الأحد 19 مايو 2024

بعد تعليق دام 5 سنوات.. تعرف على حجم السياحة والتعاون بين القاهرة وموسكو

طائرة روسية

تحقيقات23-4-2021 | 23:02

محمد عاشور

بعد تعليقها لأكثر من 5 سنوات، وزارة الخارجية الروسية تعلن عن استئناف رحلات الطيران العارض لمصر قريبا، حيث تعتبر روسيا مصر شريكا رائدًا لها في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا، إذ يرجع تاريخ العلاقات بينهما إلى 26 أغسطس عام 1943، حينما تم تدشين الروابط الدبلوماسية وتبادل إقامة السفارات والقنصليات.

 

وبمساعدة الاتحاد السوفيتي، تم تنفيذ 97 مشروعًا كبيرًا في مصر، بما في ذلك السد العالي في أسوان، ومصنع حلوان لأعمال الصلب، ومصنع نجع حمادي للألمنيوم، بحسب بيانات موقع السفارة الروسية في القاهرة، ورغم حالة التراخي التي كانت تشهدها روابط التعاون بعد انهيار الاتحاد، شهدت العلاقات بين البلدين نشاطًا متناميًا بشكل سريع خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما تعكسه أرقام التعاون في المجال الاقتصادي.

 

ووفقًا للوكالة الفيدرالية الروسية للسياحة، زار مصر 2.99 مليون مواطن روسي في عام 2014 بزيادة سنوية نسبتها 35%، في حين زار روسيا نحو 15 ألف مصري فقط في 2014، وكانت مصر ثاني أكثر الوجهات التي يزورها الروس في الخارج، وجدير بالذكر أن موسكو علقت رحلات الطيران من وإلى مصر، بعد تحطم طائرة ركاب من طراز "إير باص-321" تابعة لإحدى شركات الطيران الروسية فوق سيناء في نهاية شهر أكتوبر عام 2016، والتي أودت بحياة 224 شخصا كانوا على متنها، ليتبين فيما بعد أنها تحطمت جراء عمل إرهابي.

 

وترغب السلطات الروسية التأكد من الإجراءات الأمنية والتفتيش في المطارات بالمنتجعات المصرية لضمان أمن السياح الروس في مصر، وأعلنت سلطة الطيران المصرية موافقتها لشركة سياحة روسية، على القيام بـ 4 رحلات أسبوعية، بداية من 28 مارس المقبل، بواقع رحلتين إلى الغردقة، ورحلتين إلى شرم الشيخ، بعد موافقة السلطات الروسية، على عودة السياحة إلى شرم الشيخ والغردقة.

 

وقد صرح الدكتور أشرف نوير، رئيس سلطة الطيران المدني المصري، بأن الشركة الروسية تقدمت إلى السلطة، لتشغيل رحلاتها في 28 مارس المقبل، مباشرة من المطارات الروسية إلى شرم الشيخ والغردقة، وسوف يتم زيادة الرحلات فور انتظام التشغيل، لافتا أن المطارات المصرية تضاهى المطارات العالمية، من حيث الأمن والسلامة الجوية، ووجود أحدث أجهزة التفتيش في إنهاء إجراءات سفر ووصول الركاب.

 

وجدير بالذكر أن مغادرة السائحين الروس بعد قرار الحكومة الروسية بحظر سفر سائحيها إلى مصر بمثابة ضربة قاضية للسياحة في الغردقة، وبناء عليه تم إغلاق أكثر من 60 فندقًا سياحيًا وتسريح آلاف العاملين، بل امتدت الآثار السلبية إلى المحلات السياحية، والبازارات، ومراكز الغوص ورحلات السفاري والرحلات البحرية.

 

 

ويذكر أن الحكومة المصرية، واللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر الحالي، والمحافظ السابق اللواء أحمد عبد الله، مجهودات كبيرة للعمل على عودة الصديق الروسي مرة أخرى، ولم تكن الرئاسة بمنأى عن ذلك حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بنظيره الروسي بوتين، واتفقا على اتخاذ خطوات للتمهيد لعودة السياحة مرة أخرى، وطالبت الجالية الروسية بالغردقة، من حكومتها والرئيس بوتين بإعادة رحلات الطيران إلى مصر بصفة عامة والغردقة على وجه الخصوص، وأكدوا أنهم يعيشون في الغردقة منذ سنوات ويشعرون بتوافر جميع وسائل الأمن.

 

وبحسب ما صرح به المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر، تم التوافق على استئناف حركة الطيران الكاملة بين مطارات البلدين، بما في ذلك الغردقة وشرم الشيخ، وذلك "بعد التعاون المشترك الناجح بين الجانبين في هذا الإطار، وبناء على ما توفره المطارات المصرية في المقاصد السياحية من معايير الأمن والراحة للسياح الوافدين".

 

ورحب الرئيس المصري باستئناف حركة الطيران بين البلدين، معرباً عن التطلع إلى أن يمثل ذلك القرار قوة دفع فعالة في اتجاه مزيد من الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين، ويعزز من حركة الأفراد والوفود السياحية المتبادلة بينهما.

 

من جانبه، أعرب الرئيس الروسي عن حرص بلاده على تعزيز مختلف أوجه العلاقات الثنائية الوثيقة مع مصر، مشيداً "بالشراكة الممتدة بين البلدين الصديقين، وبالإنجازات الملموسة التي حققتها مصر في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإقامة المشروعات القومية الكبرى وتحسين مناخ الاستثمار وتطوير البنية التحتية"، ومؤكداً أن روسيا "تعول على دور مصر المحوري في استقرار محيطها الإقليمي بأسره".

 

وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول كذلك التباحث حول تطورات عدد من أهم القضايا الإقليمية، على رأسها تفاصيل الأوضاع في ليبيا، فضلاً عن مستجدات ملف سد النهضة، وكذلك موضوعات التعاون الثنائي في المجالات الاستثمارية خاصة ما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس، وكذلك محطة الضبعة النووية.