الخميس 23 يناير 2025

ثقافة

نساء في الإسلام 5.. أم المؤمنين السيدة سودة بنت زمعة

  • 17-4-2021 | 21:18

السيدة سودة بنت زمعة

طباعة
  • همت مصطفى

يشهد تاريخنا الإسلام شخصيات عاشت وخلدها إيمانها و مواقفها القوية دفاعًا عن ديننا الحنيف ينشدون ثواب الآخرة والهدى للبشرية كلها فتركت هذه الشخصيات أثرًا كبيرًا  محفوظًا في ذاكرتنا ووجداننا وهدى وبوصلة لنا في الطريق.

ومع بوابة "دار الهلال" في أيام شهر رمضان الكريم ننتقل من عالمنا إلى صفحات من التاريخ لنرصد بعض الخطوات والمحطات والمواقف في رحلة العديد من هذه الشخصيات،والتي اخترنا بهذا العام أن تتمثل في رحلة مع النساء الذي أسهموا في دعم الإسلام وانتشاره ولقاءنا اليوم مع "السيدة "سودة بنت زمعة"


السيدة "سودة بنت زمعة" هي أحد أمهات المؤمنين  حيث يُطلق على زوجات النبي محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " أمهات المؤمنين، تكريمًا لشأنهنَّ وإعلاءً لقدرهنَّ، وقد شرفهنَّ الله تعالى بذلك  وكانت السيدة "سودة بنت زمعة" ثاني زوجات الرسول، فهي أول امرأة تزوجها رسول الله بعد السيدة خديجة رضي الله عنها، ولم يتزوج  الرسول نحوًا من ثلاث سنين أو أكثر، حتى تزوج  "عائشة" رضي الله عنها.

وأم المؤمنين السيدة" سودة بنت زمعة "  كريمة  النسب فهي  بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية رضي الله عنها،كريمة النَّسب؛ فأمُّها هي الشموس بنت قيس بن زيد الأنصارية، من بني عدي بن النجار، وأخوها هو مالك بن زمعة.


كانت " سودة بنت زمعة "رضي الله عنها سيدةً جليلةً نبيلةً، تزوَّجت بدايةً من "السكران بن عمرو"، أخي سهيل بن عمرو العامري، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فرارًا بدينها، ولها منه خمسة أولاد.


ولم يلبث أن شعر المهاجرون هناك بضرورة العودة إلى مكة، فعادت هي وزوجها معهم، وبينما هي كذلك إذ رأت في المنام أن قمرًا انقضَّ عليها من السماء وهي مضطجعة، فأخبَرت زوجها السَّكران فقال: والله لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرًا حتى أموت وتتزوجين من بَعدي، فاشتكى زوجها  من يومه ذلك وثقُل عليه المرض، حتى أدركته المنيَّة، ومن ثم كانت أول امرأة تزوجها رسول الله بعد السيدة خديجة رضي الله عنها.


جمعت  السيدة "سودة" العديد من الصفات الحميدة وأنبل الخصال، من بين تلك الصفات  بأنها  كانت لطافةً في المعشر، ودعابةً في الروح؛ مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلبِ النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قبيل ذلك ما أورده الإمام ابن سعد في "الطبقات" أنها صلَّت خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات مرَّة في تهجُّده، فثقلت عليها الصلاة، فلما أصبحت قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صليتُ خلفك البارحة، فركعتَ بي حتى أمسكتُ بأنفي؛ مخافة أن يقطر الدم، فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت تضحكه الأحيان بالشيء.


واتسمت "السيدة " سودة " رضي الله عنها بأنها كانت معطاءة تكثر من الصدقة ، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث إليها بغِرارة -وهو وعاء تُوضع فيه الأطعمة- من دراهم، فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم، قالت: في غرارة مثل التَّمر؟ ففرقتها بين المساكين.


وفي "صحيح مسلم" عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهَا -أي جلدها- مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، مِنِ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ"؛ ومعناه تَمنَّت أن تكونَ في مثل هدْيها وطريقتها، ولم تُرد عائشة عيبَ سودة بذلك، بل وصفتها بقوة النفس، وجودة القريحة؛ وهي "الحدة"


ولما حجَّت نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم تحجّ معهم " السيدة  سودة بنت زمعة " ، وقالت: قد حججت واعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأنا أقعد في بيتي كما أمرني الله، وظلَّت كذلك حتى توفيت في شوال سنة أربع وخمسين بالمدينة، في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بعد أن أوصت ببيتها لعائشة رضي الله عنهما .

الاكثر قراءة