الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

دين ودنيا

واعظة بالأوقاف: شهر رمضان فرصة عظيمة لإطعام الطعام وصلة الأرحام

  • 17-4-2021 | 22:39

الواعظة فاطمة موسي

طباعة
  • دار الهلال

قالت الواعظة بوزارة الأوقاف فاطمة موسى إن إطعام الطعام وصلة الأرحام، أعمال طيبة تعمل على زيادة الألفة والمحبة وتزيل الوحشة، وهي من أهم خصائص شهر رمضان الفضيل ويجب الحفاظ والقيام بها بشروطها الإسلامية والصحية والإجتماعية والاقتصادية.

وأضافت موسى - خلال كلمتها الليلة في الحلقة الخامسة من حلقات برنامج (مع الصائمين)، الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط /أ ش أ/، على مواقعي الوكالة على (فيس بوك) و(يوتيوب) على الروابط التي يتم إذاعتها يوميا بمناسبة شهر رمضان الكريم - أن أبواب الخير في رمضان كثيرة، ولعل من أعظمها تعود الصائمين على إفطار غيرهم الصائمين خاصة الفقراء منهم والمساكين، فمن خصائص هذا الشهر الكريم أنه شهر المواساة، يتكافل فيه جميع أفراد المجتمع، وليحوزوا الفضل الذي بشر به النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في حديثه الشريف: ((من فطر فيه صائمًا كان مغفرةً لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء، قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائمًا على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن سقى صائمًا سقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ بعدها، حتى يدخل الجنة)).

وتابعت: إن رمضان هو شهر الجود والكرم والسخاء، فقد كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) أجود الناس ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان أجود ما يكون في رمضان. وقد حثنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) على إفطار الصائمين ، فقال (صلى الله عليه وسلم) :" مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْء".

وأوضحت موسى أن ديننا دين الكرم والسخاء وإطعام الطعام بلا شك ، فعن سيدنا عبد الله بن سلام (رضي الله عنه) قال :" قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة فانجفل الناس إليه وقالوا قدم رسول الله ، قدم رسول الله ، فأتيته فنظرت في وجهه فعرفت أنه ليس بوجه كذاب ، فكان أول ما سمعت منه (صلى الله عليه وسلم) : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَفْشُوا السَّلَامَ ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ ".

وقالت موسى: ولا شك أيضًا أن إطعام الطعام وإقامة موائد الإفطار في المنازل بالضوابط الصحية والاحترازية إنما تجمع الأهل والأرحام والأحبة والأصدقاء ، وتزيد الألفة ، وتزيل الوحشة ، وتجمع النافر ، وتؤلف بين القلوب . غير أن بعضنا قد يغفل عن آداب هذه الموائد وتلك الولائم ، فيدعو إليها صفوة الأغنياء وعِلْيةَ القوم سواء من الأهل أم من غيرهم ، وينسون أهل الاستحقاق الحقيقي من فقراء الأهل , وينسون الأيتام والمساكين، ومن لا حظ لهم من جاه أو مال . وقد نهانا ديننا ونبينا عن نسيان هؤلاء أو تجاهلهم أو إقامة الولائم دون دعوتهم ، فقال (صلى الله عليه وسلم) :"بِئْسَ الطَّعَامُ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ , يُدْعَى إِلَيْهَا الأَغْنِيَاءُ ، وَيُتْرَكُ الفُقَرَاءُ".

ونبهت إلى أن القرآن الكريم أنكر على المشركين عدم إكرامهم لليتيم وعدم حضهم على طعام المسكين ، فقال سبحانه : (كَلَّا ۖ بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18)، سورة الفجر ، ويقول سبحانه : أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)، سورة الماعون ، ويقول سبحانه في شأن أهل النار:( ما سَلَكَكُمْ في سقر . قالوا لم نَكُ من المصلِّين . ولم نَكُ نُطْعِمُ المسكين) سورة المدثر. أي ما عبدنا ربنا ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا ، ويقول سبحانه: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِى سِلْسِلَة ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ (33) وَلاَ يُحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَـهُنَا حَمِيمٌ(35) سورة الحاقة.

وقد حثت السنة النبوية على إجابة الدعوة ما لم يكن هناك إثم أو معصية ، فمن دُعي فليُجب ، ثم على الجميع أن يتأدب بأدب الإسلام في عدم المبالغة أو المفاخرة أو الإسراف ، أو الخروج بهذه الولائم عن مقاصدها الشرعية إلى المباهاة والمفاخرة ، فذلك كله من الإسراف والتبذير المنهي عنه في قوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) (آية31 سورة الأعراف ) ، وقوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ) آية 26 سورة الإسراء.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة