قد يبدو الاهتمام بالتفاصيل أمر مزعج لدى البعض، فيما يعتبره أصحاب الأعمال مهارة واضحة، ويرون أنه يحسن من إنتاجية مكان العمل وكفاءته؛ لذا تهتم بعض الشركات بتوظيف النساء في الأعمال، فطبيعة المرأة هي الاهتمام بالتفاصيل بينما يهتم الرجل بالصورة الكلية للأمر. وطبقًا للدراسات هناك اختلاف طبقا للنوع، فالنساء أكثر قدرة على التواصل من الرجال وأكثر قدرة على تفسير الإشارات غير اللفظية ربما يرجع هذا لطبيعة المرأة التي تهتم بالتفاصيل الدقيقة أكثر من الرجال.

وقد أثبتت الدراسات أن المرأة لديها قدرة أكثر على التواصل لأن مخ المرأة به ما بين 14 إلى 16 منطقة لتقييم سلوكيات الآخرين مقابل 4-6 مناطق في مخ الرجل. هذه المناطق تساعدها على الاهتمام بالتفاصيل وتمكنها من التحدث في أكثر من موضوع في نفس الوقت وتستخدم أكثر من نبرة صوت لكل موضوع.

وتساهم لغة الجسد في توصيل الرسائل اللفظية وطبقًا للعالم ألبرت ميهرابيان يمكننا تقسيم الرسائل التي نرسلها للأشخاص إلى  7% كلام، و 38% نبرة الصوت والباقي أي 55% عبارة عن حركات وإيماءات وإشارات ترافق الرسالة اللفظية، حيث نتفق جميعًا على أن الكلمات تستخدم لنقل وتوصيل المعلومات، فيما تستخدم لغة الجسد للتأكيد على الرسائل اللفظية واحيانًا كبديل عنها.

والمرأة لديها القدرة على تفسير هذه الإشارات اللفظية وتذكر تفاصيلها والربط بين الكلام اللفظي والحركات والاشارات واكتشاف إذا ما كانت متناقضة أم لا ، كما أنها ماهرة في جعل هذه الرسائل غير متناقضة، فلغة الجسد في كثير من الأحيان تعمل على إنقاذنا من التفوه بما لا يجب، فداخل الإنسان ونفسه عميق لذا قد يقول بالكلام شيئاً عكس ما بداخله، فما يقوله الفم ليس بالضرورة ما يقوله الجسد، وهنا يستخدم العقل لغة الجسد كنوع من أنواع التنفيس عما بداخل هذا الإنسان، فأحيانا يتصرف العقل الباطن أو اللاوعي تلقائيا وبشكل مستقل عن الكلام مرسلاً إشارات متناقضة.

* المستشار الإعلامي لجامعة بني سويف