تقدم بوابة دار الهلال خلال أيام شهر رمضان المبارك، قصصا مضيئة عن الصحابة رضي الله عنهم، وتقدم كل يوم شخصية مختلفة، وتوضح بصماتها في تاريخ الإسلام، وكيف كان منهاجهم وهديهم في صيام أيام رمضان، لنتبع سنتهم في الصيام، ونسير على خطاهم، وشخصية اليوم هو الصحابي عبدالله بن عمرو بن العاص.
عبدالله بن عمرو بن العاص:
جاء في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا عبدالله، ألم أُخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟))، فقلت: بلى يا رسول الله، قال: ((فلا تفعل، صُم وأَفطِر، وقُم ونَم، فإن لجسدك عليك حقًّا، وإن لعينك عليك حقًّا، وإن لزوجك عليك حقًّا، وإن لزَوْرك عليك حقًّا، وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله))، فشَددتُ، فشدَّد عليّ، قلت: يا رسول الله، إني أجد قوة، قال: ((فصم صيام نبي الله داود - عليه السلام - ولا تَزِد عليه))، قلت: وما كان صيام نبي الله داود - عليه السلام؟ قال: ((نصف الدهر))، فكان عبدالله يقول بعد ما كَبِر: يا ليتني قبِلت رُخصة النبي - صلى الله عليه وسلم.