الثلاثاء 21 مايو 2024

أستاذ للمناهج التربوية يكشف عن مغالطات حول مسيرة تطوير التعليم

حسن شحاته أستاذ المناهج التربوية

تحقيقات24-4-2021 | 17:28

إسراء خالد

أكدت وزارة التربية والتعليم، على عدم وجود علاقة بين مشروع قانون التعليم، والنظام الإلكتروني لامتحانات الشهادة الثانوية العامة، مشددًة في بيانها للمركز الإعلامي لمجلس الوزراء على أن النظام الإلكتروني لامتحانات الشهادة الثانوية العامة قائم كما هو دون إلغاء، وسيتم إجراء امتحانات الشهادة الثانوية العامة للعام الحالي إلكترونيًا على التابلت، داخل اللجان بالمدارس، وستقيس أسئلة الامتحانات وفق للنظام الجديد نواتج التعلم لدى الطلاب بعيدًا عن الحفظ والتخزين.

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ المناهج التربوية، أن نظام التابلت أثبت نجاحه، واستطاع أن يقضي على الرأي الواحد، وإن كان يواجه بعض المشكلات التقنية أو الفنية، فإن الوزارة تبذل قصارى جهدها للتغلب عليها، وتوفير البدائل دائمًا.

 

المغالطات التربوية

قال الدكتور حسن شحاته، أستاذ المناهج التربوية، أنه يوجد بعض المغالطات التربوية التي أساء الناس فهمها، والتي أدت بشكل أساسي إلى رفض مجلس الشيوخ مشروع قانون تعديل نظام الثانوية العامة، ومن أهمها فكرة التراكمية، ومجانية التعليم.

 

وأوضح شحاته في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أن المغالطة الأولى تكمن في قياس التراكمية في الماضي مع التراكمية الحالية، على الرغم من وجود اختلاف كبير بينهما، فالتراكمية الحالية قائمة على فكر جديد يعتمد على مخاطبة المهارات العقلية العليا، وتكون أسئلة الامتحان من خارج الكتاب المدرسي، أما التراكمية القديمة ساهمت في شكل أساسي في انتشار الدروس الخصوصية، ومعاناة أولياء الأمور، نظرًا لأن الامتحان كان يأتي من الكتاب المدرسي، مما يجبر أولياء الأمور على الخضوع للمدرسين لمعرفة رؤيتهم عن الامتحان.

 

كما شدد على أن المسيرة التعليمية الآن هدفها تنمية مهارات التفكير العليا، والتحرر من نظام التعليم القائم على تخزين المعلومات، والتحول إلى نظام حديث قائم على التفكير والإبداع، مما يبرز الفرق بين النظام القديم، والنظام الجديد في التعليم.

 

نظام التابلت أثبت نجاحه

وأشار أستاذ المناهج التربوية، إلى أن فرض رسوم على إعادة طالب الشهادة الثانوية العامة للامتحان لتحسين المجموع، هو في مصلحة الطالب، بدلًا من أن يضطر لإعادة السنة كاملة، بأعبائها المادية والنفسية الهائلة، وفرت له وزارة التربية والتعليم إمكانية تحسين المجموع من خلال بعض الرسوم القليلة التي لا تقارن بتكاليف إعادة السنة كاملة، وضياع سنة من عمر الطالب، منوهًا إلى أن تلك الرسوم لا علاقة لها بمجانية التعليم، فهي خدمة تعليمة تتيحها الوزارة اختياريا للطالب لتحسين مجموعه من خلال عقد امتحان آخر عقب شهر، وتوفير الكثير من الأعباء المالية والنفسية.

 

وأكد شحاته أن نظام التابلت أثبت نجاحه، وقضي على الكتاب الواحد والرأي الواحد، ولا يوجد أي مخاطرة في الاعتماد عليه في امتحانات الشهادة الثانوية، فالطالب تعود على استخدامه طوال السنوات الثلاثة للمرحلة الثانوية، وهذا ما دفع الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، للتأكيد على أن امتحانات الثانوية العامة ستجرى وفقًا لنظام التابلت، مما يؤكد نجاح النظام فالوزير لا يخاطر بمستقبل الطلاب.

 

وشدد على أن الامتحانات التجريبية للثانوية العامة التي تم إجرائها لشهر أبريل الجاري، كان الهدف منها أن تختبر الوزارة جودة الشبكات والوصول لمنصة الامتحانات الإلكترونية عبر التابلت وبأكثر من طريقة، كما أن الامتحانات التجريبية تعد عنصرًا هامًا بالنسبة للطلاب، حيث يتم من خلالها رصد أي مشكلات تقنية قد تحدث، الأمر الذي يمكن الطلاب من أداء الامتحانات الإلكترونية النهائية في شهر يوليو المقبل دون أي مشكلات.

 

واختتم شحاته تصريحاته، بأن لا عودة للماضي فنظام الثانوية العامة الجديد نظام متكامل واستراتيجية متكاملة، ولا يجب أن نحكم على التطوير من خلال معايير الماضي، فالفكر الجديد يتطلب التحرر من المعايير القديمة، والتوجه إلى المعايير الجديدة، متمنيًا أن يناقش مجلس النواب تلك المغالطات، ومساندة  تطوير العملية التعليمية، التي تهدف إلى بناء إنسان جديد لمجتمع جديد.