الأربعاء 15 مايو 2024

تعزيز الهوية المصرية


محمد عبد الرحيم

مقالات6-4-2021 | 13:03

محمد عبد الرحيم

لا تقدم اقتصادي ولا تنمية حقيقية دون معرفة قيمة الهوية والانتماء للوطن، الانتماء والهوية في حد ذاته دافع نحو النجاح وتحقيق التنمية الاقتصادية، أخيرا وزارة التربية والتعليم قررت تدريس اللغة الهيروغليفية في المدارس وفقاً لقواعد خاصة وحسب كل فئة عمرية، وهو قرار رائع وطال انتظاره.

 كما سيتم للمرة الأولى في المتاحف المصرية استخدام تكنولوجيا متطورة لإبهار وجذب الزائر حيث تعاونت مكتبة الإسكندرية واليونسكو والمتحف القومي للحضارة المصرية لإنتاج عددًا من أفلام الحركة التي تعتمد على تحريك مجسمات ثلاثية الأبعاد للمقتنيات المعروضة بالمتحف بشكل ابتكاري مختلف، كما اقترح أن يكون هناك مزيد من المبادرات للابتكار واستغلال التراث الفرعوني والإسلامي والقبطي في مصر بمتحف الحضارة لعمل منتجات إلكترونية كالتطبيقات وأفلام ثلاثية الأبعاد، افتتاح متحف الحضارة بلا شك يرفع سقف الطموحات لتغير وجه القاهرة التاريخية وترميم والاهتمام بالعديد من الآثار الإسلامية والتي تعاني من إهمال منذ سنوات .

 يمكن القول أن هناك دول كثيرة في العالم ومن بينها دول عظمى تبحث عن هوية وطنية حقيقية بل وفي كثير من الأحيان تقوم علي التجنيس لكل المواهب من العالم ،مع وجود  درجة من درجات الاندماج والتقبل وعدم التشكيك في هذه المجتمعات، أن أبرز المكاسب الحقيقة لموكب المومياوات الملكية هو تعزيز قيمة الهوية المصرية، قد نجد كل ما نبحث عنه في التاريخ دروس وقصص ملهمة، فالاهتمام بدراسة التاريخ المصري القديم و كيف كان النظام في مصر القديمة وكيف كانت النظم الإدارية والحياة اليومية وكيف تم حل المشاكل ما هي ابرز الإسهامات في العلوم والزراعة وغيرها من فروع الحياة .

ظهرت بعض الانتقادات لموكب المومياوات وصاحب ذلك جدل نقاشات حول الانتماء والهوية بين هل نحن عرب ولا فراعنة ؟ الجواب بكل بساطة أن مصر دولة مهمة لكل الديانات السماوية "اليهودية والمسيحية والإسلامية "، فالسيدة هاجر كانت مصرية وهو أم سيدنا إسماعيل أبو العرب وقصتها الشهيرة والتي أصبحت جزء من مناسك العمرة والحج، النبي يوسف عاش بمصر والنبي موسي عاش بمصر وسيدنا عيسي عاش بمصر وسيدنا محمد تزوج مصرية، بما يعني أن مصر ركيزة إنسانية في التراث البشري وكل الأديان السماوية .

"مصر" لها شخصية فريدة لها مكونات علي مر العصور والتاريخ  فهناك "القدماء مصريين، يونان، رومان، عرب وحتي التاريخ الحديث وأسرة محمد على"، لا يمكن أبدا احتكار فئة لتاريخ مصر، الحقيقة الوحيدة أن التاريخ جامع لإسهامات كل مرحلة وكل فئة، عبقرية مصر الفريدة تكمن في "التنوع" والتسامح، وبالتالي بدون أي تحيز المصريين غير شعوب المنطقة لأننا ببساطه متعددين في التراث والثقافة والتاريخ وحتى الجغرافيا فمصر دولة أفريقية وجزء من مساحتها في قارة آسيا وقريبة من أوروبا ، مصر والمصريين  حالة استثنائية لا يمكن القياس عليها ، كل ما عليك أن تفخر انك "مسلم أو مسيحي" عربي أفريقي أسيوي وفي النهاية حفيد القدماء المصريين، لا تعارض إطلاقاً بين الوطنية والدين  فحب الوطن عبادة، لا يوجد أي تعارض على الإطلاق في الانتماء بل بالعكس عليك أن تفخر أنك مصري "صاحب مزيج حضاري وإنساني مدهش وفريد ".

Dr.Radwa
Egypt Air