أبرزت الحلقة الحادية عشرة من حلقات برنامج (مع الصائمين)، الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط /أ ش أ/ أن المصريين جميعا يحتفون في هذه الليلة بمناسبة عظيمة كريمة عزيزة على قلوب الوطنيين الشرفاء، ألا وهي "نصر العاشر من رمضان" الذي سطر فيه المصريون من خلاله أعظم ملحمة وطنية واحدا فيها اي شخص على مستوى العالم أن يفرق فيها بين أحد من عنصري الأمة ونسيجها الوطني.
وأكد وكيل وزارة الأوقاف بالإسماعيلية الشيخ صبري عباده ـ خلال كلمته الليلة في الحلقة العاشرة من البرنامج الذي تقدمه /أ ش أ/ على موقعي الوكالة على (فيس بوك) و(يوتيوب) على الروابط التي تتم إذاعتها يوميا بمناسبة شهر رمضان الكريم - أن المصريين جميعا مسيحيين ومسلمين قدموا ملحمة عظيمة، حيث قدموا للعالم بأسره في حرب العاشر من رمضان ـ السادس من أكتوبر ـ رسالة قوية من خلال التضامن الشعبي، مؤكدين وهم يحتفلون بهذا النصر المبين أن تراب الوطن دواء لكل داء والشهادة من أجله جائزة العظماء، أننا جميعا نقف خلف القيادة السياسية من أجل الحفاظ على الوطن، مستأنسين في ذلك بالروح الإيمانية والوطنية للحفاظ تراب ومقدرات الوطن الذي لا تعترف به الجماعات الإرهابية الضالة والمتطرفة.
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف بالإسماعيلية أن الاسلام العظيم دعانا للحفاظ على الأوطان ودعانا رسول السلام صلى الله عليه وسلم الى الحفاظ على الأوطان لأن الوطن هو الحياة وهو الأمن والأمان والاستقرار، والوطن هو الدواء الذي يعالج من ترابه الإنسان مما يصيبه من داء .. يقول سيدنا الحبين النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الصحيحين (البخاري ومسلم) عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها: إنه كان صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد الناس، كما تروي السيدة عائشة كان اذا مرض أحدنا إذا برسول الانسانية ونبي آخر الزمان يضع اصبعه في فمه ثم يضعها على الأرض. على أرض الوطن، ويضعها على موضع الألم أو على الجرح ويقول صلى الله عليه "بتربة أرضنا وريق بعضنا يشفي سقيمنا بإذن ربنا".
وتابع وكيل وزارة الأوقاف بالإسماعيلية قائلا: تكلم في ذلك الأئمة الكرام ، الإمام النووي رضي الله عنه شارحا لهذا الحديث بأنه يجوز الاستشفاء بالريق وأن الاستشفاء بتراب الوطن يجوز، وتكلم الامام البيضاوي رحمه الله على أنه ـ تراب الوطن ـ من أفضل العقاقير التي تداوي الأمراض ، ويتحدث الإمام القرطبي رضي الله عنه شارحا ذلك في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن محبة الأوطان دليل على علامة الرشد وعلامة العقل وكمال الرجولة والانسانية هكذا قال العلماء ، كذلك قال علماء اليونان إن أفضل العقاقير التي تداوي الامراض هي العقاقير والأدوية التي تستخرج من الأرض التي خرج منها الانسان . ألا هذا يدل دلالة قطعية على أن الحفاظ على الأوطان واجب على كل وطني شريف .
وقال وكيل وزارة الأوقاف بالإسماعيلية ، إن الحفاظ على الأوطان من أفضل شعائر الإسلام وميثاق وضعه النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء سيدنا ايبان بن سعيد بن العاص، وهذا الحديث رواه الأعرابي في معجمه يقول أتى ايبان بن سعيد بن العاص الى رسول الله في المدينة المنوره فسأله صلى الله عليه وسلم عن حال مكه. كيف حال هذه البلد التي خرج منها النبي صلى الله عليه وسلم، يريد ان يطمئن على بلده .. أليس في ذلك دليل على حب الوطن.
واختتم وكيل أوقاف الإسماعيلية بقوله: أقول للدنيا بأسرها أن روح العاشر من رمضان ستبقى ما بقى الزمان ، وأن مصر بها رجال سيدافعون عنها على طول الزمان ، وأن مصر ستظل مقبرة الأعداء . مصر في مرحلة التنمية ، داعيا المصريين للعمل والبناء واستلهام روح العاشر من رمضان التي سطرها آبائهم وأجدادهم .