حوار : هدى إسماعيل
ساعدتها تقاليد وعادات مجتمعها على مشاهدة الرجال وهم يمارسون لعبة العصا أو كما يسميها أهل الصعيد «التحطيب »، لتبدأ نظرات إعجابها بهذه اللعبة التى كانت توحى برغبتها فى ممارستها والخروج عن الطابور الذى يقف فيه كل بنات جيلها، فشردت عن هذا الطابور وتمردت على الواقع الذكورى للمجتمع الصعيدى ومارست لعبتها المفضلة بعد تخرجها فى كلية التربية الرياضية.
رانيا مدحت، مدرسة التربية الرياضية التى لم تكتف بممارسة التحطيب بل انشأت مدرسة لتعليم فنونه وحركاته، وعن تاريخ تلك اللعبة تقول: التحطيب رياضة فرعونية كانت من الفنون القتالية التى يتدرب عليها المحاربون فى الجيش المصرى كوسيلة للدفاع عن النفس، ومع مرور الزمن تحولت إلى لعبة شعبية تمارس فى القرى ثم انتقلت إلى الفلكلور كرقص شعبى يمارس فى الاحتفالات الشعبية المتنوعة.
هل هناك ارتباط بين دراستك وهذه اللعبة؟
درست بكلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط وكان هذا أول تمرد لى على عادات الصعيد فرياضة التحطيب رياضة ذكورية ولم يكن مسموحًا للإناث بممارستها أوتعلّمها، حتى جاءت الفرصة التى كنت أنتظرها فقد رشحتنى جمعية الصعيد للتربية والتنمية بمحافظة أسيوط، لخوض دورة تدريبية بالقاهرة فى رياضة التحطيب.
«التحطيب » لعبة ذكورية ألم تمانع أسرتك ممارستها أو تدريبها؟
لم يمانع أحد خاصة أن «التحطيب » له علاقة بدراستي، وتشجيع عائلتى لى جعلنى أنجح فى جذب عدد كبير من الأسر الذين اقتنعوا بتعليم بناتهم لعبة «التحطيب »، وبالفعل كونت فريقا من الفتيات والشباب، وبعد أن ذاع صيت الفريق جاء إلى الكثير من المتطوعين الذين يمارسون هذه اللعبة لتدريب الراغبين فى تعلمها، كل هذا جعلنى أشعر بأننى على الطريق الصحيح خاصة بعد أن اقنعت الفتيات أنه من الطبيعى أن يشاركن الشباب التدريب على «التحطيب »، وأنه شيء لا يدعو للخجل.
ما الفرق بين «التحطيب » التقليدى والمعاصر؟
فى البداية أود أن أؤكد أن «التحطيب » رياضة دفاع عن النفس وليست رياضة عنف كما نراها فى بعض الأعمال الدرامية، وليس هناك فرق بين «التحطيب » التقليدى والمعاصر، فالثانى مجرد هيكلة للتقليدى وهو منهج رياضى يشمل بعض فنون القتال اليابانية، وبه نظام تشكيلى ما يعادل «الكاتا » فى الكارتيه، بالإضافة إلى إتاحة ارتداء زى معاصر غير «الجلابية » التقليدية.
بعد نجاحك فى التدريب.. ما تطلعاتك المستقبلية؟
أحلم أن تدرس رياضة التحطيب فى جميع مناهج التربية الرياضية على مستوى الجمهورية، وأن يكون هناك قسم خاص بها فى كلية التربية جامعة أسيوط ويشرفنى أن أدرسها لجميع الطلاب.