تقدم بوابة «دار الهلال» خلال أيام شهر رمضان المبارك، قصصا مضيئة عن الصحابة رضي الله عنهم، وتقدم كل يوم شخصية مختلفة، وتوضح بصماتها الغائرة في تاريخ الإسلام، وكيف كان منهاجهم وهديهم في صيام أيام رمضان، وشخصية اليوم هو الصحابي أنس بن مالك.
"أنس بن مالك"
كان للصحابي أنس بن مالك، مواقف تتعلق بالشهر الكريم، وعاداته المتعلقة بصيام شهر رمضان، وما ورَد في صحيح مسلم عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في رمضان، فجِئت فقُمت إلى جنبه، وجاء رجل آخر فقام أيضًا، حتى كنا رهطًا، فلمَّا حسَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّا خلفه، جعل يتجوز في الصلاة، ثم دخل رَحْله، فصلى صلاة لا يصليها عندنا، قال: قلنا له حين أصبحنا: أفطِنت لنا الليلة؟ قال: فقال: نعم، ذاك الذي حملني على الذي صنَعت، قال: فأخذ يواصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذاك في آخر الشهر، فأخذ رجال من أصحابه يواصلون، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "ما بال رجال يواصلون؟ إنكم لستُم مثلي، أما والله لو تمادَّ لي الشهر، لواصلت وصالاً يَدَع المتعمقون تعمُّقهم".
في هذا الموقف دلالة على حرص أنس بن مالك - رضي الله عنه - على الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم وذلك تيمنا بقول الله سبحانه وتعالى "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا".
ويتضح لنا ان الصحابة جميعهم كانوا يحاولون الاقتداء بالرسول الكريم ويتبعون نهجه وسنته في الصيام والصلاة في كل الأيام وعامة وفي شهر رمضان خاصة، من أجل نيل الثواب العظيم ورجاءً في التقرب إلى الله سبحانه وتعالى وابتغاء مرضاته بالعبادات الصالحة المخلصة لوجهه تعالى.