حثنا الله تعالى على الاقتداء بالأنبياء، واستخلاص العبر والموعظة عنهم، حيث قال تعالى في كتابه العزيز: "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب"، وترتبط قصص الأنبياء ارتباطاً وثيقاً بتفسير القرآن الكريم، وتم تأليف الكثير من الكتب التي تروي قصص الأنبياء، وتضم الـ25 نبيًا المذكورين في القرآن الكريم، بدايًة من آدم عليه السلام، وحتى محمد عليه السلام، وتسرد تلك القصص حياتهم قبل النبوة، ودعوتهم لقومهم، والابتلاءات والمحن التي تعرضوا لها.
تعرض بوابة "دار الهلال" للقارئ طوال شهر رمضان قصص الأنبياء، ليقتدي القارئ بها، ويسير على نهجهم، ونعرض لكم اليوم قصة إدريس، عليه السلام، الذي أنعم الله تعالى عليه بالنبوة، فكان أول من أعطى النبوة بعد آدم وابنه شيث عليهما السلام.
قصة إدريس عليه السلام
الذي أخبرنا الله تعالى في كتابه العزيز عن قصته في قوله تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا" (سورة مريم في الآيات 56 - 57)، وأنعم الله سبحانه وتعالى عليه، ووصفه بالنبوة، والصديقية، وكان أول بني آدم أعطي النبوة، بعد آدم وشيث، ثالث أبناء آدم وحواء، عليهما السلام، وكان إدريس عليه السلام أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم، ثلاثمائة سنة وثماني سنين.
كانت بداية ارتباطه بالإيمان الرباني أنّه أخذَ بالعلم المُنزل على شيث بن آدم دراسةً وتعلُّمًا وتطبيقًا حتى سُمّي إدريسًا وبقي على حاله تلك حتى آتاه الله النبوة، فصدع بنبوته وحثّ الناس على الالتزام بشريعتيْ آدم وشيث عليهما السلام، فاتّبعه رهطٌ قليلٌ وخالفه وعصاه غالبيّة الناس.
كانت رسالة النبي إدريس لأهل مصر هي التوحيد، حيث نزل عليه الوحي بنحو 30 صحيفة، وكانت تتضمن طرق عبادة الله، وكيفية التعامل مع النفس والناس، وكان كثير الذكر والتضرع لله، حتى أنه كان أول نبي يهبط إليه سيدنا جبريل عليه السلام من السماء.