الأربعاء 22 مايو 2024

«استشاري نفسي»85% من الأسر المصرية تغير عاداتها الغذائية بشهر رمضان

استشاري نفسي 85 من الأسر المصرية تغير عاداتها الغذائية بشهر رمضان

اقتصاد10-4-2021 | 21:51

مرنا سامي

قال وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن السلوك الاستهلاكي يثار السؤال عنه بشكل دائم، لأن حجم استهلاك المصريين من الأكلات والمشروبات في العام الرمضاني الماضي 2020 يصل إلى 672 مليار جنية وهو ما يعادل 50 مليار جنيه في الشهر، علما أن هذا المعدل لا يقف عند ذلك الحد بل يرتفع في شهر رمضان من 80 إلى 100 مليار جنية نظرا لإحصائيات وزارة التموين المصرية، موضحا أن المواطن المصري ينفق حوالي 3 مليار جنيه للسلع الغذائية.
 

وأوضح، هندي، في تصريحات خاصة، لـ«دار الهلال»، أن هناك 39% من طعام المصريين يذهب إلى القمامة، وذلك حسب الإحصائيات المصرية، علما أن الاستهلاك الشرائي لا يتوقف في شهر رمضان عن شراء السلع الغذائية بل شمل استهلاكات أخرى منها: فوانيس وزينات يتم استيرادها من الخارج ابتهاجا بالشهر الكريم ولكن هذا الاستهلاك يتعارض تماما مع الشهر الفضيل، موضحا الأسباب التي تجعل الأشخاص يتصرفون بهذه الطريقة الجشعة في الاستهلاك سواء بالسلع الرمضانية أو الترفيهية، وذلك يأتي في إطار يسمى بالخواء الروحي لتفريغ شهر رمضان من فواحا الروحية والقيمية، وتصوير الطعام وعرضه على "السوشيال ميديا، والفيس بوك، والانستجرام".

 

وأضاف، أن الأكلات والمشروبات التي تعرض على السوشيال ميديا وبرامج التلفزيون تعطي شعور للناس للتجويد في الطعام وعرضه مثل أصحاب السوشيال ميديا، ما يثير غرائز ودوافع المواطن في شراء سلع جديد للابتكار في طبخ الطعام والواجبات كما يحدث في برامج التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، كما أن في الماضي  "الدجاجة تطبخ بطريقة معينة بالبيئة المصرية، ولكن من خلال متابعة البرامج ومواقع التواصل، جعلت الدجاجة تطبخ أكثر من طريقة ووصفة"، ما جعل الناس يشترون الكثير من البهارات والأشياء التي تصنع أكثر من وصفة من خلال طعام واحد.

 

وأشار، هندي، إلى في هذا الشهر تبدأ عادات سيئة لإعلاء قيم التفاخر والتباهي، والخلط في المفاهيم بين الكرم وسفه السلوك بالأنفاق، وياتي ذلك السلوك في إطار التباهي بأنواع وأشكال الطعام أمام الضيوف، علما أن ما يجعل الأنسان ينفق الكثير من الأموال في شهر رمضان هو ما لدية من انخفاض في مخزون الموجودات، محاولة لتعويضه النفسي في نظر الناس إليه بنظرة تضخمية، موضحا أن ارتفاع نسبة الدعاية للمطاعم والمصانع مثل: « جنة جنة أه جنة»، ما يدفع المواطن إلى شراء السلع الإعلانية.

 

وأردف أن في بعض الأحيان تكون شراء السلع هو الغيرة من المقربين، مثل غيرة الزوجة أو الزوج من الكميات الرهيبة التي توجد عند الأقارب والجيران، فيبدأ الشخص يغير من هذه الرفاهية ليبدء هو أيضا في شراء بكميات كبيرة، علما أن هناك أعمال خيرية رمضانية تقلب إلى تظاهر وتباهي في حالة الغيرة من الآخرين لعمل موائد رحمان لإطعام الفقراء ليقوم الشخص بأفضل ما عنده في تقديم الأعمال الخيرية والتي تجعله في سباق مع هذه الاشخاص.

 

وأكد، أن  الاستهلاك الشهري سواء في «الكهرباء، الصحة، المواصلات،...»، لا يضاهي حجم الاستهلاك الغذائي الذي يقدر بـ15% من حجم الاستهلاكات الشهرية واليومية ليرتفع إلى 80% بـ شهر رمضان الكريم، دون الاستهلاكات الضرورية مثل المواصلات، موضحا قيمة أنفاق اللحوم بشهر رمضان التي تتجاوز 30 ألف طن وهو يعتبر زيادة 70% عن حجم الاستهلاك الطبيعي.

 

واختتم، أن  السكر يستهلك 175 ألف طن في الشهر، ليرتفع إلى 250 ألف في شهر رمضان، كما أن الزيوت تستهلك 65 ألف طن لترتفع إلى 75 ألف طن، ولا تتخيل أن المصريين يستهلكون الكثير من رغيف العيش والذي يصل استهلاكه إلى 35 مليار جنية رغيف، موضحا أن هناك 85% من الأسر المصرية تغير من عاداتها الغذائية في شهر رمضان لتكون عادات استهلاكية من «لحوم ودواجن ومشروبات، وحلويات وياميش»، موضحا أن "البطة هي الراعي الرسمي للمواطن المصري وكأنها طقوس في شهر رمضان "، موضحا أن الاستهلاك الرمضاني تجاوز الحد الطبيعي لدرجة تناولت مواقع التواصل الاجتماعي في الشهر الماضي فاتورة لأحد الأشخاص الذي كان يتناول السحور في  أحد الفنادق لتصل ألف جنيه، ولكن ليس الغريب بأن الفاتورة 1000 جنية فقط ولكن الغريب أن الحجز كومبليت.