشوائي؛ بل عن جزء أصيل من تاريخ مصر وتطورها، ولأنها كذلك، فإن حالها شاهد على حال مصر عموماً، واجهت العديد من الأزمات والمشاكل دون ضجيج، أكثر البلاد التزامًا بالقانون ومواجهة الفتنة وأخونتها عبر التاريخ، أول من كشفوا حسن البنا على حقيقته بعد أن تسلل إليها عام 1936، ولفظت مرسي وكانت سببا في أن يحصل الفريق شفيق على محافظة الأقصر من بين جميع محافظات صعيد مصر، واجهوا أذنابهم الذين يحيكون شق الصف المطعني من خلال مشاكل مفتعلة لإحراج أجهزة الدولة بعدم الاستقرار، أشعلوا بين أبناء العم والأخوات في ما بينهم مشاكل التقسيم والاستحواذ والفرقة، سياسيا واجتماعيا وإشعال المشاكل الثأرية بين أبناء العم، وما حدث في مشكلة جبانة المسلمين خير شاهد على أهداف هؤلاء الفوضويين والغوغائيين الذين دأبوا لإثارة الفتنة والتقسيم ونشر الفوضى والنيل من هيبة الدولة، وتصدي أهلها على مر التاريخ وأصبحوا متماسكين ومرابطين حفاظا على كيانهم فهم جزء من الدولة المصرية خالهم هو حال مصر، ووقفوا في أصعب الظروف والمحن، ساهموا في كافة المشاريع الخدمية بالجهود الذاتية سواء كان في زمام قري المطاعنة أو خارجها، وسبقوا غيرهم منذ فجر التاريخ فأسس الأجداد، وتوارثت الأجيال العمل التطوعي، ضرب شبابها في ربوع قري المطاعنة مثالا للرقي والوعي والثبات في مواجهة فيروس كورونا وكان للجنة شباب طفنيس المطاعنة مثالا يحتذي به شهدت به مؤسسات حكومية ومجتمعية، وأنشئوا منظومة صحية بالجهود الذاتية وتعافي أكثر من 250 حالة عزل منزلي بالقرية وأكثر من 300 خارجها ، دشنوا حملة مسح طبي شامل لما يحدث في أي مكان آخر إلا من خلال مؤسسات، تبنوا حملات تبرع دم لصالح بنوك الدم، قدموا يد العون لمستشفيات عزل اسنا وصدر اسنا ووحدة الغسيل الكلي باسنا وعمارة العزل بالدير شرق إسنا بكافة المستلزمات الطبية، ولم يقفوا لهذا الحد دعموا الأجهزة الحكومية المختلفة أيضا في الوقت نفسه كانت في قرية.


واليوم تشهد قري المطاعنة تقدير وتكريم الدولة والقيادة السياسية في افتتاح مختلف المشاريع الخدمية من فروع لبريد إلكتروني في طفنيس والكيمان وسطيح ومراكز تموينية مميكنة بأصفون وكيمان المطاعنة، وشهدت فرع توثيق شهر عقاري طفنيس المطاعنة أيضًا، الذي ساهم بشكل كبير في خدمة خط الغرب وخاصة قرى المطاعنة بخلاف الخدمات المصرفية، وتستكمل المسيرة بالمشروع القومى لتطوير القري مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي حياة كريمة، التي تستهدف مياه الشرب والصرف الصحي والأبنية التعليمية وتبطين الترع والمصارف وقطاع الكهرباء والأزهر الشريف والوحدات الصحية ومراكز الشباب والرياضة ومدافن صحية، والتي حظيت جميع قري المطاعنة أصفون وطفنيس والكيمان والغريرة وتوابعهم بهذه المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتطوير القري والنجوع والعزب.

    الاكثر قراءة