تحقيق: بسمة أبو العزم
دخلت السيارات المُتنقلة التابعة لوزارة التموين مرحلة البيات الشتوى بعد تحرير سعر الصرف والارتفاع الجنونى للأسعار، فتركت الساحة لسيارات القطاع الخاص، والتى تضع شعار «تحيا مصر» ولوجو تحت رعاية وزارة التموين لبيع السلع بتخفيضات محدودة، لتقف فى مكان المتفرج انتظارا لوصول صفقة «الأوراك» المخفضة برعاية اتحاد منتجى الدواجن الشهر القادم لتعود إلى الساحة من جديد.. «المشهد العام فى الشوراع، نقص حاد فى تواجد سيارات وزارة التموين المتنقلة التى تبيع سلعا غذائية أساسية وبقالة، والمتاح فقط كميات محدودة من السيارات المبردة التى توفر اللحوم المجمدة والدواجن والأسماك».. هذا ما أكده المواطنون بالشارع خلال جولة «المصور» بالأسواق والميادين الرئيسية.
أضاف المواطنون أن «الوزارة تخلت عنا وأغلب سياراتها تقدم منتجات رديئة وتتلاعب بالأوزان.. ونتعرض للخداع ولا تحمينا الدولة».
أمام إحدى السيارات المتنقلة وقف المواطن عادل السيد يسأل عن سيارة الأسماك والتى توقفت عن البيع منذ شهرين، مؤكدا أن وزارة التموين تخلت عن الغلابة بعد موجة الغلاء الطاحنة، فأغلب السيارات أصبحت تضع شعار «تحيا مصر» وتقدم منتجات رديئة وتتلاعب بالأوزان مع تخفيض الأسعار بشكل بسيط، وبالتالى نحن نتعرض للخداع ولا تحمينا الدولة، مضيفا: حينما أذهب لشراء دجاجة كيلو سعرها ٢٥ جنيها اكتشف فيما بعد أنها لا تتجاوز ٨٠٠ جرام، فضلا عن أنها مجمدة ومذاقها غير جيد مقارنة بالدواجن الحية، وأيضا اللحوم المجمدة تتراوح بين ٥٥ و٦٠ جنيها وبالطبع هذه الأسعار لا تختلف كثيرا عن أسعار محال المجمدات، لكن لايمكن انكار دور سيارات الجيش فسعر كيلو اللحمة ٤٧ جنيها، وتبدأ بالبيع العاشرة صباحا، لكن بسبب كثرة الزحام وعدم تحديد حصة محددة لكل فرد أحيانا تنتهى كمية الدواجن قبل أن يصل الفرد لدوره.. فهناك من يأتى لشراء خمسة دجاجات ولا يمنعه أحد.
وأبدى «السيد» استياءه من تركيز أغلب السيارات على اللحوم المجمدة، قائلًا: لن نأكل يوميا لحوما، فأين البقالة المخفضة؟، فوزارة التموين تطرح أحيانا السكر عبر السيارات المتنقلة، لكن أين باقى السلع من أرز وزيت وفول وسمنة وباقى البقوليات؟
استكمالا للحديث أكدت إيمان (أ) أن السيارات المتنقلة تختلف أسعارها من مكان لآخر، ومنها من يقدم تخفيضات حقيقية، ومنها من ينصب على المستهلكين والجميع يرفع شعار «تحيا مصر»، فنحن فى الخصوص ننتظر سيارة الجيش من الصباح الباكر.. فأنا أنزل من شقتى السادسة صباحا انتظارا للسيارة التى تأتى الثامنة والنصف صباحا، لشراء كيلو سكر بسعر تسعة جنيهات، بدلا من شرائه فى المحلات بسعر ١٥ جنيها، وزجاجة زيت كيلو بسعر ١٥ جنيها بدلا من ٢٢ جنيها فى السوق الحر.
أضافت «إيمان» أن انسحاب سيارات وزارة التموين من الساحة ترك الشوارع مفتوحة لكل «من هب ودب»، فهناك سيارات تابعة لسلاسل تجارية كبرى تضع شعار «تحيا مصر» وصورة علم مصر على السيارة استغلالا لجهل العديد من البسطاء، فيعتقدون أن السيارات تابعة لوزارة التموين.. وللأسف المصريون يعشقون الزحام، فيعتقد البعض أن هناك أسعارا مخفضة ويقومون بالشراء، حتى السلع التى يقدمونها ليست الأساسية التى نحتاجها فأغلبها «فول وهامبورجر وصلصة هاينز وعصائر» ويتم بيع أربع علب بسعر خمسة جنيهات، فنحن نبحث عن السلع الأساسية فنريد العدس مخفضا بدلا من شراء الكيلو بسعر ٣٠ جنيها، كذلك «أرز ولوبيا ومكرونة» وغيرها من السلع الأساسية.
بينما يقول محمد «س» وهو مندوب بيع بسيارة متنقلة لبيع اللحوم، إن حركة الشراء انخفضت بنحو ٧٠٪ بسبب خوف المستهلكين من بيع لحوم الحمير، خاصة بعد ضبط بعض أصحاب الضمائر المنعدمة يقدمون لحوما فاسدة ولحوم حمير فى إحدى السيارات، وبالتالى المستهلك لم يعد يثق فى أغلب السيارات والتركيز بقوة على سيارات الجيش، فهى بالفعل توفر لحوما ودواجن مخفضة، لكن باقى السلع الغذائية توزع بكميات محدودة فلا تتعدى كرتونة زيت وباكتتى سكر.
وأضاف محمد «ط» وهو بائع بسيارة متنقلة تابعة لأحد أعضاء مجلس النواب بدائرة السيدة زينب، أن السلع التى تعرضها السيارة يوفرها النائب بنفسه لخدمة أهالى الدائرة من ارتفاع الأسعار منذ نحو عام ونصف العام، فيتم بيع كيلو اللحمة البرازيلى والشاورما بسعر ٥٥ جنيها، والبوفتيك ٦٠ جنيها.. أما مصنعات اللحوم مثل عبوات البرجر والكفتة فبسعر ٢٠ جنيها، والزبد ٢٥ جنيها. مؤكدا أن سيارات وزارة التموين لم تعد متواجدة بقوة منذ بضعة أشهر، فلا نعرف السبب.
فيما أعرب سعيد «م» بائع فى سيارة مكتوب عليها مبادرة مصر المستقبل تحت رعاية محافظة القاهرة عن استيائه من المنافسة غير الشريفة من سيارات مجهولة تضع شعار «تحيا مصر» لتخفيض الأسعار وتلك النوعية تذهب للأماكن العشوائية ولا يمكنها الوقوف بالميادين، لأنها لا تملك تصاريح من الحى أو أى وزارة، كما أنها تتواجد بقوة أيام الجمعة والسبت بسبب إجازة الأحياء.
وأكد «سعيد» أنه يمتلك تصريحا من وزارة الزراعة، فالسيارة التى يعمل عليها قطاع خاص لكن تخضع لإشراف الطب البيطرى، وهناك إقبال كبير من الغلابة على شراء تلك المنتجات، فيتم طرح الدواجن بسعر ٢٥ جنيها للكيلو أما اللحوم الحمراء فبسعر ٥٥ جنيها والسمنة بسعر ٣٠ جنيها الجاموسى، أيضا عبوة كفتة الأرز بسعر ٢٩ جنيها، ولدينا ممبار محشى بسعر ٢٥ جنيها للكيلو أيضا البطة تصل إلى ٨٠ جنيها.
فى ذات السياق، وبالقرب من ضريح سعد زغلول تقف سيارة تابعة لوزارة التموين لبيع أسماك ودواجن، وبنبرة حاسمة رفض محمد سيد مندوب البيع تقديم أكثر من دجاجتين للفرد، مؤكدا أنها تعليمات وزارة التموين، فالسيارة مملوكة للشركة المصرية لتجارة الأسماك التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، وهناك خط سير نلتزم به، وبالفعل السيارات التابعة لوزارة التموين توفر سلعا بأسعار فى متناول المستهلك محدود الدخل، لكن الكثير من المستهلكين يبحثون عن الأرخص مهما كانت جودته، فلدينا كيلو الفليه المستورد بسعر ٢٨ جنيها، والمكرونة ٢٠ جنيها، أما اللحوم البرازيلى المجمدة فبسعر ٤٨ جنيها، والدجاجة الكيلو و٣٠٠ جرام بسعر ٣٢.٥ جنيه، ولا نبيع أكثر من دجاجتين للفرد، منعا للاتجار بها وضمان وصولها لأكبر عدد من محدودى الدخل.
تابع التفاصيل في العدد الجديد في المصور الموجود حالياً في الأسواق .