الجمعة 10 مايو 2024

كليلة ودمنة| الحكاية الثامنة.. القرود والطائر والرجل

كليلة ودمنة

ثقافة20-4-2021 | 13:43

ياسمين عزت

 تقدم بوابة "دار الهلال" لقرائها حكايات خلال شهر رمضان الكريم، من أجل إثراء الخيال وتزويد المعرفة لديهم، وكانت بعض حكايات كليلة ودمنة أحد اختياراتنا لمتابعينا الكرام، وهي من كتاب كليلة ودمنة، ذلك المؤلف الذي أجمع الباحثين على أنه من التراث الهندي، وتمت ترجمته إلى اللغة العربية في العصر العباسي، في القرن الثاني الهجري الموافق للقرن الثامن الميلادي، على يد عبد الله بن المقفع، وأمر بترجمته كسرى الأول، للاستعانة به في أمور رعيته.

 

كليلة ودمنة كتاب الفصول الخمسة، يحتوي على خمسة عشر باباً رئيسياً يتناول قصص تراثية للإنسان على لسان الحيوانات، مثل قصة القرود والطائر والرجل، تلك حكايتنا الثامنة خلال شهر رمضان المبارك.

 

القرود والطائر والرجُل:

زعموا أن جماعة من القردة  كانوا ساكنين في جبل، فالتمسوا، في ليلة باردة ذات رياح وأمطار نارا فلم يجدوا، فرأوا يراعة "حشرة يتوهج ذيلها ليلا وتبدو كالنار"، تطير كأنها شرارة نار، فظنوها نارا وجمعوا حطبا كثيرا، فألقوه عليها، وجعلوا ينفخون بأفواههم و يتروحون بأيديهم، طمعا في أن يوقدوا نارا يصطلون (أي يتدفأون بها)، من البرد.

 

 وكان قريبا منهم طائر على شجرة ينظرون إليه و ينظر إليهم، وقد رأى ما صنعوا فجعل يناديهم و يقول: لا تتعبوا أنفسكم فإن الذي رأيتموه ليس بنار، فلما طال ذلك عليه عزم على القرب منهم، لينهاهم عما هم فيه، فمر به رجل فعرف ما عزم عليه فقال له: لا تلتمس تقويم ما لا يستقيم، فإن الحجر الصلب الذي لا ينقطع لا تجرَب عليه السيوف، والعود الذي لا ينحني لا تعمل منه القوس، فلا تتعب، فأبى الطائر أن يطيعه و تقدم إلى القردة ليعرفهم أن اليراعة ليست بنار، فتناوله أحد القردة، فضرب به الأرض فمات.

Dr.Radwa
Egypt Air