تُسلط بوابة الهلال اليوم طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم.
وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الإسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.
الشيخ عطية صقر، أحد علماء الأزهر الشريف، ورئيس لجنة الفتاوى بالأزهر، الذي طاف العديد من البلدان لنشر الدعوة الإسلامية، وأحد من ناهض فكر جماعة الإخوان، واعتبر الجماعة إنها اتخذت من الدين ستارًا لتحقيق مصالحها السياسية.
ولد الشيخ عطية صقر، في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية عام 1914، حفظ القرآن الكريم وعمره لم يتجاوز عشر سنوات، التحق بالمعهد الديني بالزقازيق، عام 1928، ثم تلقي تعليمه الجامعي بكلية أصول الدين، وحصل علي الشهادة العالمية، وحصل علي الترتيب الأول، عام 1941.
عقب تخرجه عين في الأوقاف إمامًا وخطيب بمسجد عبد الكريم الأحمدي بحي باب الشعرية، ثم عُين واعظًا بالأزهر عام 1945، وتنقل بين السويس والبحر الأحمر والقاهرة في عمله واعظًا، حتى تم ترقيته إلي مفتش ثم مراقب عام بالوعظ، وقد أحيل إلى التقاعد في عام 1979.
عقب تقاعده عمل الشيخ عطية صقر، مستشارًا لوزير الأوقاف، وعضوًا في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضو بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، كما انتخب عام 1984 عضوا في مجلس الشعب، وجاء في مجلس الشوري عام 1989 بالتعيين.
وكان للشيخ عطية صقر موقفًا مناهضًا لفكر جماعة الإخوان، حيث اعتبرها صقر أنها من الحركات التي اتخذت من الدين ستارًا لتحقيق مصالحها، ووصف ظهور بعض الجماعات والحركات أنها أشبه بالفقاقيع على سطح الماء، اتخذ فيها الدين ستاراً يختبئ وراؤه المغرضون، واستغلتها بعض التجمعات لتحقيق مصالحهم الشخصية، في إشارة لجماعة الإخوان.
وكان للشيخ عطية صقر بعض البرامج الدينية بالتليفزيون والإذاعة، يقوم من خلالها بالوعظ، كما كانت تنشر له بعض المجلات والصحف مقالات دينية، وقد تم وقف أشهر برامجه الدينية التي تظهر علي الشاشة التليفزيون المصري، بعد فتوى أصدرها أثارت جدلًا واسعًا في الرأي العام المصري حينها، وكانت فتواه تحرم مصافحة المرأة الأجنبية.
توفي الشيخ "عطية صقر " في عام 2006، عن عمر ناهز 92 عامًا، ودفن في مسقط رأسه بمحافظة الشرقية.