تشهد الأسواق في شهر رمضان إقبالا كبيرا من الشعب المصري على السلع والمنتجات التي تكفيهم عدة أشهر، تتزايد قوة الشراء قبل الشهر الكريم حتى يتيح للناس إمكانية التخزين، كما أن رمضان لم يصبح شهر صوم بل أصبح شهر الاستهلاك والشراء، لذلك نرى العديد من البيوت التي تعد الكثير من الأصناف المختلفة على مائدة الطعام الذي يتبقى منها الكثير ليلقي بها في القمامة، بعد ما كان هذا الشهر يدعو إلى العبادات والتقشف تحول إلى هوس شرائي للمنظرة والتفاخر، ولكن إذا نظرنا من الناحية الأقتصادية تتحول السلبيات إلى إيجابيات إذا كانت الدولة تستغل عادات وسلبيات الشعب المصري لتوفير لهم العديد من المنتجات والسلع المحلية لتعود بالنفع على الاقتصاد المصري.
وأوضح خبراء أن الخطورة في الهوس الشراء هو شراء السلع المستوردة، ولكن السلع المستوردة لم تكن مثل الماضي فجميع دول العالم يعانون من نقص في السلع الاستهلاكية، بسبب أزمة جائحة كورونا المستجد، موضحة أن معظم السلع الموجودة الأن هي سلع محلية مصرية تعود بالنفع على الاقتصاد المصري، موضحين مساوئ تصرفات المسلمين في الشهر رمضان من خلال الشراء والاستهلاك الكبير، بأنه صورة إيجابية للمحرك الاقتصادي إذا كانت من منتجات الدولة محلية.
زيادة القوة الشرائية
وفي السياق، قالت بسنت فهمي الخبيرة الاقتصادية، إن رغم الظروف التي تمر بها البلاد من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد إلا أن المصريين مازال عندهم هوس شراء السلع والمنتجات وكون أن الشعب يستطيع الشراء في هذه الأزمة تعتبر نعمة للتجار، موضحة أن زيادة القوة الشرائية هي زيادة أعمال الخير في الشهر الكريم، وذلك من خلال ملاحظتها ومتابعتها السوبرماركتات الكبيرة من خلال شراء الناس الكراتين والشنط الضخمة تدل انها ليست للعائلة بل أيضا للأعمال الخيرية.
وأوضحت ، فهمي لـ«دار الهلال»، أن زيادة الشراء الغرض منها هو الاستقرار المجتمعي لأن هناك العديد من الناس ظروفها صعبة خاصة في الأزمة التي نعيشها الأن من انتشار جائحة كورونا، وذلك نتيجة ترك بعض الموظفين العمل وإغلاق بعض المحلات في هذه الازمة ما ادى إلى أزمة كبيرة في اقتصاد بعض العائلات.
تحريك عجلة الإنتاج
وأكدت، أن من خلال سؤالها لبعض المسؤولين في السوبر ماركتات الكبيرة، وكان ردهم دائما أن الجزء الأكبر من الشراء هو الكراتين والشنط للأعمال الخيرية، موضحة أن هذا شئ إيجابي لتحريك السوق في تشغيل المصانع وإعادة فرص العمل مرة أخرى بعد الركود الاقتصادي الذي شهدته خلال الفترة الماضية، طالما المنتجات التي يتم شرائها محلية تزيد وتنفع الاقتصاد المصري
خطورة الهوس الشرائي
وأضافت، أن الخطورة في الهوس الشراء هو شراء السلع المستوردة، ولكن السلع المستوردة لم تكن مثل الماضي فجميع دول العالم يعانون من نقص في السلع الاستهلاكية، بسبب أزمة جائحة كورونا المستجد، موضحة أن معظم السلع الموجودة الأن هي سلع محلية مصرية تعود بالنفع على الاقتصاد المصري ولا تضره، موضحة أن اقتصاد رمضان الاستهلاكي ينتقده الكثيرين لأن رمضان يعتبر شهر حض النفس والزهد والتقشف والالتزام واستشعار الألم الجوع الذي يحس بة الفقير في أيامه العادية، ولكن يجب على الدولة أن تحقق الهدف منها في تنشيط وتحريك السوق نحو النمو حتى لا تقع مساؤى وسلوكيات الناس الشرائية فريسة لجشع التجار.
تصرفات المسلمين
ومن جانبه قال رشاد عبده الخبير الاقتصادي، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، إن مساوئ تصرفات المسلمين في الشهر رمضان من خلال الشراء والاستهلاك الكبير، يعد صورة إيجابية للمحرك الاقتصادي إذا كانت من منتجات الدولة أي المنتجات المحلية وتكون بصورة سلبية للاقتصاد إذا كان الاستهلاك على المنتجات المستوردة من الخارج.
وأوضح، عبده، لـ«الهلال اليوم»، أن أحد المعاير التي تنعش الاقتصاد هو الطلب على المنتج المحلي أكثر من المنتج المستورد، ما يدفع عجلة إنتاج المصانع والمزارع لعديد من المنتجات والسلع ما يدفع إلى توفير فرص عمل تعمل بكامل طاقتها لزيادة النمو الاقتصادي، كما أن هذا ما نسمية في علم الاقتصاد هو الاستغلال لثورة البشرية لإنتاج.
العملات الأجنبية
وأشار عبده إلى، السلع المستوردة من الخارج تعد أسوأ مشكلة في الاقتصاد لأنها تعتمد على الاستيراد بالعملات الأجنبية ما ينتج عنه نقص في العملة الأجنبية لدى الاقتصاد المصري، موضحا أن مصر تعاني في هذه الفترة بنقص في العملات الأجنبية، لذلك الترويج للمنتجات المحلية يعد مكسب أكبر لدى المزارعين والمصانع التي تعود بالنفع على الدولة.
أضاف، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، أن منظومة الإنتاج تعتمد على منتج وموزع وتاجر ومستهلك، لذلك لا يجب على الأطراف تستخدم الاستغلال في ارتفاع أسعار السلع والمنتجات، موضحا إذا كان هناك طرف مستغل يسبب مشاكل كبيرة لجميع الأطراف، موضحا بمثل أن أسعار الفواكة والخضروات في الريف تكون بسعر أقل من سعر المدن والعواصم، موضحا أن هذا يعتمد على جشع التجار الذي ينقلها إلى المدن بسعر غالى في نفس الوقت الفلاح لم يستفاد من هذه الأسعار لانه يبيعها بنفس سعرها في بلده بالريف، ذلك دائما يكون الوسيط هو الأكثر استغلالا في ارتفاع أسعار السلع ما يؤدي إلى ظلم كبير لبعض الاطراف، فإذا الدولة قامت بفرض ضوابط على هذه السلع ينتج عنه صورة إيجابية كاملة الاقتصاد الدولى.
المنظرة والافتخار
اختتم، أن أكثر سلبيات المصريين هو حبهم إلى جانب المنظرة والافتخار ما لديه من أكلات ومشروبات كثيرة من الصعب هضمها في يوم أو يومين وذلك لتبين أنهم ناس كرماء يكرمون الضيف بشكل فوق الحد الطبيعي رغم أن الكرم صفة من صفات الإسلام لكن ليست بهذه الطريقة، لأن في الأخر ترمى هذه الأكلات في سلة المهملات، ما يعد إسراف وتبذير ولا يوجد دين أو مجتمع يدفع الشخص برمي النعم في القمامة.