أظهرت نتائج دراسة جديدة أجريت على الفئران أن مادة كيميائية معروفة بحماية الخلايا العصبية تعمل على إبطاء " الجلوكوما " ( المياة الزرقاء) ، وهو السبب الرئيسي للعمى الذي لا يمكن علاجه.
فقد أفاد باحثون فى كلية الطب جامعة " نيويوك " ، بأن الدراسة الحالية تركز على السائل المائى داخل العين الذى تعتمد عليه وظائفها عليه .. بحسب الباحثون فإن ضغط السوائل يمكن أن يتراكم لدى مرضى "الجلوكوما"، مما ، مما يؤدي إلى تآكل خلايا العين والأعصاب التي تربطها بالدماغ .. مع ذلك ، فقد أظهرت الدراسات السابقة أن الحالة تستمر في التدهور حتى بعد السيطرة على ضغط العين .. هذا ، فى الوقت الذى لا تزال فيه العلاقة بين تراكم ا الضغط وضعف البصر غير مفهومة .
أظهرت الدراسة الحالية ، التى نشرت نتائجها فى عدد إبريل من مجلة "العلاجات الصعبية" الطبية، أن أخذ مركب "سيتيكولين" ( citicoline) ، قد أعاد إشارات العصب البصري (العصبي) بين الدماغ والعين إلى مستويات شبه طبيعية في فئران الدراسة .. هذا، وينتج ،" السيتيكولين" بشكل طبيعي في الدماغ ولكنه متاح أيضًا تجاريًا ، وهو مصدر رئيسي للكولين ، وهو لبنة بناء في الأغشية التي تبطن الخلايا العصبية وتعزز الاتصال بالخلايا العصبية .. أكدت نتائج الدراسة الحالية ما تم التوصل إليه فى السابق بأن إرتفاع ضغط العين يساهم في تلف الأعصاب في الجلوكوما ( المياة الزرقاء) .. كما أظهرت أيضًا أن " سيتيكولين" يقلل من فقدان البصر لدى الفئران دون تقليل ضغط السوائل في العين .. قال الدكتور" كيفن تشان"، أستاذ مساعد فى قسم طب العيون فى جامعة "نيويورك": " "تشير دراستنا إلى أن مركب" سيتيكولين" يحمي من الجلوكوما من خلال آلية مختلفة عن تلك المستخدمة في العلاجات القياسية التي تقلل ضغط السوائل" .. و " نظرًا لأن الجلوكوما يقطع الاتصال بين الدماغ والعين ، فإننا نأمل في تقويته بأنواع جديدة من العلاجات ".
ووفقًا لمؤسسة الجلوكوما الوطنية ، يعاني أكثر من 3 ملايين أمريكي من الجلوكوما ، لكن نصفهم فقط يعرفون أنهم مصابون بالفعل. في الولايات المتحدة ، هناك أكثر من 120.000 شخص مصاب بالعمى بسبب المرض. بالإضافة إلى ذلك ، تقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 60 مليون شخص يعانون من الجلوكوما في جميع أنحاء العالم .. تساعد النتائج المتوصل إليها العلماء على فهم كيفية عمل الجلوكوما بشكل أفضل وتضيف إلى الأدلة السابقة على أن سيتيكولين قد يقاوم المرض فرص الإصابة ب "الجلوكوما" ( المياة الزقاء ) .. يأتى ذك فى الوقت الذى حذر فيه عدد من الباحثين من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل اللجوء إلى مكملات سيتيكولين لعلاج الجلوكوما لدى البشر ، حيث لم تثبت بعد الأدوية التجارية فعاليتها الكاملة في التجارب السريرية .. للمضي قدمًا ، يخطط الباحثون للتحقيق في أصل انخفاض الكولين لدى الأشخاص المصابين بالجلوكوما وكذلك كيفية عمل سيتيكولين لإصلاح الضرر.