بجوار حديقة الميريلاند، بمنطقة مصر الجديدة، يلفت انتباهك مجموعة من الشباب في جوف التجمعات السكنية، يسيرون على ألواح خشبية في ثبات وتوازن، يتخطون بها مجموعة من الحواجز الحديدية والخشبية، وكذا بعض درجات السلم.
قرر هؤلاء الشباب إنشاء فريق، يضم محبي تلك الرياضة على مستوى محافظة القاهرة، بغرض التدرب وتبادل الخبرات، ومشاركة بعض الحركات الجديدة، وذلك بحسب ما قاله الطالب الجامعي، مصطفى محمد كرامة، أحد المسؤولين عن فريق " Egypt Skateboarding".
ويروي "كرامة" أن أول ظهور لرياضة "Skateboarding" كانت بالستينيات في أمريكا، لكنها لم تكن معروفة، ومع انتشارها بكافة أنحاء العالم، اعترفت بها الأولمبياد مؤخراً، وصنفتها كرياضة فردية، وتم إنشاء اتحاد دولي خاص بها.
وتابع: "رغم اعتراف العالم بها كرياضة، وسعي كثير من الدول على دعمها، بتخصيص أماكن للتزلج، لكن مصر لم تعترف بها حتى الآن".
"عدم تخصيص أماكن للتزلج" شكّل أبرز العقبات، التي تواجه لاعبي رياضة "التزلج باللوح" في مصر، فوفقًا لما أوضحه "كرامة" صاحب الـ21 عامًا فإن عدم وجود منحدرات وأماكن خاصة بالتزلج، تدفعهم للتدرب بالشارع، ما يعرضهم لخلافات مع السكان، مطالبًا وزارة الشباب بدعم تلك الرياضة، وتخصيص أماكن لهم، للتنفيس عن هوايتهم وطاقتهم.
وأوضح أن لوح التزلج له مواصفات خاصة في التصنيع، فهو مكون من سبع طبقات مكبوسة من خشب يُستورد من دولة كندا، يمتاز بالمرونة والقدرة على تحمل الصدمات، ويغطيه من الأعلى طبقة خشنة تسمى "ورقة صنفرة"، لتُمكن اللاعب من تثبيت قدميه عليه والتحكم به.
وأضاف أنه يوجد بالأسفل "حاملات معدنية" مسؤولة عن توصيل العجلات ببعضها، وربطهما باللوح، بالإضافة لمهامها في التحكم بتجاه اللوح أثناء السير.
وأشار "كرامة" إلى أن لكل لاعب أسلوب مفضل للتحرك باللوح، فمنهم من يفضل المرونة في حركة العجلات، وآخر يفضل ثبات العجل، ليوفر ثبات اللوح تحت قدميه أثناء الحركة، ويضبط اللوح وفقًا لكل أسلوب.
وأوضح مصطفى كرامة خطوات التعلم على اللوح، قائلاً: "على اللاعب في البداية إتقان الوقوف على اللوح والتحكم به أثناء الحركة، لينتقل إلى مرحلة تعلم الحركات الأساسية كالقفز ودوران اللوح، والتي تبنى عليها أي كل المهارات، وبعد تعلم الحركات الأساسية يبدأ في مرحلة تخطي الحواجز الحديدية والخشبية، والتزلج على المنحدرات".
وأضاف أن الاحتراف هو التحكم المثالي باللوح والقيام بمجموعة من المهارات دون الوقوع، والوصول لهذا المستوى يتطلب التدرب لفترات طويلة على حركات ومهارات مختلفة، ليتمكن اللاعب من القيام بها دون الوقوع من على اللوح.
وأشار إلى أن أغلب اللاعبين في مصر اعتمدوا في تعلمهم الرياضة وإتقان بعض المهارات، على الاحتكاك ببعض اللاعبين بالخارج، أو تقليد حركاتهم المُتداولة على قنوات اليوتيوب.
وكان كل لاعب يلعب منفردًا في المنطقة التي يسكن بها، لكن مع انتشارها بمصر واحتراف البعض لها، تم إنشاء جروب على الفيسبوك ليضم لاعبيها على مستوى محافظات مصر، للتجمع وتبادل الخبرات.
وأشار أن ما يميز تلك الرياضة دون غيرها، افتقارها للتعصب، فرغم كونها لعبة فردية إلا أنه تضفي روح الجماعة في التدريب وأثناء اللعب.
أغلب الألعاب الرياضية التي تعتمد على حركة الجسد تحمل بعض المخاطر، وأبرز هذه المخاطر التي تشكلها رياضة التزلج باللوح، الوقوع الخاطئ أثناء التمرين يسبب كسور، لكن بالتدريب الجيد يكتسب صاحبها صلابة في بنيانه، وقدرة على السقوط باحترافية دون التعرض لإصابات مثل لاعبي كرة القدم، وذلك بحسب ما أوضحه كرامة.