تقدم بوابة "دار الهلال" خلال أيام شهر رمضان المبارك، قصصا مضيئة عن الصحابة رضي الله عنهم، وتقدم كل يوم شخصية مختلفة، وتوضح بصماتها الغائرة في تاريخ الإسلام، وكيف كان منهاجهم وهديهم في صيام أيام رمضان، وشخصية اليوم هو الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه.

أبو هريرة رضي الله عنه
ومما يتعلق من مواقف هذا الصحابي الجليل بهذا الشهر الكريم: موقف يتعلق بحفظ الصيام، 

عرف عن أبي هريرة رضي الله عنه، حفظ الصيام وروى أبو نُعيم في الحِلية عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه كان وأصحابه إذا صاموا قعَدوا في المسجد، وقالوا: نُطهر صيامنا، يحفظون صيامهم من اللغو والرفَث وقول الزور، ومن كل ما يُفسده أو ينقص أجره.

وعلى الرغم من أن الصحابة كانوا أحرص الناس على دينهم وأكثرهم تقوى والتزاما بتعاليم الدين الإسلامي وأكثر خشية وأكثر صلاحا واستقامة إلا أنهم كانوا دائما يحرصون على حفظ صيامهم بالبعد عن الزور والرفث والفسوق واللغو، في المقابل كان زمانهم يوجد فيه كل مبطلات الصوم في المجالس لذا كانوا يطهرون صومهم.

يأتي ذلك تيمنا بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي أخرجه البخاري من حديث صاحبنا في هذه الحلقة أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن لم يَدَع قولَ الزور والعملَ به والجهل، فليس لله حاجة أن يدَع طعامه وشرابه".
وعرف عن أبي هريرة الاقتصاد في الإفطار والسحور، فعن أبي زياد مولى ابن عباس عن أبي هريرة قال: كانت لي خمس عشرة تمرة، فأفطرت على خمس تمرات، وتسحَّرت بخمس، وبقِيت خمس لفطري، وإن كان هذا الاقتصاد من قلة الطعام، إلا أن أبا هريرة - رضي الله عنه - يخشى من الشِّبَع، ويحذر عاقبته، فيقول في ذلك: ويلٌ لي من بطني، إذا أشبَعته كظني، وإذا أجعته سبَّني. والشبع يضر الصوم لأنه يجعل الشخص يتكاسل عن العبادات بسبب امتلاء معدته.

وكان الصحابي أبي هريرة متعلق بقيام الليل، فقد كان أبو هريرة - رضي الله عنه - هو وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثًا، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا، ويصلي هذا، ثم يوقظ هذا، فيكون منزله في الليل كله لا يخلو من قائم يصلي، وإن كانت هذه الحال ليست مقصورة على ليالي شهر رمضان، بل إن اجتهاده في شهر رمضان أشد، فهو الراوي لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم : "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم". هكذا كان أبو هريرة الصحابي الجليل خلال أيام رمضان المعظم .