يولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، اهتماما غير مسبوق منذ تسلمه مقاليد الحكم، بالتراث المصري، جعل مصر محط أنظار العالم، وذلك بسبب دعمه الاكتشافات الاثرية المميزة والمشروعات و الإنجازات الفريدة وافتتاح وتطوير المتاحف على أحدث المستويات العالمية.
وحرص الرئيس السيسي على المشاركة في الحدث التاريخي لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير لعرضها بمقرها الدائم داخل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط واستقبال ملوك وملكات مصر الـ22 الذين تم نقلها وافتتاحه قاعة العرض المركزي بالمتحف على مساحة (2570 مترا مربعا) يأتي استكمالا لمسيرة الانجازات التاريخية غير المسبوقة والتى تحققت فى عهده، كما أنه يعد رسالة قوية مفادها إصرار مصر ، رغم مايمر به العالم من تخبط وركود بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد ، على مواصلة افتتاح المشروعات القومية في المجالات.
وتشارك شخصيات دولية وعالمية في الحدث وسط تغطية اعلامية عالمية حيث تقوم نحو ٤٠٠ قناة تليفزيونية محلية واجنبية بنقله على الهواء مباشرة، الى جانب قيام عدد من المواقع الإلكترونية بنقل هذا البث المباشر من خلال قناة اليوتيوب، وذلك ترجمة لما اعلنه الرئيس السيسي مؤخرا من ان مصر ستشهد نقلة حضارية وثقافية كبيرة ، حيث وجه بضرورة اهتمام أجهزة الدولة بتطوير المناطق الأثرية والمتاحف على مستوى الجمهورية بما يعكس مكانة مصر وحضارتها وتاريخها، وكذلك صيانة وترميم ثروة وكنوز مصر الأثرية والحفاظ عليها باعتبارها إرثا للحضارة الإنسانية جمعاء.
وشارك الرئيس السيسي على مدى 7 سنوات، في افتتاح العديد من المتاحف الأثرية فى مقدمتها متحف الفن الاسلامي فى يناير 2017 بعد إعادة تطويره وترميمه والذى طالته يد الإرهاب الغاشم بعد الانفجار الذى وقع أمام مديرية أمن القاهرة فى 24 يناير 2014 وامتدت آثاره المدمرة للمتحف ومقتنياته النادرة، والذي كان مؤشرا قويا لعودة الأمن والاستقرار لمصر.
كما افتتح الرئيس السيسي - في مارس ٢٠١٨ - متحف آثار مطروح، والذى يعد بانوراما لعرض القطع الأثرية للعصور التاريخية المختلفة والتى تمثل المنطقة، وهو الأول من نوعه فى ويضم حوالى 1000 قطعة أثرية من مختلف العصور.
وفي أغسطس ٢٠١٨، افتتح متحف سوهاج القومي بتكلفة 72 مليون جنيه، والذي يعرض 945 قطعة أثرية من حفائر المواقع الاثرية بالمحافظة، وكانت آخر الافتتاحات الأثرية للرئيس قصر البارون امبان بمصر الجديدة في 29 يونيو الماضي بعد انتهاء أول عملية ترميم وتطوير شاملة له بدأت منذ يوليو 2017، لتعود الروح له كمزار تاريخي مميز ويصبح معرضا يروي تاريخ حي مصر الجديدة.
وافتتح الرئيس السيسي - لأول مرة - 3 متاحف في أكتوبر الماضي وهي متحف شرم الشيخ، ثاني المتاحف الاثرية التي تستهدف دمج السياحة الشاطئية بالسياحة الثقافية ،بعد متحف الغردقة ، و تبلغ مساحته 192000 متر مربع، والثاني متحف كفر الشيخ القومي، ثاني المتاحف الاثرية في الدلتا بعد متحف طنطا، و يضم نحو 1200 قطعة أثرية ويقع على مساحة ٦٦٧٠ م٢، بتكلفة حوالي ٦٢ مليون جنيه ،والثالث متحف المركبات الملكية ببولاق الذي تم افتتاحه بعد اغلاق دام ١٩ عاما، من اندر المتاحف في العالم، حيث يعرض ٤٢ عربة الى جانب مجموعة من مقتنيات الأسرة العلوية ، بتكلفة ٦٣ مليون جنيه.
ويعد المتحف القومى للحضارة المصرية أحد أهم المشروعات القومية التى تتبناها الدولة، وتقدر تكلفة تطويره بنحو ملياري جنيه وفقا لما اعلنته وزارة السياحة والآثار ،فهو أحد أكبر المتاحف العالمية وكذلك المتحف الوحيد من نوعه فى مصر والعالم العربى والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يضم كل مظاهر الثراء والتنوع التى تمتعت به الحضارة المصرية خلال مختلف العصور بدءاً من عصور ماقبل التاريخ وحتى وقتنا الحاضر.
يقع المتحف في مدينة الفسطاط التي أنشأها عمرو بن العاص عام 640 م كأول عاصمة في الحقبة الإسلامية المصرية في وسط القاهرة على طريق الأهرام والتى تحتوى صروحاً ومواقع أثرية بارزة بما فيها قلعة صلاح الدين وجامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة وكنيس بن عزرا اليهودي.
وتعود فكرة إنشاء المتحف إلى عام 1982 عندما قامت منظمة اليونسكو بالإعلان عن حملة دولية لإنشاء المتحف القومي للحضارة ومتحف النوبة بأسوان، وفي عام 1999 تم اختيار الموقع الحالي لمتحف الحضارة بالفسطاط، وتم عمل الحفائر الأثرية بموقع المتحف في الفترة من 2000 حتى2005، وتم وضع حجر الأساس لمبني المتحف في عام 2002.
تبلغ مساحة المتحف نحو مساحة 33.5 فدان منها 130 ألف متر مربع من المباني، وفي 2017 تم افتتاح متحف الحضارة بشكل جزئى وذلك عن طريق افتتاح المعرض المؤقت حول الحرف التراثية فى مصر، بحضور إيرينا بوكوفا مدير عام منظمة اليونسكو.
وقام بتصميم المبنى الاستشارى المعمارى الدكتور الغزالى قصيبة، أستاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وتم تصميم قاعات العرض الداخلى على يد المهندس المعمارى اليابانى أراتا إيسوزاكي، ويشيد المتحف بتمويل مصرى كامل يتوزع ما بين صندوق إنقاذ آثار النوبة بنسبة 45 %، والمجلس الأعلى للآثار بنسبة 55 %، فيما تقدم منظمة اليونسكو الدعم الفنى فى مجال التدريب، والاستشارات حول كيفية تنفيذ المتحف بطرق علمية حديثة.
وتنفذ الدولة - حاليا - مشروعا قوميا تشارك فيه جميع الوزارات المعنية، لازالة عشوائيات منطقة سور مجرى العيون بالكامل و تطوير بحيرة عين الصيرة وانشاء عدد من الكباري و المحاور المرورية الجديدة لخلق محور جذب سياحى متكامل بين متحف الحضارة و الأثار الأسلامية الكثيفة بمنطقة الفسطاط حتى يستطيع السائح قضاء يوم كامل فى هذة المنطقة بعد تطويرها والقيام بجولة سياحية فى الاماكن المجاورة مثل مجمع الاديان و العديد من معالم المنطقة الأثرية .