غريب أن تقف قطر على رأس إستراتيجية الفوضى الخلاقة وتندفع عامدة متعمدة نحو تنفيذ المخطط الأمريكى لتفتيت دول العالم العربى خاصة المحورية منها كمصر وسوريا والعراق. غاب عنها أنها ستتجرع من نفس الكأس عندما تتغير المصالح الأمريكية والغربية وفقا لقاعدة العلاقات الدولية من أنه لاصداقات دائمة ولاعداوات دائمة وإنما المصالح وحدها هى الدائمة وبالتالى هى التى تجب كل القيم والمبادىء. قطر لم تتعلم الدرس من أن أمريكا لاصديق دائم لها ولذا قد تنقلب عليه فى الوقت الذى تختاره لتعزيز مصالحها فى المنطقة.
تبنت قطر نهج التبعية لأمريكا ومن ثم باتت أداتها الطيعة لتنفيذ كل مايريد"أوباما" تحقيقه على حساب دول عربية شقيقة وعلى حساب الأمة بأكملها. ولهذا لم تخجل وهى تمارس على أرض الواقع دعم الإرهاب ليكون سلاحا باترا ضد دول المنطقة. ولاشك بأنه عمل فاضح أساء إليها ومرغ سمعتها فى الوحل. سقطت فى نظر شعوب المنطقة، فقدت مصداقيتها وبانت عورتها بعد أن عرت نفسها ورفعت عنها أوراق العفة والتستر، فقدت المناصرين لها فى الدول العربية والإسلامية بعد أن ذهبت بعيدا فى التعامل بهذا النمط من التبعية للغرب المريض.
فشلت سياستها حتى فى الداخل عندما غيبت نفسها عن الإصلاح السياسى وتبنت نهجا احتقرت من خلاله الرأى الآخر وحاصرت معه المجتمع وحراكه ومؤسساته. صنفت المعارضة على أنها خيانة للدولة وبالتالى أفرغت أى تحول ديمقراطى من محتواه لتتحول المعارضة إلى مجرد ديكور وتصبح طرفا فى لعبة سياسية ضد المجتمع بعد أن قبلت أن تكون فى خانة الاستثناء السياسى وأن تكون تابعة للحاكم. غابت عنها بذلك الوظيفة السياسية والمجتمعية الحقيقية فى تحريك المجتمع والنهوض به وتغيير معطياته السلبية. ومن هنا بدا وكأن قطر تروج لأيديولوجية رثة تكرس التخلف والتبعية تحولت معها قطر إلى دولة فاشلة بامتياز تعمل ضد الأمة وضد المشروع القومى بعناصره ومكوناته.
وفى معرض الصيد فى الماء العكر راهنت قطر على أداتها الإعلامية الحقيرة ممثلة فى قناة الجزيرة التى لم تتورع عن اتباع سياسة التدليس والخداع والتضليل والتشويه والفبركة ونثر الأكاذيب وبث الفتن ضد أى دولة عربية تنتقيها لتكون ضحيتها. قناة عبثية ترتكز على التحريض ضد الدول. قناة مارقة اتبعت نهجا شيطانيا قائما على الكذب ولى الحقائق، فكانت بذلك أكبر خطايا الإعلام فى العصر الحديث ويكفى ترويجها للباطل وقلب الحقائق.
ظهرت قطر على الساحة العربية فاسدة فى الشكل والمضمون، فكل مايشغلها هو المال الذى تحوزه وتسخره لتنفيذ مؤامراتها الدنيئة ضد دول المنطقة. اعتمدت عليه فى تسيير دفة شئونها فى الداخل والخارج، فكانت أداة سياسية لها فى الداخل لشراء المواقف والأصوات والضمائر وتزييف عمل المؤسسات الوطنية.أما فى الخارج فكرسته لدعم الإرهاب وتسليطه على دول المنطقة بهدف زعزعة استقرارها. ومؤخرا أميط اللثام عن الدور الخسيس الذى قامت به ضد سوريا من خلال إدارتها لمكتب سرى للإشراف على حسابات مصرفية فى سويسرا لتمويل الشبكات الإرهابية فى سوريا، ومليارات الدولارات التى دفعتها مع زيادة اعتمادها على الإرهابيين الأجانب وتحملها وحدها كلفة تجنيدهم ودفع رواتبهم وتدريبهم قبل إدخالهم عبر تركيا إلى الأراضى السورية. ويكفى أنها تولت تمويل ودعم وتسليح الفرق وكتائب المقاتلين من 80 جنسيه من مختلف دول العالم.
إنها قطر أكبر راعية للإرهاب مولت ودربت عناصر جبهة النصرة بدعم مباشر من أمريكا وفرنسا والمخابرات التركية بعد قرار بتشكيلها بقيادة مشتركة بين تركيا وجماعة الإخوان فى سوريا وبتشجيع خاص من الجنرال التركى النافذ" توفيق تايفور". كما تعد أكبر داعم لتنظيم داعش. ومن ثم تم تدريب عناصر من التنظيميين داخل قطر لتوجيهها بعد ذلك إلى سوريا للقتال ضد النظام. واستهدفت قطر مصر أيضا عبر دعمها للإرهابيين بالمال والسلاح، وهى التى مولت توطين القاعدة فى سيناء ودفعت المليارات لإنشاء جيش مواز فى مصر ولدعم هيمنة الإخوان على الحكم. ولكن خاب فألها عندما انتفضت مصر عبر ثورة 30 يونيه وظهور جيش مصر العظيم كجبهة إنقاذ للمحروسة من براثن الإخوان الخونة وقيادات قطر التى ضلت الطريق…
كتبت : سناء السعيد