الجمعة 10 مايو 2024

كليلة ودمنة| الحكاية التاسعة.. الرجل المستودع حديدًا

كليلة ودمنة

ثقافة21-4-2021 | 18:15

ياسمين عزت

تقدم بوابة دار الهلال لقرائها حكايات خلال شهر رمضان الكريم، من أجل إثراء الخيال وتزويد المعرفة لديهم، وكانت بعض حكايات كليلة ودمنة أحد اختياراتنا لمتابعينا الكرام، وهي من كتاب كليلة ودمنة، ذلك المؤلف الذي أجمع الباحثين على أنه من التراث الهندي، وتمت ترجمته إلى اللغة العربية في العصر العباسي، في القرن الثاني الهجري الموافق للقرن الثامن الميلادي، على يد عبد الله بن المقفع، وأمر بترجمته كسرى الأول، للاستعانة به في أمور رعيته.

 كليلة ودمنة كتاب الفصول الخمسة، يحتوي على خمسة عشر بابًا رئيسيًا يتناول قصص تراثية للإنسان على لسان الحيوانات، مثل قصة الرجل المستودع حديدا، تلك حكايتنا التاسعة خلال شهر رمضان المبارك.

التاجر المستودِع حديدا:

زعموا أنه كان بأرض كذا تاجر، فأراد الخروج إلى بعض الوجوه لابتغاء الرزق، وكان عنده مائة طن من الحديد، فأودعها رجلا من إخوانه و ذهب في وجهه، ثم قدم بعد ذلك بمدة، فجاء والتمس الحديد فقال له: قد أكلته الجرذان، فقال: قدْ سمعت أن لا شيء أقطع من أنيابها للحديد، ففرح الرجل بتصديقه على ما قال و ادعى، ثم إن التاجر خرج فلقي ابنــــًا للرجل، فأخذه و ذهب به إلى منزله، ثم رجع الرجل إليه من الغد فقال له: هل عندك علم ٌ من ابني ؟ فقال له التاجر: إني لما خرجت من عندك بالأمس رأيت بازيا (أي طير جارح كالعقارب)،  قد اختطف صبيا صفته كذا و كذا، و لعله ابنك.

فلطم الرجل رأسه و قال: يا قوم هلْ سمعتم أو رأيتم أن البزاة تختطف الصبيان ؟ فقال: نعم، وإن أرضا تأكل جرذانها مائة طن من حديد ليس بعجب أن تختطف بزاتها الفيلة، قال له الرجل: أنا أكلت حديدك و هذا ثمنه، فاردد علي ابني.

و قد ضرب هذا المثل لنعلم أنه إذا صاحب أحد صاحبا و غدر بمن سواه، فقد علم صاحبه أنه ليس عنده للمودة موضع.

Dr.Radwa
Egypt Air