السبت 23 نوفمبر 2024

فن

«إيران فاكهة محرمة».. فصل جديد من «أحجار على رقعة الأوراسيا»

  • 31-1-2021 | 10:43

طباعة

تنشر بوابة "الهلال اليوم" الجزء السابع من الفصل التاسع من كتاب "أحجار على رقعة الأوراسيا"، للكاتب عمرو عمار، والصادر عن دار «سما» للنشر والتوزيع، وجاء بعنوان "إيران فاكهة محرمة". 


إيران فاكهة محرمة


بالمنظور الأمريكي، ظل نطاق الجغرافية السياسية للدولة الفارسية، أحد المحاور الجيوسياسية الهامة لاستمرار الهيمنة الأمريكية على رقعة الأوراسيا؛ فهي تشكل عنصر توازن جيوسياسي وديني لآسيا الوسطى، في مواجهة تمدد النفوذ الروسي ما بعد الحقبة السوفيتية. 


وأن أي محاولة من قبل الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي، في استعادة دول آسيا الوسطى، سيحفز هذه الدول على الانتفاض بمساعدة جيرانها المسلمين في الجنوب، للدفاع عن استقلالها المكتسب حديثًا، كما أن سيطرة إيران على الساحل الشرقي للخليج العربي، كحاجز صد لأي تهديدٍ روسي للمصالح الأمريكية في منطقة الخليج العربي، يجعل منها لاعبًا جيوسياسيًّا مهمًّا لمصالح الولايات المتحدة.


أما طموح الخميني، ومن بعده الخامنئي، في استعادة أمجاد الدولة الفارسية بمناطق نفوذها القديمة، من أجل إقامة الدولة الإسلامية الإيرانية (الشيعية) فهذه الدولة المزعومة، تقوم بإيجاد المبرر الأخلاقي لإقامة الدولة اليهودية، حلم الكيان الصهيوني، من النيل إلى الفرات، وفق مبدأ ثيودور هيرتزل، وهو ما يعني توافق الأهداف الاستراتيجية بين كلٍّ من (إيران، إسرائيل، أمريكا) ولا مانع من الشد والجذب فيما بينهم، وهم ذاهبون لتحقيق هذه الأهداف، بشرط ألا يخرج النظام في طهران عن الخط المرسوم له.


دخلت ثورة الخميني في طهران عام 1979، في عدائها الظاهري مع أمريكا، من باب ضبط المصطلحات داخل المكون الإيراني، من أجل القضاء على التيار الماركسي الذي كان يسيطر على الشارع آنذاك.


فالولايات المتحدة في عصر (رونالد ريجان) هي من قدمت السلاح لإيران، إبان حرب الخليج الأولى، ما عُرف إعلاميًّا بفضيحة (إيران – كونتر) و(الجمهورية الإسلامية الإيرانية) تحت حكم ولاية الفقيه، هي من تحالفت مع (بوش الابن) في غزوها لأفغانستان عام 2001؛ فالتنسيق قائم مع أمريكا، ولا قلق من ناحية إيران، كما قال (كولين باول) وزير خارجية أمريكا، قبل غزو أفغانستان بستة شهور: "إيران لا تشكل خطرًا على المصالح الأمريكية في المنطقة".


وحينما اتهم الرئيس الأمريكي (بوش الابن) الدولة الإيرانية بمساندة الإرهاب، رد عليه الرئيس الإيراني (هاشمي رافسنجاني) قائلًا: "لولا إيران ما استطاعت أمريكا دخول العراق وأفغانستان (7)."


حدث كل هذا في توقيت تبني كليهما لغة الخطابة العدائية للآخر، إذ تعلن الولايات المتحدة الأمريكية أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة مارقة، وتضعها في مصاف دول محور الشر، بينما تصفها إيران في كل خطاباتها، بالشيطان الأعظم.


وأخيرًا يستلقي (باراك أوباما) على فراش الخامنئي، من أجل توقيع اتفاقٍ نووي مُعيب مع إيران في يوليو 2015؛ يسمح لإيران بامتلاك رؤوسٍ نووية، وصواريخ باليستية، في غضون عشر سنواتٍ قادمة، في مؤامرةٍ كاملة الأركان ضد ملوك وأمراء الخليج.