أبرزت الحلقة العاشرة من حلقات برنامج (مع الصائمين)، الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط أ ش أ أهمية وكيفية الاقتداء بأخلاق النبي عليه السلام في الجود والكرم.
وأكد الشيخ حازم جلال إمام وخطيب مسجد الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ـ خلال كلمته الليلة في الحلقة الثانية عشر من البرنامج الذي تقدمه أ ش أ على موقعي الوكالة على (فيس بوك) و(يوتيوب) على الروابط التي تتم إذاعتها يوميا بمناسبة شهر رمضان الكريم - أن خلق الجود والكرم من أخلاق الإسلام الفاضلة، وخصلة من خصاله العظيمة، خُلُق به تسُود المحبَّة والمودَّة والرحمة في المجتمعات والعائلات ، وبه يكون التآزر والتعاون والتضامن بين الناس، خُلقٍ من أخلاق المرسلين، وصفة من صفات الصالحين.
ودعا إمام وخطيب مسجد الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ، النَّاس إلى الاقتداء بالخُلق العظيم، والجود والكرم للنبي صلوات الله عليه وسلامه في زمنٍ فشَت فيه كلُّ مظاهر الأنانية والبخل والشح،، وكل أحد يجود بما استطاع؛ من إطعام جائع، وقضاء حاجة، وإعانة محتاج، وتعليم ونصح وإرشاد، فالجود والكرم من صفات الله (عز وجل) ، والكريم من أسمائه، قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ" ، وقال تعالى :"مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "، ويقول (صلى الله عليه وسلم) :"إنَّ الله جواد يحبُّ الجوادَ، ويحب معاليَ الأخلاق، ويكره سَفْسافها" ، فالسخي قريبٌ من الله تعالى ومن خلقه ومن أهله، وقريبٌ من الجنة، وبعيد من النار، مبينًا أن ما من نعمة يمنُّ الله تعالى بها على عباده إلاَّ وهي من محض فضله وجوده، وكرَمه وإحسانه؛ قال تعالى:” وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ” ، وقال تعالى : “وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا”، فالله (عز وجل) أهل الجود والكرم، فهو الكريم الذي يَغفر للمذنبين، ويعفو عن المسيئين، ويقبل توبةَ التائبين ، قال تعالى : ” وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ " .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: كان أبو طلحةَ أكثَرَ أنصاريٍّ مالًا وكان أحَبَّ أموالِه إليه بَيْرَحاءُ وكانت مستقبِلةَ المسجدِ وكان رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) يدخُلُها ويشرَبُ مِن ماءٍ فيها طيِّبٍ قال أنسٌ فلمَّا نزَلت هذه الآيةُ "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ" قام أبو طلحةَ إلى رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) فقال: يا رسولَ اللهِ إنَّ اللهَ يقولُ في كتابِه: "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ" وإنَّ أحبَّ مالي إليَّ بَيْرَحاءُ فإنَّها صدقةٌ للهِ أرجو بِرَّها وذُخْرَها عندَ اللهِ فضَعْها حيثُ شِئْتَ فقال رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم):" بَخٍ ذاك مالٌ رابحٌ بَخٍ ذاك مالٌ رابحٌ وقد سمِعْتُ ما قُلْتَ فيها وإنِّي أرى أنْ تجعَلَها في الأقربينَ فقال أبو طلحةَ: أفعَلُ يا رسولَ اللهِ فقسَمها أبو طلحةَ في أقاربِه وبني عمِّه" .
واختتم حديثه قائلا : إن إرضاء الناس معجزة لا تدرك ، وإرضاء رب الناس غاية لا تترك ، فاترك مالا يدرك لأجل مالا يترك قال تعالى:" وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ".