الإثنين 10 يونيو 2024

احتدام السباق لخلافة ميركل في ألمانيا

ميركل

عرب وعالم11-4-2021 | 15:10

دار الهلال

يحتدم السباق لخلافة أنجيلا ميركل في ألمانيا، اليوم الأحد، في معسكرها المحافظ الذي يجمع المرشحَين المحتملَين المتنافسَين في اجتماع مغلق، قبل ستة أشهر من الانتخابات التشريعية.


والسؤال المتداول حاليًا: مَن بين أرمين لاشيت زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وماركوس سودر رئيس الحزب الحليف البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي، سيخوض السباق لقيادة الحملة والمحتمل أن يصل إلى المستشارية؟


ولم يعلن أي من بينهما رسميًا ترشيحه بعد. لكن رغبتهما في الترشح لم تعد موضع شكّ وقد وعد المحافظون بحسم المسألة "بين عيدَي الفصح والعنصرة" (24 مايو)، فيما تتزايد الضغوط.


وكانت ميركل قد قررت مغادرة السلطة عقب انتخابات 26 سبتمبر المقبل، بعد 16 عامًا في الحكم، ما سيفتح المجال لحقبة جديدة.


ودعا زعيم كتلة المحافظين النافذة في مجلس النواب رالف برينكهاوس، حتى إلى جدول زمني مكثّف مع إصدار قرار في الأسبوعين المقبلين.


والهدف من ذلك، إخراج الحزب من المأزق الذي يمرّ به في أسرع وقت ممكن، إذ إن نهاية عهد ميركل تتحوّل إلى محنة بالنسبة للحزب، إلى حدّ تعريض انتصاره في الانتخابات التشريعية الذي كان يبدو مضمونًا قبل بضعة أشهر، للخطر.


وبعد إدارتهما غير المنتظمة لأزمة الجائحة العالمية وتكبدهما انتكاسة انتخابية في اقتراعين محليين مؤخرًا، يواجه الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، فضيحة اختلاس أموال مرتبطة بشراء كمامات طبية.


وبلغ الاضطراب ذروته كما تكشف استطلاعات الرأي الأخيرة: إذ إن تحالف الحزبين لا يحصد حاليًا سوى بين 26% و28,5% من الأصوات، أي أقلّ بعشر نقاط من شعبيته في فبراير الماضي.


وبات حزب الخضر ينافس المعسكر المحافظ بعد أن سجّل ارتفاعًا في شعبيته منذ الانتخابات الأوروبية عام 2019، وهو الذي يتطلع إلى انتزاع المستشارية من الاتحاد الديمقراطي المسيحي.


وبذلك يصبح اختيار المرشح المحافظ أمر بالغ الأهمية. ومن غير المتوقع أن تُحسم المسألة اليوم الأحد خلال اجتماع الكوادر الرئيسيين في الكتلة البرلمانية الذي ستشارك فيه ميركل.


لكن التحالف قد يعطي مؤشرات إلى التوجه العام، في وقت سيُدعى المرشحان المحتملان إلى تقديم رؤية كل منهما للمستقبل.


وكتبت صحيفة "سودّويتشه تسايتونج" أن هذا الاجتماع للبرلمانيين سيكون "نوعًا من الامتحان للترشيحات". واعتبرت صحيفة "بيلد" الألمانية أن عطلة نهاية الأسبوع الحالي ستكشف "الحقيقة".


ومن المقرر أن يُعقد مؤتمر صحفي بعد ظهر اليوم يشارك فيه لاشيت وسودر.


وتُظهر استطلاعات الرأي أن ماركوس سودر، رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي يتقدّم على منافسه، إلا أن في ألمانيا لا يتمّ انتخاب المستشار من خلال الاقتراع العام المباشر بل من قبل النواب. وأفادت قناة "آ ار دي" الرسمية بأن 54% من الناخبين يعتبرون أنه مرشّح جيّد. أما بالنسبة للمرشح أرمين لاشيت، فهو لم يحصل سوى على 16% من الأصوات.


لكن عمومًا تعود مسألة طرح المرشح إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الحزب الأقوى في التحالف، إذ إن الاتحاد الاجتماعي المسيحي ليس سوى حزب إقليمي. ونجح هذا الأخير مرتين منذ الحرب في تمثيل المعسكر المحافظ كاملًا في الانتخابات، إلا أنه واجه انتكاستين.


ومن جهته، يواجه أرمين لاشيت الذي انتُخب منذ يناير الماضي، فقط على رأس الاتحاد الديموقراطي المسيحي النكسة تلو الأخرى. فقد أثار موقفه الأخير من إغلاق صارم لكن مدّته قصيرة بهدف السيطرة على الموجة الثالثة من جائحة كوفيد-19، انتقادات وحتى سخرية.


وقال ماركوس سودر إن "مرشح الاتحاد الديمقراطي المسيحي- الاتحاد الاجتماعي المسيحي، لن يحقق نجاحًا بدون دعم ميركل".


ومسألة تعيين مرشح ملحة للغاية في نظر الاتحاد الديمقراطي المسيحي إذ إن الحزب الاشتراكي الديمقراطي سبق أن حسم المسألة منذ أشهر عدة، باختياره وزير المالية الحالي أولاف شولتز. أما حزب الخضر فمن المقرر أن يعين مرشّحه في 19 أبريل الجاري.

الاكثر قراءة