الخميس 16 مايو 2024

نجوم المسرح المصري..(12) .. نجمة المسرح الغنائي "ليلى جمال "

ليلى جمال

ثقافة25-4-2021 | 17:15

همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني بشخصيات كثيرة يمثلون علامات مضيئة، ونجومًا تتلألأ في حياتنا، أضافت الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي أيضًا، وأسعدت الجمهور بكل ما قدمت، وتواصل بوابة "دار الهلال" في شهر"رمضان الكريم"تسليط الضوء على نجم من هؤلاء النجوم وخطوات من رحلته وحياته بالمسرح.

ومن بين هؤلاء الذين تركوا إرثًا فنيًا في الحركة المسرحية المصرية وحفروا أسماءهم في عالم الإبداع بما قدموا بالكثير من الأدوار والشخصيات الدرامية بمسرحنا نجمة المسرح الغنائي بمصر الفنانة    " ليلى جمال "


ولدت"ليلى جمال"بمحافظة الأسكندرية في أول يناير عام 1944، وتنتمي لأصول سورية و نشأت في أسرة متوسطة تقيم بقسم"اللبان" وقد بدأت الغناء بالمدرسة وهي طفلة صغيرة في عمر السابعة حيث شاركت في المسابقة السنوية للمدارس وقدمت خلالها أغنية "مصر التي في خاطري"، وحصلت على المركز الأول والكأس وشجعها ذلك على الاستمرار برحلتها الفنية   وقد نجحت في الحصول على شهادة الثانوية العامة بالأسكندرية قبل انطلاقها لعالم الفن، وبالتحديد قبل قيام الفنان محمد البحرــ ابن موسيقار الأجيال سيد درويش ــ باكتشاف موهبتها وتدريبها على الغناء المسرحي.


كانت الانطلاقة الأولى للفنانة"ليلى جمال" الأولى عام 1960 حينما شاركت في مسابقة للأصوات الجديدة وفازت بها وكان من بين أعضاء لجنة التحكيم الملحنين منير مراد ومحمد الموجي، ولكن مشوارها الفعلي في التمثيل والغناء بدأ في عام 1964 بعد ترشيح المخرج محمد سالم لها، لتبدأ مشوارها الاحترافي بالعمل الفني بالقاهرة منذ أوائل ستينيات القرن الماضي، 
انضمت "ليلى جمال" في بداية مشوارها إلى"فرقة رضا للفنون الشعبية"، وقدمت معها مجموعة من الإستعراضات الغنائية الراقصة، كما قامت بالغناء مع نجوم الفرقة حينذاك، كما شاركت بعد ذلك ببعض عروض مسارح التلفزيون بالمسرح العالمي، والمسرح الغنائي، وكانت الفرصة الكبيرة والقوية للفنانة"ليلى جمال"لانطلاقها وتألقها الفني حينما أسند إليها الفنان القدير فتوح نشاطي بطولة أوبريت"هدية العمر"أمام المطرب الكبير كارم محمود والمنولوجست سيد الملاح ،ومن ثم بهذه المشاركة لفتت جميع الأنظار إلى تميز الفنانة "ليلى جمال" 
تعددت وتنوعت الإسهامات الإبداعية للفنانة ليلى جمال في مختلف الوسائط الفنية السينما والتلفزيون والإذاعة ،وفي مقدمة هذه الوسائط كان المسرح حيث شاركت"ليلى جمال"بالتمثيل والغناء في بطولة عدد كبير من الأوبريتات والمسرحيات .
وتتمثل مشاركات " ليلى جمال " في المسرح المصري فيما يلي:
شاركت" ليلى جمال " بفرق مسارح الدولة حيث قدمت بقطاع البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية العديد من الأدور والشخصيات الدرامية في مسرحيات حمدان وبهانة (1962)، بنت بحرى (1963)، هدية العمر (1966)، ملك الشحاتين (1971)، ليلة من ألف ليلة (1976)، زبائن جهنم (1979)، العشرة الطيبة (1982)، أصحاب المعالي (1992)، قميص السعادة (1993)، في يوم في شهر سبعة (2007)، منين أجيب ناس (2008)
وشاركت"ليلى جمال"في عروض المسرح العالمي وقدمت مسرحية"البرجوازي النبيل (1965)،ومع فرقة المسرح الحديث شاركت في"خيل الحكومة" (1994)ومع فرقة المسرح الكوميدي شاركت في مسرحية"جوازة لازم تتم (1998) ومع فرقة مسرح الشباب شاركت في مسرحية"اللعب مع السادة (2009).ومع فرقة"مسرح الغد" شاركت في مسرحيتي "المحاكمة، البيت (2012).
وقد شاركت "ليلى جمال "ببطولة  العديد من عروض الفرق الأخرى في آواخر فترة الثمانينات، ومن هذه المسرحيات (مليم بمليون جنيه، أستيك وباكو، كما شاركت ببطولة العديد من مسرحيات الهيئة العامة لقصور الثقافة ومن بينها مسرحية المجانين، خشب الورد لفرقة"ثقافة دمياط" عام 1990 .
وشاركت"ليلى جمال" بالعديد من مسرحيات فرق القطاع الخاص من بينها  مسرحيتي  " ولد وجنية (1973) مع فرقة نعيمة وصفي وشاركت أيضًا  في بعض  المسرحيات التلفزيونية المصورة  و التي أنتجت خصيصا للعرض التليفزيوني ومن بينها المحروس (1983)، مجانين فوق العادة، وراء كل مجنون امرأة (1985)، الحق عليَ أنا (1991)، مقالب حيران (1994)، العانسة والصعلوك.


ولم تقتصر اسهامات الفنانة القديرة "ليلى جمال"على التمثيل والغناء بالمسلسلات والتمثيليات التلفزيونية والإذاعية وبالسينما أو المسرح فقط ،وكان لها عدة مساهمات فنية أخرى ومن أهمها المشاركة بالحفلات الغنائية ،و كانت "ليلى جمال" قد غنت ليلى جمال في الإذاعة المصرية لفترة طويلة، لكن ستظل من بين أعمالها الغنائية أغنيتها الأشهر هي الأغنية التي استخدمها المخرج حسين كمال طوال فيلم «النداهة»، وكأن الفن والمسرح وذاك العالم الساحر كان هو  نداهتها في حياتها .
وستبقى  الفنانة المتميزة " ليلى جمال" رغم رحيلها عن عالمنا فجر يوم الاثنين الموافق 14 أبريل 2014، باقية في وجداننا وذاكراتنا وذاكرة تاريخ الفن المصري  بأعمالها المبدعة في  رحلة فنية ثرية ،وخاصة تلك التى قدمتها على خشبة المسرح الغنائى، فهى واحدة من أجمل الأصوات النسائية التى تخصصت في الغناء الدرامى على خشبة المسرح وأعطته كل حياتها ،و اتسمت " ليلى جمال "بإخلاصها  المستمر  التي كانت تنشد به إسعاد جمهورها فقط  طوال مسيرتها الفنية .